آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 02:55 م

كتابات واقلام


في ذكرى تأسيس"الأيام"..النشر مسؤولية مهنية.. لم يمت هشام باشراحيل من المرض

الأربعاء - 10 أغسطس 2022 - الساعة 01:10 م

عيدروس باحشوان
بقلم: عيدروس باحشوان - ارشيف الكاتب


كان الرئيس صالح يمرر اي نشر هجومي على حكمه ونظامه من صحف كثيرة الا صحيفة الايام رغم حدة الرقابة الداخلية في الصحيفة التي كان يوليها الناشران هشام باشراحيل ، رحمه الله وطيب ثراه وشقيقه تمام باشراحيل ، اطال الله في عمره اهمية كبيرة وتولت أسرة التحرير على عاتقها هذه المسؤولية لتجاوز ما قد يؤدي الى اغلاقها وحدث مرتان خاصة وان استدعاءات نيابة الصحافة والمطبوعات تتوالى على مدار الشهر .

ما لا يدركه القارئ والمتابع الى اللحظة حجم المعاناة قبل النشر في ذلك العهد في صحيفة "الأيام" والقبضة الامنية تحت مظلة التعددية السياسية والاعلامية التي لا يؤمن بها النظام وقبل بها على مضض .
والعديد من الكتاب على الرغم من درايتهم للخطر الذي يحدق بصحيفة الايام والتهديد بالاغلاق بين حين وآخر واحراق ومصادرة بعض اعدادها في الطريق الى مراكز التوزيع من قبل نقاط الامن المركزي ، الا ان خطاب كتاباتهم ظل يشعل الأرض نارا في وجه سلطة صالح وعند تدخل الرقيب الداخلي ونقصد بهما هنا الناشرين واسرة التحرير بعد إستئذانهم كحق أدبي في إجراء بعض التعديلات يشتاط البعض غضبا في احسن الاحوال ، وقلة قليلة منهم كانت مستوعبة الأمر والوضع المحيط بالصحيفة فيما يذهب البعض الآخر للاعتكاف اياما معبرا عن زعله ويعود الى ادراجه مرة أخرى في الكتابة.

هذا غيض من من فيض الذكريات المرة والحلوة بمناسبة مولد "الأيام" التي عشتها في مبنى الصحيفة واسرة التحرير وسكن الناشرين ، وستظل عالقة في ذهني الى ما شاء الله ، ليعلم الجيل الذي ينشر اليوم ان النشر مسؤولية ومعاناة دفع ثمنها هشام باشراحيل مبكرا ومات في محرابها .. فلم يمت المناضل الوطني هشام باشراحيل من المرض مطلقا بل من معاناة طويلة مع النشر والضغوطات التي حاصرته حتى آخر لحظة من حياته.

لروحه السلام والرحمة والرضوان في الفردوس الأعلى بإذنه تعالى.

* سكرتير تحرير سابق لصحيفة "الأيام"