آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 04:00 م

كتابات واقلام


ميخائيل نعيمة... الأمل والصمود

الثلاثاء - 05 أكتوبر 2021 - الساعة 06:31 م

عمار باطويل
بقلم: عمار باطويل - ارشيف الكاتب


بمناسبة يوم المعلم إهدي هذا المقال إلى أساتذتي في مدرسة 30 نوفمبر بصبيخ بوادي دوعن الذين علموني منذ الصغر ومازلت في الكبار أقطف أزهار أدبهم في كل مراحل حياتي.


بقلم: عمار باطويل

أثناء تصفحي لكتاب ( سبعون) للأديب العربي الكبير ميخائيل نعيمة وإلا بقصيدة تقول كلماتها :
سقف بيتي حديد
ركن بيتي حجر
فاعصفي يارياح
وانتحب ياشجر
طافت بي هذه الكلمات إلى وادي دوعن بل إلى وطني الجنوب عندما كانت هذه القصيدة من المحفوظات في المرحلة الابتدائية في مدرسة 30 نوفمبر بصبيخ. أتذكر هذه الكلمات جيداً، وكأنني اتخائل نفسي قبل ثلاثة عقود وأنا في الفصل أردد هذه الكلمات مع زملائي وكأن وادي دوعن كله يغني مع ابن بسكنتا ميخائيل نعيمة، فلا فوارق أمام الإبداع فالكل يشارك فيه والكل ينتمي إليه. فكنت في تلك المرحلة لا أعلم لمن تنتسب هذه الكلمات أو لعلي نسيت صاحبها،وبرغم مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة تظل الكلمات راسخة وعالقة في الذاكرة. فكنا نحفظ الكلمات ولا نبالي بقائلها، لأن المدرس في أغلب الأوقات يختبرنا في حفظ الكلمات وتسميعها. أما اليوم وبعد أن مضت سنوات طوال ومراحل عشتها مع كاتبها ميخائيل نعيمة، وخاصة مع مؤلفاته وحياته وألمه واحاسيسه المرهفة لم أتصور بأنني سوف ألتقي بصاحب الكلمات التي كنت أنشدها عندما كنت صغيراً. نعم فقد ألتقيت بهذا الكاتب الكبير وكان اللقاء بالأحضان، وكان اللقاء فريداً من نوعه مثل لقاء الشاعر حسين المحضار بسعاد«الشحر» . وهذا اللقاء بميخائيل نعيمة كأنه حقيقة وليس حلماً. فقد حلمت قبل خمس سنوات تقريباً وأنا مع ميخائيل نعيمة في إحدى الفصول الدراسية أو كأنني في مكتب الأديب ، وإلا بهذا الرائع يهديني كل أعماله الأدبية وكأنني في واقع لم أتمنى أن يكون حلماً كنت أريده أن يكون حقيقة. فقد تعلقت نفسي بميخائيل نعيمة بعد أن قرأت معظم مؤلفاته، وعشت مع كلماته بصدق وشعرت بشيء يلتمس شعوري وكأنني مررت بجزء من أحاسيسه بل كأن حياته حياتي في جزء منها. هذه القصيدة ذكرى جميلة من أيام الطفولة في مدرسة 30 نوفمبر، فكبرت معي هذه الذكرى وفيما بعد عرفت صاحبها الأنيق ميخائيل نعيمة الذي وقفت معه على صفحات مؤلفاته ( سبعون) و كتابه بعنوان ( جبران خليل جبران) و(الغربال) وأيضاً كتابه (مذكرات الأرقش) وغيرها من المؤلفات لهذا الرائد العربي الكبير. فميخائيل نعيمة يجدد لنا الأمل ويعلمنا الصمود منذ الصغر وبعد أن كبرنا مازلنا نتعلم من هذا الأديب ونرى أن أدبه يتجدد كلما عشنا فترات متعددة لأن الأدب الرفيع كالذهب يلمع في كل الأزمان ونعيش فيه الحياة ونغوص في عوالمه ونحاول أن نفهم ولو جزء بسيط من هذه العوالم التي نعيش فيها مرحلة بمرحلة كما عاشها نعيمة بتمعن وصمود كالقصيدة تماماً، ومن خلال شعره تعانقت بلدة بسكنتا بلبنان بوادي دوعن بحضرموت وبطفولتنا المتجددة.