آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 11:37 ص

كتابات واقلام


الصهيونية نهج استيطاني غاصب وحكوماتنا عربية بـ "بلاغ كاذب"

الثلاثاء - 31 أكتوبر 2023 - الساعة 07:37 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب


إن حكومة الإحتلال الصهيوني و على الرغم من تاريخها الإجرامي الأسود وحربها طوال عشرات السنين في فلسطين و غزة ، إلا أنها لم تقطع الخدمات عنهم بشكل هستيري و كامل الا حين انتفض الشعب وصَعَّد من عملياته العسكرية ضدها و أوجعهم برده الذي لم يتوقعونه أبداً .

فيما شرذمة حكومة الإنحلال الأخلاقي حاربت شعبها في عدن والجنوب بالخدمات منذ توليها بشكل متصاعد ، ثم حين رأت أن الشعب قد واجه ظلمها و فسادها بتصعيد من نوع جديد عنوانه "الصمت والاستسلام" ، إذا بها تُمْعِنُ أكثر في الفساد و تغرقهم بسخاء في أتون الظلام !!

ربما تصعقكم المقارنة بينهما ، واستحالة تصديقها لعدم منطقيتها و لصعوبة تقبلها ، إلا أنها الحقيقة كما تشهدونها و تعايشونها واقعاً مظلماً مؤلماً .
بل والله أتوقع أن يأتي وقريباً جدا اليوم الذي تقوم فيه حكومة المحتل الصهيوني بإعادة الخدمات بأفضل مما كانت عليه و لكل فلسطين ..
في حين والله إن طال صمتنا وأعلنا استسلامنا ، دون اجتثات حكومة الرفاق والنفاق الوطني من العاصمة عدن فأبشروا بالمزيد من المعاناة والبؤس و التعاسة ، و الظلم و الإثم ، و الزندقة والبلطجة ، والشرور والسفور ، والفقر و العهر ، و جميع الموبقات والمحرمات ، فعلى ما إذن و إلى متى صبركم و صمتكم على من لايُرجى منهم و لو بصيص أمل أو ثقب إبرة من نور !!

ولاشك بأن أداء حكومتنا هو الأسوأ بلا منازع ، و إن كان لا يختلف كثيراً عن باقي حكوماتنا العربية سواءاً ذات الطابع الجمهوري أو الملكي ، و إن اختلفت مسمياتها الا أنها تتوافق في جوهر السلطة الفردية المطلقة ، عدا بعضها التي تنتهج قليلاً من الديمقراطية ، و تحفظ لشعبها شيئ من الكرامة .

إلا أن حكومتنا الوضيعة الرخيصة ستظل جاثمة على صدورنا حتى تغرب الشمس من مشرقها ، مالم تحدث المعجزة بتغيير الشعب الميت الأغر بشعب حَيِيٌّ حُرّ ، حينها بالإمكان إسقاطها ، ولا أدري متى يحين ذلك و قد بلغ السيل الزبى ، و زاد الطين بلة ، وقدها خربانه خربانه ، ومن السخرية أن يقال بأن بقائها يحدث توازن سياسي ، ما هذا الكلام السخيف الذي يضحك به علينا الأشقاء لدرجة يشعروننا كشعب بأنهم أحن علينا من الأم بولدها !!
لا عتب عليكم أيها الأشقاء ، فقد حققتم اليوم أهدافكم في أن تتحكموا بكل أريحية بمقدرات دولة كنتم بالأمس تتمنون أن تطأ أقدامكم على شبر من تراب حدودها ، فما بالكم وقد أصبحت دولتنا كأنها طفل قاصر وصرتم وصياً شرعياً عليه وعلى كل ثروة أرضه وميراثه و تاريخة ، بل العتب على كل من فرط بالسيادة ، حتى أصبح الشعب عبداً لأسياده ، العتب على من سلم الشعب للمجهول و شارك في استعباده و إذلاله ، تلك هي حكومتنا الفاشلة ، و أولئك هم رجال الدولة و السياسة ، هم القادة الذين ظننا أنهم سيكونون أهلاً للزعامة، فخابوا و خبنا وخابت أحلام شعب راهن على أشباه رجال قادوه بعد أن أنهكوه و جردوه من سلاحه ، فإذا به تحت أقدام عدوه مشلول مسلوب الإرادة ، لا سامح الله صمتاً أذل شعباً حراً أبياً ، فناله ما ناله و أصابه ، فإما و يخرج من سجن صمته معلناً حربه بشجاعة و استماتة ، و إما و يرضى عن صمته المهين و خضوعه المستكين رغم معاناته و يبلع لسانه.