عزيزي ابو مهدي، لا عليك ...
لقد استُهدفت من قبل سفهاء السلطة إرضاءً لسلطانهم الفاسد، ذلك الذي أعادنا إلى الماضي البغيض وأوقفنا عند "بن ماضي".
ثلاثة أيام قضيتها في غياهبهم، كشفت ضعفهم وهشاشة سلطتهم، فانهالت عليهم الإدانات والاستنكارات من كل حدب وصوب، تفضح جبنهم ووحشيتهم. لقد أقدموا على اقتحام منزلك وترويع أطفالك بعمل جبان، فتعرت حقيقتهم أمام الجميع، وانكشفت سوءة أخلاقهم في الخصومة.
لكنهم أخطؤوا، فقد أرادوا كسر إرادتك، فجعلوك أقوى، وأرادوا إسكاتك، فصار صوتك أعلى، وأرادوا ترويعك، فالتفّ الجميع حولك في تضامن غير مسبوق. أنت اليوم أقوى مما كنت، كما عهدناك دائمًا، ثابتًا على المبدأ، لا تهزك العواصف ولا تنال منك الأفعال الجبانة.
لقد توحدت الأصوات الحقوقية والمدنية والسياسية والاجتماعية والنقابية والقبلية في استنكار ما جرى، رافضةً اعتقالك وإدانةً لترهيب أسرتك. لقد تجرأت سلطة الفساد حين نفذت اقتحام منزلك واعتقالك دون أن تتوقع حجم التضامن الواسع معك، ورفض الجميع لهمجية تصرفهم وفساد ممارساتهم.
لا تحزن على ما مر، بل اجعله وقودًا للمضي قدمًا. الظلم لا يدوم، والحق دائمًا ينتصر. قلوبنا معك، وأصواتنا معك، ووقفتنا معك ثابتة لا تهتز.
نمضي معًا، لا نخشى ظالمًا، ولا نهزم أمام الفساد.
*تضامنًا مع أخي أبو مهدي عماد الديني .