آخر تحديث :الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - 11:55 م

كتابات

الجنوب اليوم بحاجة الى حشد كل الطاقات والامكانات المتاحة
صراع وجود.. حياة أو موت لاستعادة وطن.. دولة وهوية

الثلاثاء - 25 فبراير 2025 - 08:56 م بتوقيت عدن

صراع وجود.. حياة أو موت لاستعادة وطن.. دولة وهوية

أ. سعيد أحمد بن اسحاق

لا حلول في عصر السقوط، وانما هي مجرد أحلام وياليتها كانت أحلام يقظة.. أمنيات نتمناها في ظل نزوع الدولة منا خلال مرور أكثر من ثلاثين عاما في معتقل أكثر بؤسا وشقاء من سجن باستيل الفرنسي وسحل مواطني افريقيا من وطنهم قسرا الى اوروبا كسلعة تباع عبيدا لهم لامتصاص ثرواتهم الطبيعية والبشرية لامتلاكها وما اطولها من ايام وأثقلها من سنوات.

ومع توسع الصراع و ما لازمه من احداث و حروب ورافقه من تحولات كبرى وفي عدة إتجاهات.. شاهد الجنوب العربي أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دراما ممزوجة بالدم، مثيرة أحيانا ومكررة أحيانا أخرى وبشعة إنسانيا من جانب إحتلال قبائل ودحابشة العربية اليمنية كما تسمى منذ الفصول الاولى لتلك الدراما عام 1990 وحتى عرض عضلات علي عبدالله صالح ومساندة عبدالله بن حسين الأحمر وكل قوى البغي اليمني وهو يلعب دور البطولة منفردا في دراما اجتياح عدن والمكلا عام 1994، وماتلاها من اجتياح الجنوب عام 2015 من قبل الحوثي ليؤكد الغطرسة الاستعمارية والتمييز العرقي والاطماع التي لا حدود لها في سابقة لم يعهد به العالم مثيلا وما يحدث في كل بقعة عربية في تواصل للدور الاستعماري البغيض والدعم ألا محدود من قوى عربية واجنبية حتى أصبح المواطن الجنوبي يسأل نفسه متى يكون للجنوب وجود ونتحرر من قمقم الجن الازرق في وحدة إندماجية غير مدروسة شقت النسيج وابتليت بالمخدرات والجوع.

ان الجنوب اليوم بحاجة الى حشد كل الطاقات والامكانات المتاحة والتدابير الممكنة إنطلاقا من تهديدات الاستعمار ووعيده وعدته وحشوده وإعتداءاته المستمرة السافرة التي ليست لها حدود مما يتوجب على الجنوبيين ان يحسم خياره مع ما يتفق مع معطيات الواقع وفرضيات المشهد المروع للحالة التي وصل إليها المواطنين من فقر وجوع ومرض وفقدان الخدمات الاساسية من كهرباء وماء وسبل المعيشة وعملة ورقية لا قيمة لها وتلاعب بالموارد، بل وتدمير للثروات الطبيعية المتنوعة وتحطيم للشباب والتعليم وارتفاع معدلات الحالات النفسية وتفشي الجرائم المروعة.. فماذا نقول وان تعددت وتعدد أسبابها؟ لم ندرك منها الدروس والعبر لخلق توازنات تدعم آمالنا وأحلامنا تحسم الصراع لصالحنا لبناء أمة لها تاريخ ليكون لها تواجد في الخارطة المستقبلية.

أمام هذه الأحداث المتسارعة لابد للجنوب مواجهة الانكسار في 1994 بالتحليل العلمي والعسكري والاقتصادي والاداري من خلال البحوث والدراسات والمؤتمرات والندوات والاصدارات والاعلام والنقاشات.. لا لضمها للتاريخ نستدعيها وقت المناسبات أو عند المواجهات الفكرية أو العسكرية.. فلابد من الاستفادة من الاحداث والشواهد والمجادلات والاشاعات لتتحول الى قيم وسلوك واتجاهات فكرية وفلسفات واستراتيجيات تحول كنقطة انطلاق ترتكز عليها التغييرات نحو استعادة الدولة والهوية الجنوبية.. فلم يعد أمامنا إلا العقل للاستفادة من الثورة المعلوماتية والمعرفة واساليب العلم والبحث العلمي لامتلاك الرؤية المتكاملة لمستقبل الجنوب كأمة، وهوية كانتماء وتاريخ.

إن الجنوب اليوم امام مواجهة مع جروح دامية واموات وشهداء وخوفا من القادم.. وان شعب الجنوب جدير بالحياة.. ودول الاقليم خاصة والعربية عامة مطالبة بالحضور ولا يمكن لنا ان نتخلى عن حقنا مهما يكون.


لن يكون للجنوب حال إلا إذا أنتزع دولته من الذي انتزعها منه غدرا وخيانة، ولابد من كسر خط الفصل السابع فلا علاقة له به.. وكسر القيود التي كبلت البطون قبل النفوس وصهر اليأس والفتنة لتمحوها من أرض الجنوب، فالوطن قبلة الحياة، نموت فيها لحماية الاعراض.. ومن دون ذلك أحلام مراهقين لا يقدم ولا يؤخر سكون.

إنه صراع وجود.. حياة أو موت لاستعادة وطن.. دولة وهوية.