أعلن الحوثيون في اليمن مساء الثلاثاء أنهم سيستأنفون مهاجمة السفن الإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن، لتنتهي بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير مع وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن ابتداء من نوفمبر 2023، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وخلال تلك الفترة، أغرقت الجماعة سفينتين واحتجزت أخرى وقتلت أربعة بحارة على الأقل في هجمات أدت إلى إرباك الشحن العالمي، إذ أجبرت الشركات على تحويل رحلاتها إلى مسار أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا.
وقال زعيم الحوثيين الجمعة إن الجماعة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تتراجع إسرائيل عن منع إدخال المساعدات إلى غزة خلال أربعة أيام.
وفي الثاني من مارس، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد أزمة تتعلق بوقف إطلاق النار، ودعت حماس الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.
وأعلنت جماعة الحوثي في بيان اليوم الأربعاء عبر البريد الإلكتروني "استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعربي وكذلك باب المندب وخليج عدن.. يبدأ سريان هذا الحظر من ساعة إعلان هذا البيان".
وأضافت "أي سفينة إسرائيلية تحاول كسر هذا الحظر سوف تتعرض للاستهداف في منطقة العمليات المعلن عنها.. يستمر هذا الحظر حتى إعادة فتح المعابر إلى قطاع غزة ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء".
ويرى مراقبون أن الوعيد الحوثي باستهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر بذريعة دعم سكان غزة ومواجهة إسرائيل، يأتي كرد على دخول قرار الإدارة الأميركية بتصنيف الجماعة المدعومة إيرانيا كمنظمة إرهابية حيز التنفيذ وفرض عقوبات على عدد من كبار قادتها، لتقويض قدرة الجماعة على الحصول على الأسلحة وتمويل عملياتهم العسكرية.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق من الشهر تطبيق قرار تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية" بعد دعوة الرئيس دونالد ترامب إلى اتخاذ هذه الخطوة.
وأعاد ترامب في يناير تصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية بهدف فرض عقوبات اقتصادية أشد عليها ردا على هجماتها على الشحن التجاري في البحر الأحمر والسفن الحربية الأمريكية التي تدافع عن المنطقة البحرية المهمة.
ويتوقع أن يؤدي استئناف العمليات الحوثية إلى تعطيل حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يمثل تهديدا للاقتصاد العالمي.
ومن المرجح أن يثير هذا التهديد ردود فعل دولية قوية، خاصة من الدول التي تعتمد على الملاحة في البحر الأحمر، كما يعتقد أن الحوثيين سيواجهون ردودا أميركية قوية هذه المرة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة حيث تعهد بحماية المصالح الأميركية حول العالم بما في ذلك الممرات المائية وهدد بمواجهة القوى المعادية لبلاده.