آخر تحديث :الخميس - 02 مايو 2024 - 07:25 م

كتابات واقلام


الطوفان ضد إيران قادم لا محالة !!

الإثنين - 13 أغسطس 2018 - الساعة 11:03 م

د. علوي عمر بن فريد
بقلم: د. علوي عمر بن فريد - ارشيف الكاتب


خلال الأسبوع المنصرم بدأت نذر الحرب تلوح في الأفق ضد إيران والولايات المتحدة أخذت تشهر عصاها الغليظة ضدها.. كما تسعى إلى خفض إيرادات النفط الإيراني إلى الصفر في مسعى لتغير سلوكها في المنطقة !! وتعتبر إيران ثالث اكبر مصدر للنفط في " أوبك " إذ تصدر نحو مليوني برميل يوميا ..وبالمقابل صعدت طهران من لهجتها المتشددة على لسان الرئيس روحاني الذي قال : ( إن بلاده ستعطل مرور شاحنات النفط من الدول المجاورة وقال : لا معنى للسماح للدول المجاورة بتصدير النفط وعدم السماح لإيران بذلك ) والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل تجرؤ إيران على إغلاق مضيق هرمز؟؟ الذي يمر عبره ثلاثون ناقلة نفط يوميا تصل حمولتها إلى 17 مليون برميل أي ما يشكل 40% من تجارة النفط العالمية تصدر دول الخليج 90% من نفطها عبره !! كما تمر عبر المضيق واردات دول الخليج بواسطة سفن الشحن من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة . ولمعرفة خطورة أي أزمة سياسية أو عسكرية في أي مكان في العالم علينا أن نراقب أسعار الطاقة ( النفط والغاز ) وبورصات الأسواق المالية فهي المؤشر لما سيحدث في المستقبل القريب !! لسنا سحرة ولا منجمين للتنبؤ بعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله الواحد القهار.. ولكن معطيات الواقع ومؤشراته تؤكد لنا أن الطوفان قادم لا محالة وسيضرب المنطقة !! إنها الحرب الإقليمية الأكبر والأخطر التي ستندلع في المنطقة ونتائجها ستغير الكثير من خرائط الدول القائمة !! وخلال هذا الأسبوع وصل عدد السفن الأمريكية التي تم سحبها من بحر الصين أكثر من 63 قطعة بحرية، من بوارج وفرقاطات ،ومدمرات، وثلاث حاملات للطائرات ،كلها اتجهت إلى الخليج العربي وبحر عمان !! كما تم شحن أكثر من 60 بطارية صواريخ باتريوت من الجيل المتطور – الذكي جدا إلى السعودية كما نصبت أمريكا 19 بطارية باتريوت في الكويت وعشرة في البحرين و23 في الإمارات كما حملت السفن الأمريكية بمضادات صاروخية اعتراضية هذا خلاف ما تم نشره من هذه المعدات داخل إسرائيل !! وقد أوعزت إيران إلى حزب الله بسحب كل مقاتليه من سوريا وتم نقلهم إلى الحدود مع إسرائيل كما نشر الحزب 34 بطارية صواريخ إيرانية على طول الشريط الحدودي ... إسرائيل بدورها حشدت فرقة قتالية في الجولان – وسوريا في حالة استنفار !! وكل المؤشرات تقول : أن الاتفاق النووي أصبح ملغيا وكل تحذيرات أوروبا وروسيا والصين لم تعد تجدي والقيامة على إيران ستقوم ..وسيكون مصيرها إما ما لحق بالعراق من دمار أو سيكون مصيرها مثل كوريا الشمالية !! بقي أن نفهم الأهداف الأمريكية التي ستحققها بعد الحرب على إيران وتتمثل بالأتي : - ارتفاع أسعار النفط ستكون لصالح كبار المنتجين مثل : الولايات المتحدة – روسيا – السعودية... ولهذا فروسيا ستتخلى عن إيران . - تستهدف العقوبات على إيران ( الصين التي تمثل خطرا محتملا على أمريكا التي ستقوم على الضربة وتهدف إلى الإضرار بالصين ) - الاتحاد الأوروبي سيرضخ لما تريده واشنطن حيث أن للشركات الأوروبية استثمارات هائلة في أمريكا!! - أمريكا لا يهمها الاتفاق مع طهران وإنما توجيه ضربة لها للحد من نفوذها الإقليمي في الشرق الأوسط وخاصة في : العراق وسوريا ولبنان واليمن!! . - وقال المحلل السياسي الإيراني عبداللهي ( أفضل سيناريو بالنسبة لأمريكا هو مهاجمة إيران المضطربة داخليا في الوقت الحالي وخلق الفوضى من الداخل والخارج ) - والسؤال هو : هل ستخضع إيران للتفاوض وطي ملفها النووي مع أمريكا والعالم ؟ وهل ستكون هذه الضربة الأمريكية المرتقبة كافية لتحجيم دور إيران الإقليمي؟؟ أم أنها ستكون حربا مفتوحة طويلة الأجل تستنزف دول الإقليم وهذا ما نخشاه من نتائج هذه الحرب التي ستكون كارثية على الجميع !! د.علوي عمر بن فريد