لا خلاف على أن منظومة الشرعية كلها فاشلة وغارقة بالفساد والمحسوبيات والمحاصصة المدمرة لماتبقى من موارد وإمكانيات الدولة.
لكن تركيزنا على رئيس الحكومة بن مبارك اليوم، قائم على عدة أسباب متوارثة فيه ومبررات منطقية تتعلق بفشله اللصيق به منذ أول مهمة تولاها كأمين عام لمؤتمر الحوار الوطني المتعثر ومحاولته القفز على إمكانياته وحدود قدراته ورحم الله فاشلا عرف فشله.
وبالتالي فإن محاولة إغفال ذكر بقية الفاسدين بمنظومة لصوص الشرعية، يأتي لكونهم يعرفون انفسهم ..
وبالتالي التزموا الصمت وكأنهم عارفين بأنفسهم، ولم نراهم يزايدوا على غيرهم باسم الوطنية وإدعاء محاربة طواحين الفساد الأقوى والأكبر منهم ومن قدراتهم ومن خلفهم على محاربته .
إضافة إلى حرص بن مبارك دوما وبشكل مكشوف على محاولة تبرير فشله الشامل، بكون ذلك نتيجة لمحاربته من قبل هوامير الفساد الاكبر للإطاحة به.. انتقاما على فقدانهم لمصالحهم، بينما يجهل أنه يعيش الهزيمة بأسوأ صورها وكيف لمن هزمه الفاسدون أن يحاربهم أو يستمر بخوض معركة عبثية فاشلة مع منهم أقوى منه وأكثر نفوذا وسلطة وعلاقة بالاقليم والخارج، وهو يعرف أن نتيجة معركته محسومة بالفشل؟!
وبالتالي لا يمكن لرجل الدولة والقائد المحنك، أن يستمر في اوهام الأمنيات بخوض معركة خاسرة مع من لا يمكنه الاستمرار بالصمود أمامهم بإمكانياته الحالية ولا يلجأ لتقوية نفسه أولا ودراسة خطة مرحلية ذكية لخوض معارك جانبية أولا مع تلك القوى النافذة وليس فتح معركة شاملة غير محسوبة النتائج، وبدون أي تخطيط مرحلي مدروس، لأن النتيجة ستكون كارثية على كل البلد، كما هي اليوم تماما، حيث لم يستفد منها الشعب إلا بمضاعفة مشاكله ومفاقمة معاناته واتساع رقعة مجاعته وكارثة الانهيار الاقتصادي لكل ماتبقى من مؤسسات وموارد ومقومات للدولة.