تخوض الكرة العدنية غمار التحدي متغلبة على كل الصعاب والعراقيل التي نجد بعضها مفتعل هنا وهناك، تشق طريق مليئ بالاشواك إلا أنها تدوس عليها وتمضي لتعطي للجماهير وللعشاق الذين تملئ قلوبهم الفرحة وهم يتابعون مواهب عدنية شابة تغطي كثير من تغراث النقص في بعض صفوفها التي نتجت لذهاب نجوم بارزين للمشاركة مع المنتخبات الوطنية، تعطي ما يروي عطشهم ولهفتهم للاستمتاع بمباريات تنافسية عدنية خالصة، تأتي امتدادا لتاريخ هذه اللعبة وحفاظا على مسيرتها الرائعة.
ومن يتابع ويشاهد الكرة العدنية في ملاعبها ومنشآتها المتواضعة يجد ان روح التحدي تنبض بالحياة وتسير قدما دون ان تترك اية فرصة أو ثغرة ينفد من خلالها أولئك الذين لا يعجبهم مواكبة النجاحات، ورغم الظلام الدامس الذي يكتنف المشهد أكان ذلك المشهد الرياضي أو غيره من المشاهد التي أدخلت رياضة عدن بل وعدن نفسها إلى دوامة الفوضى والظلام فإن الكرة العدنية تبقى تدور في ظلمة منيرة ووسط محبين وعشاق أصيلين وتبعث رسائل إلى أصحاب النفوس السقيمة والقلوب المريضة، رسائل مفادها ان الكرة العدنية يا سادة لا يهزها ريح، رأسية رسو الجبال الشامخات.
القافلة تسير
لعل المتابعون لما يدور على الساحة الرياضية يجدون ان دوري عدن الممتاز ولكونه يحمل اسم عدن ورياضة عدن و أندية عدن ونجوم عدن ومواهب عدن وروح عدن فإنه لن يهدى لهم بال حتى تمتد أياديهم لتمحو كل نجاح يتحقق على الأرض وكل شمعة تضاء لتبدد ظلام إنقطاعات الكهرباء والظلام الذي يتجهور ويستوطن نفوسهم المريضة منذ ان وطأة اقدامهم ملاعب الكرة العدنية وقد عرفتهم هذه الملاعب على مدى سنوات وسنوات بأنهم لا يجدون سوى دس الدسائس وافتعال المشاكل دون خجل أو حيا، ورغم تقدم السن بهم إلا أننا نجدهم يزدادون حقدا على عدن ورياضة عدن.
الظلمة المنيرة
بعد ان حرمت الأندية العدنية من استحقاقات كروية وتعطلت لسنوات ودخلت منعطفات كثيرة كادت ان تعصف بها إلا أنها وبجهود كثير من الخيرين والمحبين استطاعت ان تنهض وتخرج من دياجير الظلام إلى فسحات الأمل والنور لتواجه من يفتعل الأزمات في أطر رياضية مليئة بالمتأزمين ومع ذلك ذهبت الأندية العدنية إلى أبعد من خيالاتهم الضيقة مبددة الظلام الذي يستر أفعالهم البعيدة عن الرياضة ويضع الكرة العدنية في آفاق رحبة ومستويات تليق بسمعتها ومكانتها لكن الصراع مايزال قائما ولن تكون الغلبة إلا لمن يعشق عدن ورياضة عدن.
الخاتمة
سيظل الحديث عن رياضة عدن والكرة العدنية مستمرا حتى وإن أراد البعض ان يبهت دورها ورونقها وجمالها في زمنا أصبح يعج بأصحاب النفوس والقلوب المريضة البعيدة عن الأخلاق والروح الرياضية،
يقول الأستاذ القدير المهندس حسين الوالي وبغصة ألم وحسرة ومرارة كانت ظاهرة في حشرجة صوته الذي جاء إلينا في رسالة صوتية بعد ان سألناه عن الكرة العدنية، فقال: رياضة عدن التي اعرفها ليست موجودة، رياضة عدن كانت مرتبطة بلوائح بانضباط بنظم بأخلاق فوق كل شي،
كل ما ذكرته ليست موجودة اليوم، لا موجودة اللوائح ولا النظام ولا الانضباط ولا حتى الأخلاق.
بدوره، شارك الصحفي الرياضي الأستاذ ياسر الأعسم، في مداخلته معنا بعد ان وجهنا له عنوانا (الكرة العدنية في ظلمة منيرة) وماذا يمكن ان تقول في ذلك، حيث رد قائلا: " قد يكون العنوان مبدعا، لكننا نعتقد أنه لا يعكس الواقع، بل ربما يحمل نوعا من الزخرفة واقع تعيس بكل أسف.
إن تناول الأوضاع التي تعيشها الرياضة العدنية من هذه الزاوية قد يبرئ الكثيرين من العبث الذي يمارس بحقها أو قصر النظر الذي يقودها إلى المجهول، كما يمنحهم فرصة للهروب إلى الأمام.
وأضاف: استمرار تغريدهم خارج سرب المسابقات الرسمية لا يخدم الأندية، وإصرارهم على السير في هذا الطريق يقودها إلى الظلام ولا يبشر بوجود ضوء في نهاية النفق.
وتابع: المسابقات التي ترعاها وتدعمها سلطة عدن جيدة ولكنها ليست غاية، ويمكن القول إنها ليست أكثر من محاولة لإنعاش الرياضة العدنية، لكنها لن تنقذها من الموت على المدى الطويل.
وأوضح: نعتقد أن الوقت قد حان لنقول: "إلى هنا وكفى".. لقد آن الأوان أن يخرج الجميع من ظلمات عقولهم وفساد عنادهم، وأن يبحثوا عن حلول تعيد لرياضة عدن بريقها ومكانتها بعيدا عن سياسة ليّ الذراع من جميع الأطراف.
وأكد ان رياضة عدن تستحق أن نجلس على طاولة واحدة ونتنازل عن أنانيتنا، شخصيا، لا نعتقد بوجود نور في قلب الظلمة، ولكننا نؤمن بالمواقف الجريئة والعقول المبدعة التي تفتح نوافذ في الجدار، بدلا من أن تحبس رياضة عدن في صناديقهم المغلقة.