آخر تحديث :السبت - 04 مايو 2024 - 03:21 ص

كتابات واقلام


في رحيل "فقيد عدن" القاضي جمال أحمد عمر

الأربعاء - 21 نوفمبر 2018 - الساعة 10:31 م

شكيب حبيشي
بقلم: شكيب حبيشي - ارشيف الكاتب


ما أشد قسوة خبر رحيلك على قلوبنا أبا محمد..
هكذا تغادر خلسة ايها الغالي دون ان نودعك؟ وكما عهدناك في مجالسنا حين تتركنا مبكرا دون ان نتنبه لخروجك.. وكأنك كنت ترسم لنا ملامح خروجك الأخير إلى حيث الحياة الابديه عند مالك الخلق والكون.

لو تدري كم كنا نعد ايام غيابك عنا وانت تتنقل بعيدا بين المشافي وتصلنا رسائلك المطمئنه بانها نزهة علاج ليس الا وتبشرنا بقدومك القريب متعافيا.

لم ندرك ايها الكبير انسانا، بانك كنت حينها تلازم الاوجاع وتسبرها خشية ان تصلنا فنتوجع معك.. لكن اخي وصديقي جمال كيف اصف لك وجعنا الان؟؟ كيف انقل اليك ألمنا بعد أن فاجأنا رحيلك المفجع؟؟
نعم، تعجز الكلمات عن التعبير.. هل أحدثك عني ام عن الآخرين ممن شاركوني الانتظار وترقب عودتك متعافيا كما وعدت؟.. ام عن حبيبتك ومعشوقتك "عدن" التي عاهدتها العوده لتعمل مع رفاقك من ابناءها المخلصين لتمسح غبار الحزن عنها وتزيل معهم الثقل والضيم الجاثم على صدرها ونسمعه انين على جنباتها وحسرة على وجوه اهلها البسطاء.

كان جميعنا يسابق احبتك في أسرتك المكلومه انتظار وصولك شاهرا ابتسامتك الجميله وضحتك المعهوده ولمساتك الودوده الممزوجه بحزمك الرصين لتملأ محيطنا إصرارا وثباثا متين.
لم أدرك حينها ابعاد مزحتك وانا أزور معك ذلك المختبر في قاهرة المعز لإجراء فحوصات شامله لك حين قلت بان بداية الدخول إلى المختبرات والمشافي هي ممهدات للخروج النهائي من الدنيا.. حينها لم تكن تحفل بنتائج الفحص وكأنك كنت تقرأ في الافق مالم نستشعره نحن من علامات الرحيل ومغادرتك لدنيانا الفانيه.
اخي وصديقي جمال.. لم تعد للكلمات معنى ويعجز العقل عن التفكير واللسان عن النطق.. حتى في رحيلك أيها الصديق والصادق احتار في استحضار العبارات والتعامل مع الحدث..
عزاؤنا الحار لام محمد والأحباء محمد وخواته.. وجميع أفراد الاسره المفجوعه برحيلك.. ونسأله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان ويمدهم بالقوه والإيمان على تحمل الم الفراق..
أيها الراحل عنا جسدا.. والباقي في وجداننا روحا ومعزة وفي ذاكرتنا شموخا وكبرياء.

تغمدك الله بواسع الرحمه والمغفرة.. واسكنك فسيح جناته.. والى أن نلقاك عند صاحب الملتقى الجليل..
لك منا كل الاجلال والوفاء.

شكيب حبيشي