آخر تحديث :الخميس - 13 مارس 2025 - 07:14 م

تحقيقات وحوارات


جولة في المعالم التاريخية والأثرية في محافظة الضالع

الخميس - 13 مارس 2025 - 05:03 م بتوقيت عدن

جولة في المعالم التاريخية والأثرية في محافظة الضالع

التقاه / عادل خدشي

التقت صحيفة عدن تايم مدير عام مكتب فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة الضالع، فضل محمود ناصر أحمد الشاعري، الذي وافانا بمقتطفات سريعة عن تاريخ العديد من المناطق في محافظة الضالع.. في هذا الجانب الهام.. وإليكم حصيلة اللقاء:


حدثونا عن جبل عقرم الواقع في منطقة شكع بالضالع؟


جبل عقرم هو أحد أهم الجبال التاريخية والأثرية في محافظة الضالع، الذي يقع في سهل وادي شكع ويبعد عشر كيلو مترات من مدينة الضالع.

وتعد المنطقة المحيطة بجبل عقرم من أقدم المناطق التي سكنها الإنسان في الضالع عبر العصور، حسب الآثار والنقوش التي عثرت في جبل عقرم والمناطق المحيطة به.


طبعاً من أقدم الحضارات التي سكنت هذا الجبل، هي الحضارة الحميرية، وكانت منطقة شكع معقل مملكة ينهطل الحميرية حسب النقوش الحميرية التي تم العثور عليها في هذا الجبل، المليء بالمفاجآت التاريخية، التي ما زلنا نبحث عنها.


وفي هذا الصدد نستطيع الحديث عن مملكة خلة أيضاً التي تعتبر من الممالك الحميرية القديمة، التي ما زالت حتى الآن تحمل هذا الاسم والواقعة أسفل جبل عقرم، إذ تم العثور على آثار وتماثيل ونقوش حميرية كثيرة في هذا الجبل، التي يوجد بها كثير منها حالياً في متحف الضالع.


ولا نخفي سرا أن لدى المواطنين في قرى شكع كثير من الآثار الحميرية التي عثروا عليها في جبل عقرم، ولا حياة لمن تنادي!!


واستطرد مدير عام الآثار بمحافظة الضالع قائلاً: إن الآثار التي يتم العثور عليها في هذا الجبل عبارة عن تماثيل متنوعة الأشكال والأحجام، بالإضافة إلى سيوف قديمة وأدوات منزلية متنوعة وأشكال أخرى من التحف والآثار التي توجد عليها نقوش حميرية مثيرة للاهتمام.


وهل ما زالت اللغة الحميرية سارية في الضالع؟

وفي هذا السياق أكد فضل الشاعري أن اللغة الحميرية لم تعد تستخدم بشكل كامل في هذه المناطق، ولكن ما زالت هناك ألفاظاً عديدة وأسماء حميرية يستخدمها الناس هنا، إذ تناقلتها الأجيال جيلا يلو جيل، لاسيما الأسماء الخاصة بالمناطق والجبال وبعض الأشياء في الحياة اليومية ويعود أصلها إلى اللغة الحميرية.


اللغة الحميرية هي واحدة من اللغات *الجنوبية العربية القديمة*، وكانت تُستخدم في *القرن الأول الميلادي* إلى ما قبل الفتح الإسلامي لليمن.

كانت *الحميرية* واحدة من اللغات السامية التي استخدمها *الحميريون*، وهي لغة قديمة جدًا وكانت تُكتب باستخدام *الخط الحميري*.


بما أن الضالع كانت جزءًا من *المملكة الحميرية*، فقد تأثرت كثيرًا بهذه الحضارة، ومن الممكن أن تكون هناك *أسماء أو مفردات قديمة* قد تم توارثها عبر الأجيال في بعض الأماكن في الضالع التي قد تكون *مشتقة من اللغة الحميرية*.


*أمثلة على الأسماء ذات الصلة بالحميرية في محافظة الضالع:*

نظرًا لأن *اللغة الحميرية* كانت قديمة ولم تعد تُستخدم في شكلها الأصلي، فإن بعض *الأسماء الجغرافية أو العائلية* قد تكون قد *ورثت طابعًا حميريًا*، مثل أسماء *القبائل* أو *المناطق*. وهذه بعض الأمثلة التي قد تجدها في الضالع أو المناطق المجاورة:


1. *الزُبيد* – من قبيلة الزُبيدي والتي قد تكون قديمة وتحمل آثارًا من الثقافة الحميرية.

2. *المعلّي* – قد يكون هذا الاسم مستمدًا من الأصول الحميرية.

3. *الحكيمي* – يعود هذا الاسم إلى *الحكم* وهو اسم قديم يعود إلى فترة الحميريين.

4. *الصبيحي* – من الأسماء المنتشرة في المناطق المحيطة، وقد تحمل بعض الجذور الحميرية.

5. *الذهبي* – يُحتمل أن هذا الاسم يرتبط بالحضارة الحميرية أو بالأحداث التاريخية المرتبطة بها.


*الأسماء الجغرافية المرتبطة بالحميريين:*


- *جبل العُر*: أحد الجبال التي قد تكون تحمل اسمًا مرتبطًا بالحضارة الحميرية.

- *وديان الضالع*: قد تحمل بعض الأودية أسماء مستمدة من اللغة الحميرية.

- *قرى قديمة*: مثل *الدُمنة* و *الشعيب* قد تكون قد تطورت عبر القرون واحتفظت بتسميات قديمة قد تكون مرتبطة بالثقافة الحميرية.


*كيف يمكن التحقق من الأسماء الحميرية؟*

لتوثيق أسماء بالأصل الحميري بشكل دقيق، يمكن الرجوع إلى *النقوش القديمة* أو الاستفسار من *أهل المنطقة*، خصوصًا *المؤرخين المحليين* أو *المتخصصين في الآثار* في محافظة الضالع.


*ملاحظة:*

اللغة الحميرية لم تُستخدم بشكل شائع في حياتنا اليومية اليوم، ولكن بعض *الأسماء* و *الأنماط الثقافية* قد تستمر عبر الأجيال باعتبارها جزءًا من التراث الشعبي في المنطقة.

وأيضاً ذيح ران، ذخر، ذنجر، ذيع الناص، ذخار، وكثير من الأسماء.


وما علاقة الدولة الحميرية فيها؟

*الدولة الحميرية* كانت إحدى الحضارات القديمة التي نشأت في *اليمن*، وتعتبر من أهم وأشهر الدول اليمنية القديمة. كانت *الحميريين* يمثلون إحدى السلالات التي حكمت معظم المناطق الجنوبية لجزيرة العرب، بما في ذلك مناطق *محافظة الضالع* حاليًا.


*العلاقة بين الدولة الحميرية والضالع:*


1. *الموقع الجغرافي:*

محافظة الضالع تقع في *جنوب اليمن*، وهي واحدة من المناطق التي كانت جزءًا من *الممالك اليمنية القديمة*، مثل مملكة *سبأ* و *حمير*. الحميريون حكموا مناطق واسعة من *اليمن الجنوبي* بما في ذلك المناطق القريبة من الضالع، حيث كان لهم تأثير كبير في المنطقة.


2. *الآثار والمنتجات الثقافية:*

العديد من *الآثار الحميرية* قد تم العثور عليها في مناطق مختلفة من *الضالع*، مما يدل على وجودهم ونشاطهم في تلك المناطق. هذه الآثار تشمل *النقوش الحجرية* التي تحمل كتابات قديمة بالخط الحميري، والتي تشير إلى أن المنطقة كانت جزءًا من حدود الدولة الحميرية أو كانت خاضعة لها في فترات زمنية معينة.


3. *الأنشطة الاقتصادية والتجارية:*

كان الحميريون معروفين بتطوير التجارة في *الجنوب العربي*، ومن المحتمل أن *محافظة الضالع* كانت جزءًا من *طرق التجارة القديمة* التي كانت تمر عبر هذه المنطقة. حيث كانوا يُصدرون البخور والعطور والسلع المختلفة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بما في ذلك سواحل الضالع.


4. *الاستقرار السياسي والثقافي:*


كان للحميريين تأثير كبير في نشر *اللغة والثقافة* في المناطق التي حكموا فيها. وفي محافظة الضالع والمناطق المجاورة لها، يمكن أن نجد آثارًا لهذا التأثير الثقافي الحميري في *اللغة* وبعض *العادات والتقاليد* التي قد تكون قد تطورت على مر العصور نتيجة لوجودهم في تلك المناطق.


5. *الطابع الديني:*

كانت الديانة *السبئية والحميرية* تهيمن على المنطقة، إذ كان للحميريين معابدهم الخاصة وطقوسهم الدينية، ويُحتمل أن تكون بعض المواقع الدينية قد تم تأسيسها في محافظة الضالع في فترة الحكم الحميري.


*الخلاصة:*

إن العلاقة بين *الدولة الحميرية* ومحافظة الضالع تتمثل في *التأثير الثقافي والسياسي* الذي تركه الحميريون في المنطقة، من خلال الآثار والنقوش والممارسات الاقتصادية والثقافية التي كان لها دور كبير في تشكيل التاريخ الحضاري للمنطقة.


وما هي الآثار التي تم اكتشافها في جبل عقرم؟


وهل هناك مناطق أخرى في الضالع تحت المجهر الآثاري؟


وأوضح مدير عام الآثار بمحافظة الضالع في سياق حديثه أن هناك مناطق أخرى تحت المجهر منها منطقة ذيح ران،

ومديرية جحاف والأزارق ومديرية الحصين، وهي التي توجد فيها أكثر المواقع الأثرية، ومنطقة العقلة وكثير من المواقع التي تم تنقيبها من قبل فريق الآثار.


ويهذا الخصوص نود أن نضع النقاط على الحروف أن هناك أياد تخريبية، تعمل بشكل عشوائي على حفر ونبش المواقع الأثرية، التي من المفترض أن تبسط الجهات المختصة يديها، قبل فوات الأوان.


وما مدى اهتمام السلطة المحلية في الضالع بهذا الخصوص؟


ومن ناحية السلطه المحلية في محافظة الضالع - فحدث ولا حرج - لن يوجد أية اهتمام من قبل السلطة المحلية التي ستساعد على تحفيز مهامنا العلمية للبحث عن الآثار التاريخية، التي ستعطي لنا نقلة نوعية في تنشيط مهامنا كخبراء آثار وتاريخ بالمحافظة.


وما الميزانية التشغيلية التي تساعدكم على تطوير أبحاثكم العلمية في هذا الجانب التاريخي؟


أما فيما يخص الميزانية التشغيلية أشار مدير عام الآثار بمحافظة الضالع إلى أنه لا توجد أية مؤشرات بهذا الشأن، إذ توجد في مكتب الآثار ميزانية قدرها خمسه آلاف دولار.. عفواً خمسة آلاف ريال يمني فقط لا غير.. موضحاً أن مكتب الآثار بمحافظة الضالع فقير ويتيم، فلن يتحصل على أية دعم، ولا من أية جهة سواء أكانت حكومية أو حتى المنظمات الدولية لم تدعمنا.