آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 04:32 م

كتابات واقلام


الدب الروسي،،، قد يتدحرج من جبال سوريا إلى باب المندب

الخميس - 24 فبراير 2022 - الساعة 08:33 م

عمار باطويل
بقلم: عمار باطويل - ارشيف الكاتب


ينظر الشعب الروسي إلى بوتين بإنه زعيم قومي روسي سوف يعيد مجد روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وبعد عهد ليتسن المريض الذي أنهك روسيا بالفساد المالي والإخلاقي.

فشخصية بوتين كانت شخصية مغمورة قبل وصوله إلى السلطة عام 1999 وكان الشعب الروسي يعتقد بأنه شخص عابر ولن يحرك المياه المتجمدة في عروق الدب الروسي المنهك ، ولكن بعد حربه على الشيشان وحربه على الفساد الداخلي وكذلك بعد دخوله مع الغرب بسياسة مختلفة بدأ الروس بالوثوق به وبسياسته الداخلية والخارجية. فثقة الشعب لزعيم الأمة مهمة للغاية ومن خلالها تبني الأوطان وتبرم العلاقات السياسية والاقتصادية ولكن في حالة عدم الوثوق بالرئيس، فالشعب يعيش في فقر ومتاهة مثل متاهة وفقر الشعب في اليمن الذي لا يثق في قيادته الفاسدة والتي وصلت إلى الحضيض.

فالعالم اليوم ينظر إلى روسيا كقوة عظمى تتحرك عسكرياً وترسم سياسة جديدة وقوة عسكرية لها ثقلها، أما أوكرانيا فهي ضحية دول الغرب قبل أن تكون ضحية روسيا،فمن خلال قضية أوكرانيا سوف يرى العالم الجديد الذي بدأ يتشكل بخطوات سوف تتضح ملامحه في المستقبل القريب. فالرئيس بوتين ظهر على الساحة السياسية بعد مؤامرة على روسيا وتركيعها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي،فنرى ونشاهد أن بوتين يستخدم الأسلوب الذي يفهمه الغرب لكسره لصالح الأمة الروسية. فكيف يريد البعض من العرب من الشعب الروسي أن يتخلى عن زعيمها وهم ينظرون إليه بإنه سوف يعيد مجد روسيا، وقد انتشلها من الفقر والفساد في عهد ليتسن إلى مستوى يليق بتاريخ روسيا وشعبها؟.

ففي حالة انتصار روسيا في هذه الحرب سوف تخلق لها حلفاء جدد من دول عربية وغير عربية وسوف تنكمش الهيمنة الغربية على العالم، وقد يتدحرج الدب الروسي من جبال سوريا إلى باب المندب في عدن فكل متوقع في عالم السياسة، والدب الروسي يحاول يعيد مجده الذي فقده منذ زمن.

فالحرب ليست رحلة رومانسية بل دماء وكوارث وقد سطرها الروائي الروسي الكبير ليو تولستوي في روايته الخالدة (الحرب والسلم) التي دارت راحاها بين روسيا وفرنسا في القرن التاسع عشر الميلادي لكسر القائد الفرنسي نابليون ومازالت روسيا تلقن أجيالها الانتصارات العسكرية التي حققتها ضد أوربا وتفاخر بها أمام الأمم والشعوب.