نداء لصحوة الضمير الوطني والأخلاقي لإنقاذ عدن
أن تنقطع خدمة الكهرباء عن العاصمة عدن ولمدة 24 ساعة كاملة يوم أمس الأثنين؛ فهذه بحق جريمة كبرى والسكوت على ذلك جريمة أكبر؛ فمنذ أن دخلت خدمة الكهرباء إلى عدن عام ١٩٢٦م أي قبل قرن من الزمن؛ تنقطع بشكل كامل عنها ولأول مرة في تاريخها؛ فلا يمكن وصف ذلك إلا بأنه عمل تخريبي منظم متعدد الأفعال والأشكال وفي تناغم تام بين أكثر من جهة مارست وتمارس هذه الحرب منذ سنوات ولأغراض وأهداف سياسية قذرة ومنحطة.
ولكنها أصبحت اليوم مكشوفة مهما أختلق أصحابها من حجج وذرائع؛ أو تعددت لديهم أقنعة المكر والخداع أملا بإخفاء جرائمهم بحق الجنوب وأهله؛ وندعو هنا للتعامل مع ما حصل بكونه جريمة مكتملة الأركان ولا ينبغي النظر لها أو التعامل معها إلا على هذا الأساس حتى يثبت العكس.
إنها قمة التلذذ الخسيس بعذاب الناس ومضاعفة معاناتهم؛ وتتويج بشع لمسلسل الإنقطاع المتكرر لخدمة الكهرباء؛ وفي حرب الخدمات بشكل عام والتي تحتل الكهرباء أولوية مطلقة عند من يقفون خلف هذه الحرب اللا أخلاقية والمجردة من كل القيم؛ فكل الحجج والمبررات سقطت جميعها ودفعة واحدة هذه المرة.
لقد حان الوقت لوضع حد حاسم لهذا العبث والإجرام بحق سكان العاصمة وكل محافظات الجنوب؛ فلا يمكن بعد أن وصلت الأمور إلى هذا المستوى من التحدي الوقح لإرادة الناس ولحقوقهم في الحياة الطبيعية في الحصول على مختلف الخدمات الضررورية وفي مقدمتها الكهرباء؛ و بما يعنيه لهم ذلك في تسيير حياتهم ومتطلبات معيشتهم المرتبطة بالكهرباء.
إن كل الجهات المعنية تقف اليوم مكشوفة أمام الناس وأمام مسؤوليتها وضميرها الوطني والأخلاقي؛ ولا مجال لتهربها من هذه المسؤولية إلا بالتصدي الحاسم لهذه السياسة الممنهجة ضد الجنوب؛ وبكشف وفضح تلك الأطراف علنا ومحاسبة كل من يستحق العقاب من الجهات التي تتولى التنفيذ ودون تأخير؛ وقبل أن تأخذ الأمور وتتجاوز ردود الأفعال المحتجة والغاضبة والمشروعة للناس كل الحدود وتخرج عن السيطرة.
مع أملنا بالدعم والتعاون مع السلطة المحلية في العاصمة عدن ومن قبل كل من بمقدوره فعل ذلك حتى تتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد مواجهتها المستمرة مع تبعات وتداعيات حرب الخدمات القاتلة للناس وللحياة في عاصمتنا الحبيبة عدن.
*صالح شائف*