في ظل تصاعد التحديات الأمنية في مناطق سيطرة الحوثيين، ضد المنظمات الدولية، أكد علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس الجمعية الوطنية، جاهزية العاصمة عدن لاستقبال كافة بعثات المنظمات الدولية لمباشرة أعمالها دون أي قيود.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المجلس لتعزيز بيئة آمنة ومستقرة تسهم في تسهيل أداء المنظمات لمهامها الإنسانية والتنموية.
الكثيري وخلال استقباله بمقر الجمعية الوطنية، السيدة إيمان الشنقيطي، نائب المنسق العام للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، والسيد سعيد حرسي، مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المشاريع "أوتشا".
أكد أن هناك توجيهات مباشرة من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي،رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتقديم كافة التسهيلات لعمل المنظمات الدولية في عدن ومحافظات الجنوب.
هذه التحركات تأتي في إطار حراك مكثف يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي لإعادة تفعيل ونقل عمل كافة المنظمات الدولية إلى العاصمة عدن، خاصة بعد إعلان الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي تعليق جميع تحركاتها الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عقب احتجاز عدد من موظفيها في صنعاء.
وفي هذا السياق، أشار الكثيري إلى أن المجلس الانتقالي يعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأمنية والسلطات المحلية لتسهيل مهام المنظمات، وإزالة كافة العراقيل التي قد تواجهها، مع تعزيز الثقة بينها وبين المجتمع المحلي لضمان استمرارية عملها بسلاسة.
ويرى مراقبون أن إغلاق مكاتب الأمم المتحدة في مناطق سيطرة الحوثيين يمثل تطوراً خطيراً يعكس مدى القمع الذي تمارسه المليشيات، ويؤكد الحاجة الماسة لنقل كافة مقرات المنظمات الدولية إلى المناطق المحررة، وعلى رأسها العاصمة عدن، حيث يمكنها العمل بحرية وأمان.
إلى ذلك، ترأس الكثيري اليوم الاثنين، اجتماعاً مشتركاً ضم ممثلي المنظمات والبعثات الدولية، وممثلين عن الوزارات الحكومية والجهات الأمنية والمحلية.
وناقش الاجتماع التحديات التي تواجه المنظمات الدولية في البلد، والسبل الكفيلة بتذليلها لتعزيز حضورها وفاعليتها، وفقا والإجراءات التي اتخذها مجلس القيادة الرئاسي.
وأوضح الكثيري أن المجلس الانتقالي يولي اهتماماً بالغاً بتهيئة الظروف المناسبة لعمل المنظمات الدولية، مؤكداً على ضرورة نقل مقراتها الرئيسية من صنعاء إلى عدن، لضمان سلامة موظفيها واستمرارية أنشطتها بعيداً عن التهديدات الحوثية.
كما أدان القائم بأعمال رئيس المجلس الممارسات القمعية التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق موظفي المنظمات الدولية، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات تعرقل العمل الإنساني وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وثمّن الكثيري حرص المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية على الاستمرار في دعم اليمن خلال أزمته الراهنة، مشيداً بجهودها في توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة وتحقيق تنمية مستدامة.
من جانبه، شدد الدكتور ناصر الخُبجي على التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بتعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية، وتقديم كافة التسهيلات التي تضمن نجاح برامجها وتدخلاتها. وأكد استعداد المجلس لعقد لقاءات ثنائية منتظمة مع ممثلي المنظمات لمناقشة التحديات والعقبات التي تواجه عملها.
في ختام الاجتماع، عبّر ممثلو المنظمات الدولية عن تقديرهم لجهود المجلس الانتقالي والسلطات الحكومية والمحلية في عدن، مشيدين بالتسهيلات المقدمة والدعم الكبير الذي يساهم في تحسين بيئة العمل الإنساني والإغاثي.
تُظهر هذه الجهود حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على تعزيز الشراكة مع المنظمات الدولية، بما يدعم عودة الاستقرار إلى الجنوب، ويعزز من دور عدن كمركز رئيسي للأنشطة الإنسانية والتنموية في اليمن.