أفاد مراسل "العربية" والحدث"، الأربعاء، بالتوصل إلى تفاهمات لدمج محافظة السويداء (جنوب) في مؤسسات الدولة السورية الجديدة، وحل مشكلات الدروز.
وفي السياق، اتفق محافظ السويداء والزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، على الخطوط العريضة لتسيير شؤون المحافظة في المرحلة القادمة، ودمج الدروز في المجتمع السوري.
وشملت التفاهمات، التي تخضع لحوار مستمر بين الحكومة السورية الجديدة والدروز في السويداء، تفعيل القضاء، وتعزيز الأمن، وتنظيم ودمج العناصر المسلحة، والحفاظ على السلم الأهلي ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة، فضلا عن حزمة إصلاحات مالية وإدارية بالمحافظة.
والثلاثاء، ذكرت تقارير إخبارية أن الحكومة السورية أبرمت اتفاقا مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء، يهدف إلى دمج المحافظة بشكل كامل في مؤسسات الدولة السورية الجديدة.
وشهد، الاثنين، توقيع اتفاق بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في سياق ترتيبات الدولة السورية في مرحلة ما بعد سقوط الرئيس السابق، بشار الأسد، يوم 8 ديسمبر الماضي.
ويسمح الاتفاق الجديد بين السلطات في دمشق والدروز في محافظة السويداء (جنوب)، بدخول الأجهزة الأمنية السورية إلى السويداء، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة في المحافظة من قبل أبنائها الدروز.
ويتيح الاتفاق كذلك فتح باب التوظيف لأبناء السويداء داخل مؤسسات الدولة المدنية، وكذلك السماح لأهالي السويداء بالتطوع في وزارة الدفاع والأمن العام.
بموازاة ذلك، سيسمح الاتفاق بدخول الأمن العام إلى كافة مناطق السويداء واستلام المخافر ومراكز الأجهزة الأمنية وذلك بالتنسيق مع فصائل الشيخين ليث البلعوز، وسليمان عبد الباقي، وهما أقوى شخصيتين في المحافظة ومواليان للإدارة السورية الجديدة.
ويشدد الاتفاق على احترام المكون الدرزي كأحد مكونات الشعب السوري، ويتيح تفعيل دور أبناء السويداء في مؤسسات الدولة بشكل عام، وليس في المحافظة فحسب.
وكانت فصائل ومرجعيات درزية طالبت بالحماية الإسرائيلية عقب سقوط الأسد.
ويشكّل الدروز، ومعقلهم الرئيسي في سوريا محافظة السويداء، حوالي 3 بالمئة من سكان سوريا.
وبعيداً عن الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هجمات في المناطق التي يعيشون فيها، نأى دروز سوريا إلى حد كبير بأنفسهم عن النزاع الذي بدأ عام 2011. وتمكن العديد منهم من تجنب التجنيد الإجباري في الجيش.
وأحدثت تصريحات إسرائيلية مؤخراً بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مطلع الشهر الحالي، إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحيون.
وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وشددوا على تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس السوري، الشرع، بدعوته المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا.