قال معالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ الدكتور محمد بن عيضة " إن وزارة الأوقاف والإرشاد تواصل بذل كافة الجهود وتذليل كل الصعوبات لكي يتسنى للحاج اليمني أداء شعيرة الركن الخامس بسهولة ويسر.
أكد في حديثه إلى إن الوزارة تحرص على أن يكون موسم الحج ناجحًا بكل المقاييس، وذلك من خلال وضع خطة متكاملة تبدأ منذ وقتٍ مبكر.
وأوضح قائلاً" إلى أن الخدمات التي تقدمها الوزارة ليس في مستوى النجاح فحسب بل التميز والاتقان والابداع.
وأشار في حديثه" إلى ان الوزارة نجحت في استعادة حوالي 15 مليون ريال سعودي من جهات متعاهدة تعذر تنفيذ خدماتها أو لم يتم اعتمادها في المشاعر المقدسة.
ولفت إلى أن وزارة الأوقاف والإرشاد حصدت في المواسم السابقة العديد من الشهادات والتزكيات والتكريم من الجهات ذات العلاقة لتنظيم الحج ومن وزارة الحج السعودية.
ولا يختلف اثنان على حجم الجهود المبذولة والقفزة الملحوظة في أداء الوزارة رغم الظروف التي نعيشها ونقص الميزانيات والامكانيات، ما يهمنا هنا هو الوقوف على مدى استعداد الوزارة لموسم حج هذا العام وما أبرز الخدمات المقدمة وتفاصيل أخرى كثيرة نقلناها لكم في سطور هذا الحوار الصحفي الشامل .. فإلى الحوار:
تجربة حج سلسة ومنظمة
*- ما أهم الاستعدادات التي بذلتها وتبذلها الوزارة ممثلة بقطاع الحج والعمرة في إنجاح موسم حج هذا العام؟
بداية نرحب بكم في عدن الغد، ونشكر لكم تغطيتكم المستمرة ومواكبتكم لأنشطة الوزارة، وفيما يتعلق بسؤالك أخي الكريم، فإن وزارة الأوقاف والإرشاد تحرص على أن يكون موسم الحج ناجحًا بكل المقاييس، وذلك من خلال وضع خطة متكاملة تبدأ منذ وقتٍ مبكر، بل منذ الساعات الأولى لانتهاء أيام التشريق، حيث يتم التنسيق المباشر مع الجهات السعودية المعنية، والتواصل المستمر مع الوكالات المعتمدة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج.
قمنا بتحديث آليات التسجيل لضمان الشفافية والعدالة، كما تم تعزيز فرق الرقابة والإشراف لضمان التزام الوكالات بمعايير الجودة والخدمة، بالإضافة إلى ذلك، حرصنا على تحسين مستوى التوعية والإرشاد للحجاج عبر وسائل متعددة، لضمان تجربة حج سلسة ومنظمة.
عملية تسجيل مبكرة
*- كم وصل عدد حجاج هذا العام؟ وكيف سارت عملية التسجيل؟
فيما يتعلق بعدد الحجاج ومستوى التسجيل لهذا العام، فقد بدأنا عملية التسجيل في وقت مبكر جدًا، وذلك بالتنسيق مع الأشقاء في وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية، والذين أطلقوا هذا العام برنامجًا متكاملًا يشمل الخدمات في المشاعر المقدسة وباقات المشاعر المختلفة، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وانطلاقًا من حرصنا على ضمان حصول حجاج اليمن على أفضل الخدمات، قمنا في وزارة الأوقاف والإرشاد بوضع آلية واضحة ومدروسة، وأعلنا عن فتح باب التسجيل منذ وقت مبكر، ودشنا موسم الحج لهذا العام وفق خطة زمنية منظمة.
الحمد لله، حتى هذه اللحظة، تشهد عملية التسجيل إقبالًا كبيرًا من الحجاج، حيث تسجلت أعداد كبيرة وما زالت الأعداد في تزايد مستمر. وإيمانًا منا بأهمية إتاحة الفرصة أمام جميع المواطنين الراغبين في أداء هذه الفريضة العظيمة، فقد قمنا بتمديد فترة التسجيل في المرة الأولى حتى العاشر من فبراير، ثم مددناها مرة أخرى حتى السادس من مارس، وذلك لضمان أن يتمكن كل حاج من التسجيل، بغض النظر عن منطقته أو ظروفه، حيث حرصنا على أن يكون التسجيل متاحًا في جميع محافظات الجمهورية.
الحرص على التطوير المستمر
*- ما جديدكم في حج هذا العام؟ وهل تم معالجة الإشكالات التي طرأت في حج العام الماضي؟
نحرص في وزارة الأوقاف والإرشاد على عملية التطوير المستمر من خلال عملية تقييم شاملة لكل مراحل الحج، منذ اللحظة الأولى للتدشين إلى اللحظة الأخيرة لعودة حجاج بيت الله الحرام إلى محافظاتهم، من هذه الإجراءات التي نعمل عليها تحسين مستوى السكن والنقل، حيث تم اعتماد آليات جديدة لمتابعة جودة الخدمات المقدمة من قبل الوكالات، كما أضفنا مسارات إلكترونية لتسريع الإجراءات، ورفعنا عدد الفرق الرقابية الميدانية لضمان التزام الوكالات بتقديم الخدمات المطلوبة للحجاج، كما أننا حرصنا على تطوير الجانب الإرشادي والطبي، من خلال تعزيز برامج التوعية الدينية والصحية للحجاج.
ضف إلى ذلك بأن الوزارة نجحت في استعادة حوالي 15 مليون ريال سعودي من جهات متعاهدة تعذر تنفيذ خدماتها أو لم يتم اعتمادها في المشاعر المقدسة، وهذه الخطوة غير المسبوقة تأتي في إطار تعزيز الشفافية والمحاسبة وضمان حصول الحجاج على حقوقهم كاملة، نحن ملتزمون بحماية حقوق الحجاج ومحاسبة أي جهة تتقاعس عن تنفيذ التزاماتها، هذه الاستعادة تعكس حرص الوزارة على تحسين جودة الخدمات وضبط الإنفاق بما يحقق أعلى المعايير في خدمة ضيوف الرحمن، وستواصل الوزارة جهودها لضمان أقصى درجات الرقابة والمساءلة في إدارة شؤون الحج، ونؤكد أن إعادة المبلغ إلى الحجاج مباشرة هو دليل واضح على التزام الوزارة بالشفافية والوضوح وإعادة الحقوق لأهلها.
معايير واضحة لعمل الوكالات
*- ما هي معايير واشتراطات عمل الوكالات؟ وكيف تتم عملية الرقابة على أدائها؟
الوزارة حددت معايير واضحة لعمل الوكالات، تتضمن الالتزام بمواصفات محددة في السكن، النقل، الإعاشة، والإرشاد، بالإضافة إلى التراخيص المطلوبة من الجهات المختصة إلى جانب ضرورة توفير طاقم إداري مؤهل لخدمة الحجاج، كما أن هناك لجانًا متخصصة تتابع أداء الوكالات ميدانيًا وإلكترونيًا، ويتم التعامل بحزم مع أي وكالة تخالف المعايير المحددة، إذ لا نتوانى عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين، لضمان تقديم خدمة متميزة لحجاج اليمن.
استقبال شكاوي الحجاج
*- عندما يواجه الحاج مشكلات من قبل الوكالات أو العاملين في الحج، ما هي الآليات التي يتم التواصل بها لإبلاغ الجهات ذات العلاقة في الوزارة؟
وفرنا عدة قنوات لاستقبال شكاوى الحجاج، سواء عبر أرقام الطوارئ التي تعمل على مدار الساعة، أو من خلال فرق الإشراف الميدانية المنتشرة في أماكن إقامة الحجاج.
كما أطلقنا تطبيقًا إلكترونيًا يتيح للحاج تقديم شكواه مباشرةً، ليتم التعامل معها بشكل فوري واتخاذ اللازم بحق المقصرين، وهو تطبيق يلملم، كما يمكن لأي حاج التواصل بنا عبر الأرقام المرفقة في بطاقة الحاج التي تصرف له قبل السفر ومايزال في محافظته ومدينته.
التحذير من مروجي التصريحات المزيفة
*- لماذا تكرر التحذير من قبلكم بما يسمى تصريحات حج المجاملة؟
نحن نحذر من مروجي التصريحات المزيفة التي يجري تسويقها بأسماء مختلفة عبر منتحلين في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تصدر من الجهات المختصة لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وهي وسيلة غير قانونية يستخدمها البعض للنصب والاحتيال على المواطنين الراغبين في أداء فريضة الحج، ولذلك نكرر دعوتنا للمواطنين إلى الالتزام بالقنوات الرسمية لضمان حقوقهم وخدمتهم بالشكل الصحيح.
التعاون بين الوزارة الجهات السعودية
*-كيف تقيمون دور وجهود المملكة في تسهيل حج أبناء اليمن؟
المملكة العربية السعودية تبذل جهودًا عظيمة في خدمة الحجاج عامة، وحجاج اليمن بشكل خاص، التعاون بين الوزارة والجهات السعودية المعنية مستمر ومتطور، وقد لمسنا هذا العام تسهيلات كبيرة، سواء في إجراءات التأشيرات، أو في ترتيبات السكن والنقل، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي الذي تقدمه المملكة لضمان راحة الحجاج اليمنيين، ولا شك أن هذه الجهود تستحق التقدير، فهي تسهم في إنجاح موسم الحج وتخفيف معاناة الحجاج اليمنيين، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا.
تذليل الصعوبات قدر الإمكان
*- رغم الحرب تسير عملية الحج في خطى ثابتة، ما تفسيركم لذلك؟
هذا بفضل الله أولًا، ثم بفضل العمل الدؤوب من قبل الوزارة والجهات المختصة في المملكة، إضافة إلى رغبة مواطنينا في أداء مناسك الحج والعمرة ، رغم التحديات التي يواجهونها.
لقد حرصنا على تسهيل الإجراءات قدر الإمكان، وتذليل العقبات التي تعترض طريق الحجاج، حتى يتمكنوا من أداء الفريضة بكل يسر وسهولة.
سر النجاح الجهود الحثيثة
*- أكثر من 300 ألف معتمر تقريبًا، رقم لم يسبق من قبل في تاريخ وزارة الأوقاف والإرشاد، وموسم عمرة أتيح لكل أبناء اليمن على خلاف الأعوام السابقة، ما سر نجاح ذلك؟
سر النجاح يعود إلى عدة عوامل، أهمها الجهود الحثيثة التي بذلتها الوزارة في تسهيل إجراءات السفر والتسجيل، والتعاون الوثيق مع الجهات السعودية المختصة، إضافة إلى تحسن الوضع العام مقارنةً بالسنوات السابقة، كما أن التوسع في عدد الوكالات المعتمدة وزيادة مستوى التنافس بينها ساهم في تقديم خدمات أفضل، مما شجع أعدادًا أكبر من اليمنيين على أداء العمرة هذا العام.
رسالة الى الحجاج والمعتمرين
*-معالي الوزير، في ختام هذا اللقاء، هل من شيء تريد قوله للناس؟
أود أن أوجه رسالة إلى جميع الحجاج والمعتمرين اليمنيين، بأن يلتزموا بتعليمات وأنظمة الحج والعمرة، وأن يحرصوا على التحلي بالأخلاق الإسلامية التي تعكس صورة مشرّفة لليمن، كما أدعو الجميع إلى التعاون مع الوزارة والجهات المختصة لضمان نجاح المواسم القادمة، فهدفنا جميعًا هو أن يؤدي كل حاج ومعتمر مناسكه في أمن وسلامة وراحة تامة.
وأخيرًا، أتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية على جهودها الكبيرة في خدمة ضيوف الرحمن، ولجميع العاملين في الوزارة على جهودهم في تيسير أمور الحج والعمرة. نسأل الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال.