يقص برشلونة وأتلتيكو مدريد، الفريقان اللذان يمران بفترة جيدة للغاية مؤخرا على الصعيد الأوروبي، شريط نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، اليوم الثلاثاء، من ملعب مونتجويك، حيث يتواجهان للمرة الـ23.
وأتلتيكو هو آخر فريق تمكن من التغلب على برشلونة تحت إمرة هانز فليك، في 21 ديسمبر/كانون أول الماضي، بنتيجة 1-2.
ومنذ ذلك الحين، لعب الفريق الكتالوني 13 مباراة على مدار 2025، فاز في 11 منها وتعادل مرتين.
وهذا المعدل يقارب الرقم الذي وصل له تشافي هرنانديز في مستهل 2023، لكن السجل الأفضل كان الذي حققه لويس إنريكي بـ23 مباراة بدون هزيمة في 2016.
خصومة عتيقة
ويعد برشلونة وأتلتيكو خصمان لدودان في الكأس، إذ تواجها في 22 مناسبة ونهائيين طوال 100 عاما، ويعود أول لقاء بينهما إلى أبريل/نيسان 1925.
وتأهل البارسا منذ ذلك التاريخ في 13 مرة مقابل تسعة لأبناء مدريد.
وإجمالا فاز البلوجرانا 22 مرة وتعادل في تسع مناسبات بينما كانت الغلبة للروخيبلانكوس في 15 مواجهة.
ستكون مواجهة اليوم حاسمة بالنسبة لمستقبل الفريقين اللذين يتنافسان على الليجا وتأهلا لثمن نهائي دوري الأبطال، ووصلا لأفضل مستوى ممكن لهما في هذه الفترة من الموسم.
ورغم البداية الرائعة للموسم، اهتز مستوى البارسا بحلول نوفمبر/تشرين ثان الماضي وعانى الأمرين كي يعاود المنافسة ويسترد الزخم.
وبعد استعادتهم البريق، حيث يتصدرون جدول الليجا وقد ضمنوا كأس السوبر الإسباني وسط توقعات إيجابية في أوروبا، لا يبدو أبناء المدرب الألماني هانز فليك على استعداد للتفريط في أي شيء، وظهر هذا واضحا خلال مباراة لاس بالماس قبل أيام معدودة.
فمنذ توليه المسؤولية في الصيف الماضي، يحقق برشلونة تحت إمرة فليك نتائج مبشرة: 24 فوزا في 38 مباراة مع أربعة تعادلات وست هزائم، وسجل اللاعبون 116 هدفا وتلقت شباكهم 41 هدفا.
ومن بين الفرق القليلة التي تمكنت من إخماد نجم البارسا يبرز أتلتيكو.
وستكون هذه المواجهة أولى المباريات الحاسمة بالنسبة للبلوجرانا في مسيرته بكأس الملك والدوري والتشامبيونز.
فبعد موقعة الأتلتي في الكأس سيضرب البلوجرانا موعدا مع ريال سوسيداد ثم أوساسونا في الليجا، والفريقان سبق لهما إذاقة برشلونة هزيمتين مريرتين في بداية الموسم.
شكوك يامال
ويتابع فليك، الذي يتم اليوم الإثنين 60 عاما، باهتمام تطور حالة لامين يامال الذي تعرض لإصابة أثناء مباراة لاس بالماس ولم يتمكن من التدرب برفقة زملائه، ما دفع المدرب للتفكير في إشراك داني أولمو منذ بداية اللقاء.
ولعب أولمو دورا مهما في حسم الفوز على حساب لاس بالماس.
ويتوقع أن يبدأ فليك بإريك جارسيا كي يشكل ثنائيا مع باو كوبارسي في قلب الدفاع، وإلى جانبيهما كوندي وبالدي ظهيرين.
وفي الوسط، لا بديل عن دي يونج، مع بيدري الذي حجز مكانا له في التشكيل، وداني أولمو كصانع ألعاب، وذلك في حال لم يقرر فليك زيادة الثقل في خط الوسط والدفع بجافي.
بينما لا يمكن المساس بالثلاثي الهجومي لامين (حال جاهزيته) وليفاندوفسكي ورافينيا.
واضعا في الحسبان أن هذه المباراة تحسم الموسم، يزور الأتلتي غريمه اللدود مرة أخرى، في ظل آمال كبيرة معلقة على انفتاح شهية جوليان ألفاريز صاحب الـ19 هدفا، والرؤية الكاشفة للملعب التي يتمتع بها أنطوان جريزمان، والإلهام الذي يوزعه رودريجو دي بول على زملائه، وتحركات جوليانو سيميوني الخطيرة، والصلابة الدفاعية، والحس التهديفي لسورلوث وكوريا رغم جلوسهما احتياطيين، وتلقي الفريق لهزيمة وحيدة في آخر 24 مباراة رسمية وفاز بـ20 منها.
لكن أتلتيكو مدريد سيتعين عليه الحذر أيضا من قوة منافسه الكتالوني خاصة مع كل ما لاقاه في آخر مواجهة بينهما لا سيما في الشوط الأول بسبب الضغط المتقدم لمنافسه والمواهب التي يتمتع بها لاعبوه، كما أن المواجهة ستكون طويلة الأمد على مدار 180 دقيقة ولن تعرف هوية الطرف الذي سيصل لنهائي الكأس بينهما إلا في أبريل/نيسان المقبل.
ولن يحصل أتلتيكو على أي مهلة لالتقاط أنفاسه بعد مواجهة العملاق الكتالوني غدا الثلاثاء، فبعد الفوز السبت الماضي على فالنسيا 0-3، يستضيف أتلتيكو في ملعبه أتلتيك بيلباو صاحب المركز الرابع، ثم يواجه ريال مدريد في ثمن نهائي التشامبيونز.
ونتيجة لغياب كوكي ريسوركسيون لإصابة عضلية وسيزار أزبلكويتا بسبب الآلام، سيكون تحت إمرة سيميوني 21 لاعبا متاحين ليختار بينهم التشكيل الأساسي في ظل عودة بابلو باريوس من الإيقاف بسبب الطرد للمرة الثانية خلال شهر واحد- قبل أسبوع أمام سلتافيجو- ليحرم من المشاركة السبت الماضي في مباراة فالنسيا.
ويفكر سيميوني في الاعتماد منذ بداية المباراة على خوان موسو في حراسة المرمى كما جرى العرف في مباريات الكأس خاصة وأن شباكه لم تهتز سوى مرة يتيمة في خمس مباريات، أمامه المدافعون روبن لونورماند وخوسيه ماريا خيمينيز، وربما كليمونت لونجليه، إذا ارتأى سيميوني اللعب بخمسة مدافعين.
وفي الظهير الأيمن يظهر ماركوس يورينتي، وجافي جالان أو صامويل لينو في الناحية اليسرى، ورودريجو دي بول في الوسط بجوار بابلو باريوس برفقة جوليانو سيميوني في الجناح الأيمن وجوليان ألفاريز في الرواق الأيسر وأنطوان جريزمان أو ألكسندر سورلوث في الهجوم، بناء على حالة المهاجم الفرنسي الذي بدأت آثار ضغط المباريات تظهر عليه.
التشكيل المحتمل للفريقين:
برشلونة: تشيزني، كوندي، كوبارسي، إنييجو مارتينيز، بالدي، فرينكي دي يونج، بيدري، داني أولمو أو جافي، لامين أو فيرمين، رافينيا، ليفاندوفسكي.
أتلتيكو مدريد: أوبلاك، يورينتي، لونورماند، خيمينيز، لونجليه، جالان أو لينو، جوليانو، دي بول، باريوس، جوليان ألفاريز، جريزمان أو سورلوث