آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 06:59 م

كتابات واقلام


22 مايوم ليس الوطن الذي كنا نحلم به

السبت - 22 مايو 2021 - الساعة 04:25 م

عمار باطويل
بقلم: عمار باطويل - ارشيف الكاتب


أتذكر ذلك اليوم جيداً، كان عمري تسع سنوات عندما أحتفلنا في مدرسة 30 نوفمبر بصبيخ بوادي دوعن بالوحدة اليمنية. جمعونا الأساتذة واعطوا كل واحد منا علم الوحدة، وتركونا نركض بطريقة بهيجة، وأتذكر في قريتنا خيلة رفع على بيت الشيخ أحمد سعيد بقشان رحمه الله أكبر علم للوحدة أحتفالاً بذلك اليوم الذي رقص الطير على قلوبنا كأطفال.
يالله.. ياليتنا بقينا كما نحن نبتهج بطفولتنا بتلك اللحظة وكل اللحظات السعيدة التي لم يبقى منها إلا الذكريات، ومرت الأيام والسنون وإلا بالحرب. فكانت حرب 1994 بين الشمال والجنوب صدمة لنا كأطفال لأننا أحتفلنا بالوحدة اليمنية في 22مايو1990 وبعد مرور أربع سنوات تفجر الوضع ولا نعلم سبب تلك الحرب، وأنهزم جيش الجنوب وقد أخبرني صديق لي أن والدته بكت عندما سمعت بدخول قوات علي عبدالله صالح عدن عاصمة الجنوب، فكانت تدرك ماذا تعني الهزيمة!.
وبعد الحرب بسنة تقريبًا زرت مدينة المكلا ولأول مرة أشاهد دبابات عسكرية رابضة بالقرب من المعسكرات القريبة من الشوارع وكانت سيارات على متنها سلاح الدوشكا تجوب الشوارع في ظاهرة لم يعتادها سكان المكلا ومدن الجنوب وقتئذ كانت صدمة لي كطفل،فكنت أخاف من الجنود عندما أمر بجنبهم وهم بسلاحهم وكذلك رجال قبائل الشمال وهم يجيبون الشوارع بالسلاح كانت هذه الصور والمشاهد أشاهدها ولم أبلغ من العمر خمسة عشر سنة.
كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي كطفل، وظلت تلك المشاهد والأحداث عالقة في ذهني لسنوات وتبلورت أحداثها لاحقا في رواية (عقرون 94) وهي أحداث حقيقية مؤلمة جدًا.
فوطن 22 مايو ليس الوطن الذي كنا نحلم به،فقد جرت في ساقية الوحدة دماء كثيرة وآلام كبيرة موجعة لا تنسى وأصبح يرقص على قلوبنا الحزن والدمار على اوطاننا، بعدما كانت تغرد الطيور على أجفاننا وقلوبنا.