آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


33 عاما..يابن سالم

الثلاثاء - 10 سبتمبر 2019 - الساعة 01:17 م

نعمان الحكيم
بقلم: نعمان الحكيم - ارشيف الكاتب


تتسارع الايام مرورا فالشهور والسنين..ولا نعدها او نتعظ منها بل نتجاوز آثارها بالنسيان احيانا واحيانا اخرى مرغمين وهي القصة الاليمة لكثيرين!
قبل ايام قليلة ومصادفة التقيت زميلة دراسة وصحافة هو اللقاء الثاني العابر وتحادثنا لثوان معدودة..وكيف الحال مع واقع مرير مر عليه زمن ليس بقصير.. وافترقنا..لكن اللقاء الاخير كانت فيه مفاجأة..
هي الزميلة الخلوقة..اقبال الخضر الاعلامية زوجة(ارملة) اعلامي مخضرم وقلم وقائد نادر الوجود..خسرناه في لحظة حقد مناطقي وبعده لم نجد من يحل محله وتتسارع لحظات الماساة لتمر 33سنة وكانها لحظات..فقط انعدمت لدينا الرؤية والمصافحة وجها لوجه..لكن كان بالعقل والقلب لن ينمحي..ابدا
اقبال الخضر ارملة الشهيد احمد سالم الحنكي أستاذ الصحافة وربانها
القائد في سنوات السبعينات من القرن المنصرم والذي كان من الابداع والكياسة ان كانت (14اكتوبر) الصحيفة الرائدة ومدرسة تتلمذ عليها الكثيرون
..وبفضل هذا القائد البسيط والانسان كانت البصمات ولم تزل ماثلة وخالدة
..ونفتقد من يتمثلها ويحييها اليوم..ولن نف الراحل حقه مهما كتبنا وانا شخصيا كنت ممن يحضى باهتمامه ورعايته حتى استشهاده في 13يناير المشئوم
عام 86م..
نعم كانت المفاجئة ان اخبرتني زميلتي ونحن نتذكر ايام العز ،والالم الذي لحق بها..وهو ماسبب الماً لها بسبب نكأ جرح غائر ولن يشفى باي بلسم او دواء!
سالت اقبال..عن الاسرة فاشارت لفتاة خارج محل الاتصالات الذي نحن فيه لتسديد فواتير خدمة النت والهاتف.. هو محل اتصالات ابو يحي التميمي بالشارع الرئيس ..بالمعلا..
فأومأت لفتاة بالدخول وسلمت علي كلاما ليس مصافحة ،وانا كذلك..فقالت:
هذه ابنة الحنكي يااستاذ..ارتبكت انا وعدت بشريط الذكريات لثلاثة عقود ونيف عندما كان الشهيد يربت على كتفي ويقول انت تكتب تمام وسادعمك بما اقدر وكنت مساهما في تصحيح الصحيفة واكتب في صفحة القراء..وطالبا في كلية التربية وموظفا مبتدئا في وزارة التربية والتعليم ..فرفع مخصصي المالي كثيرا.. ونقل مواضيعي الى الصفحة الاخيرة وهي مرْتبة رفيعة ولكبار الكتاب الذين كنت اتعلم منهم يوميا..
تذكرت كل ذلك خلال ثوان ودارت بي الدنيا..وكدت والله اسقط ارضا عند سماع: هذه ابنته-ابنتها بالطبع التي ربتها وكبرت وصارت شابة وهي في نظرنا،احمد واقبال معا..
داريت بكائي فلم استطع وارتبكنا كلنا وخنقتني الحشرجة ،ما منعني من تفاصيل معرفة الاسم والدراسة وخرجت من المكان متالما ومودعا زميلتي وابنتها..امسح دموعي الحسرانة على رجل لم تنجب عدن والبلد مثله..!
بعد.دقائق اتصل لي ابو يحي التميمي الحبيب يستفسر عما جرى لي لانه كان قلقا..فشرحت له الموضوع فترحم على الرجل واثنى على الاسرة التي تتعامل معه برقي واخلاق عالية،يقصد الاستاذة اقبال وابنتها..
وفي مقهى ردفان بالمعلا بعد يومين وبالمصادفة القيت بالزميل الصحفي والرياضي عبدالله قائد علي وسردت عليه الحكاية فقال نعم البنت ذكية خريجةكلية الإعلام يعني واخذه من ابويها..يحفظها الله ،حبنها عرفت ان الحنكي (لم يمت)..لانه خلّف من يخلفه ويذكر به وبرصيده الصحافي والنضالي والانساني..
هكذا نحن في الاعلام وحكايات قد تختلف لكنها عبق عاطر ومنها نستشف الدروس والعبَر..في زمننا هذا..
الف رحمة ومغفرة للشهيدالحبيب الاريب: احمد سالم الحنكي، ولرفاقه الاماجد ولكل شهداء الصحافة والوطن عموما..الرحمة والمغفرة..
وصدق الشاعر:
*ليس من مات* *فاستراح بميْت*
*انما الميْت ميّت* *الاحياء..*