يواصل النازحون «موسم العودة» من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، ويبحث كل منهم عن مكان للاستقرار فيه، بينما بدأ الوسطاء الأعمال التمهيدية للمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار المقرر أن تنطلق الأسبوع المقبل، وسط ضبابية تلف ما بعد المرحلة الأولى، إذ يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ضغطاً من الأقصى يميناً في حكومته، من أجل الاكتفاء بالمرحلة الأولى والعودة للحرب.
ووجد النازحون الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم في مدينة غزة هذا الأسبوع المنطقة في حالة خراب، بعد حرب استمرت 15 شهراً مع سعي الكثيرين منهم للبحث عن مأوى بين الأنقاض أو عن أقارب فرقتهم الدروب في رحلة عودة تشوبها الفوضى.
تنقل وكالة رويترز عن رجل عرف عن نفسه باسم أبو محمد، قوله: «بينما كنا نبحث عن مأوى أنظر إلى المنطقة، لا كلام، سنفترش الأرض وننام، لم يبق شيء». وقال جميل عابد الذي جاء سيراً على الأقدام من المنطقة الوسطى: «أنتظر جدتي وأبي وأمي وأخي، لقد تهنا عنهم في الطريق، مشينا من المنطقة الوسطى لا سيارة ولا توكتوك ولا كارو ولا أية وسيلة».
دفعة تبادل
وفيما يبحث العائدون عن مأوى في الشمال، يفتتح الوسطاء الأسبوع المقبل مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي ماركو روبيو، أكدا خلاله استمرار جهود الوساطة المشتركة في غزة.
ومن المفترض أن تسلم «حماس»، التي لا تزال تسيطر على غزة، ثلاثة أسرى إسرائيليين آخرين غداً الخميس مع توقع تسليم ثلاثة غيرهم السبت، وذلك مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وبعضهم سيجري إبعادهم.
وإلى القاهرة وصل وفد رفيع المستوى من «حماس» برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي للحركة، حيث ناقش مع مسؤولين مصريين «آليات تنفيذ الاتفاق». والتقى وفد الحركة مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، حيث جرى بحث معمق حول مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن وفد قيادة حماس «تقديره وشكره لدور الإخوة الأشقاء في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وجهودهم الجارية في إدخال المساعدات واحتياجات شعبنا والتخفيف من معاناته، مشيداً بالموقف المصري الثابت برفض تهجير الشعب الفلسطيني».
المرحلة الثانية
وبحلول الثلاثاء المقبل، يبدأ التفاوض على المرحلة الثانية التي تشمل أكثر من 60 أسيراً إسرائيلياً من بينهم ذكور في سن الخدمة العسكرية، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة. وفي حالة نجاح المرحلة الثانية، فقد يتبع ذلك إنهاء كامل للحرب. كما سيفتح نجاح تنفيذ الاتفاق الطريق أمام محادثات إعادة إعمار غزة، وفقاً لـ «رويترز».
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطاً من متشددين في الحكومة، أبدوا استياءهم من أن الاتفاق يترك حماس في السلطة في غزة، ويطالبون بعدم المضي في المرحلة الثانية واستئناف القتال لتحقيق ما يرونه نصراً كاملاً.
ويرى مراقبون أن المحادثات ستمضي قدماً للمرحلة الثانية، حيث إن لا خيار أمام نتانياهو إلا الذهاب للمرحلة الثانية، في ظل الأجواء التي أثارتها عودة عدد من الأسيرات الإسرائيليات من غزة، في حين يهدد استمرار الحرب حياة من تبقى من الأسرى