آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 02:39 ص

كتابات واقلام


تحت خديعة الإحتفال بذكرى الإستقلال إقرار واعتراف تام بالوحدة لا الإحتلال

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - الساعة 11:59 م

محمد علي محمد احمد
بقلم: محمد علي محمد احمد - ارشيف الكاتب



لا شك أن القارئ الكريم ربما يتعجب من العنوان ، ولكنه حتماً سَيُصدَمُ حين يتعرف على مضمون ما سنسرده في هذه السطور من تبيان .

في الثلاثون من نوفمبر من العام ١٩٦٧م
أعلن رسمياً عن جلاء المستعمر البريطاني عن أرض ما كانت تعرف بـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، و لن أخوض في تفاصيل ما كانت تسمى دولة الجنوب العربي أو جمهورية جنوب اليمن ، ولا ما تخلل تلك الفترة من صراعات داخلية في تلكم الحقبة والذي بالرغم من كل تلك المؤامرات والدسائس و الخيانات من بعض العناصر المدسوسة في هرم السلطة و رعاعها إلا أنه حقق الكثير من المنجزات و اجتاز الكثير من الصعاب حتى أصبح قوياً باقتصاده في كل المجالات ، و ما تقديمه لمواطنيه لكل حاجاتهم من الخدمات إلا دليل على حفاظه لكل معايير الدولة ، بلد طور من قدرات جيشه و حافظ على أخلاقياته و موروثه الثقافي ومستواه العلمي و اتسامه بالأمن والأمان في ظل دولة يسودها النظام و القانون و التعايش السلمي المتناغم بين جميع فئات الشعب ..

وبالعودة إلى ما بعد تحقيق الجلاء و رحيل المحتل البريطاني عن أرض الجنوب ، و ما توالت عليه من الفتن والمؤامرات و دخوله في حروب و صراعات كان آخرها و أكثرها إيلاماً و تدميراً و إضعافاً و تمزيقاً لهذه الدولة الفتية ، هي حرب الأخوة الأشقاء ، بتخطيط من الخونة العملاء ، إنها أيها السادة أحداث الـ ١٣ من يناير عام ١٩٨٦م المشؤوم ، والتي دمرت كل منجز ، و أضعفت كل معتز ، و فتحت الأبواب لكل طامع مبتز
وماهي إلا أربع سنوات ونيف ، حتى تهاوت تلك الدولة المستقلة ، و تحققت أهداف من رسموا لها بخبث و خديعة ، حتى ارتمت في أحضان الطامع المحتل تحت مسمى الوحدة اليمنية في العام ١٩٩٠م ، ثم لم يمر على ذلك الإندماج السريع وعلى هرولة القطيع ، إلا أربع سنوات و نيف أيضاً ، حتى انقض الضبع الوضيع المتستر بلباس الحمل الوديع ، على شريكه الذي كان قبل الـ ٤ + ٤ سداً منيع لكنه يدرك أنه منهك ، كيف لا وهو الذي رسم وخطط و دعم أحداث تفكيكه من الداخل ، ثم تركه أربعاً يصطلي بنيران الخلافات التي جند لها من أوساطه كثيراً من الحثالات ،
ثم أربعاً بعد ضمه له ، فسلط عليه إرهاب الجماعات ، و أجهز على شركاءه و على المعارضين من أتباعه بالأغتيالات ، و أخضع المستسلمون له تهديداً و تخييراً بين الحياة و الممات ..
ولم تنقضِ تلك الأربع الثانية لهذا الإندماج القسري العفوي الغبي الخطير ، إلا بمخاض عسير ، وبعد فوات الأوان أحس الطرف المهرول المنهك و المثخن بالجروح ، بأنه قد أخطأ في اختياره المرير ، الذي ساقه لهذا المصير ، و لكن بعد ماذا !!
ومع إشراقة شمس 7/7/94 الظهيرة
وجنودنا في وقت غدائهم تنالهم الطعنة
و إذا بمن أدعى كذباً في دعوته للوحدة
يعلن حربه عليها براية الموت أو الوحدة
و إذا بمن قال عنهم إخوته ومد لهم يده
و تغنى بهم شعراؤه ونافقهم علمائه تقيه
إذا بهم يعلنون تكفيرهم و بأنهم أهل ردة
و إذا بعلماء السوء يفتحون لقاتلهم الجنة
فأي وحدة هذه و أي إيمان تدعوه و حكمة!!


لذلك لا تنسوا أنكم محتلون حتى اللحظة أيها الجنوبيون ، فعن أيها استقلال تتحدثون
و كم هي الذكرى الحقيقية للإستقلال المجيد منذ أن أعلن عن خروج آخر جندي بريطاني
من العاصمة الحبيبة عدن !!!
أحسبوها صح ولا يخدعوكم من أحتلكم بدهاء ، لتعترفون بأنهم ليسوا كذلك بغباء
أعيدوا حساباتكم لذكرى استقلالكم
و لاتظلموا تاريخ دولتكم لتخلطوا ذكرى استقلالكم مع سنوات احتلاكم منذ العام ٩٠م وحتى اللحظة فأي استقلال في ظل الإحتلال !!

و حتى نوجز لكم ذلك وباختصار في الآتي :
١٩٨٩ - ١٩٦٧ = ٢٢
٢٠٢٢ - ١٩٩٠ = ٣٣
٢٢ + ٢٣ = ٥٥
People's Democratic Republic of Yemen➡️ 22
+
Yemen Arab Republic ➡️ 33
=
Republic of Yemen ➡️ 55

إن ذكرى الإستقلال الوطني الـ ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م يخص جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، التي استمر ذكرى استقلالها حتى العام ١٩٨٩م .
إذن المنطق يقول أن آخر ذكرى للإحتفال بيوم الجلاء الوطني الخاص بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هي الذكرى الـ (٢٢)
هذا إذا كنتم لا زلتم تطالبون بعودة دولتكم المغتصبة ..
لكن حين تُخدعون و تعلنون بأن ذكرى الإستقلال الوطني هي الـ (٥٥) فما هو إلا فخ واعتراف تام كامل بالوحدة تاريخياً و سياسياً و لا وجود لأي تهميش أو احتلال من الشمال للجنوب وكل تلك الحروب والإنتهاكات والإقصاءات والنهب للثروات ماهي إلا مجرد إدعاءات !!
هذا لأنكم بضمكم للذكرى الـ (٢٢) لاستقلال دولتكم (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) المعترف بها دولياً والتي امتدت حتى العام ١٩٨٩م ، مع الذكرى الـ (٣٣) لاحتلال (الجمهورية العربية اليمنية ) تحت مسمى (الجمهورية اليمنية) لدولتكم منذ العام ١٩٩٠م حتى هذه اللحظة ٢٠٢٢م ، تقرون بإسقاط دولتكم و إسقاط إحتلال الشمال للجنوب والإعتراف بالوحدة و بالجمهورية اليمنية ، ولا ندري إلى أي عام سيمتد ويستمر هذا الخداع والتضليل و الضياع لتاريخ عظيم لجمهورية فتية اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .