آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 07:54 م

كتابات واقلام


فكر يمننة الجنوب .. لا يقل جرماً وشاناً عن الفكر النازي والعنصري !

الإثنين - 18 سبتمبر 2023 - الساعة 08:38 م

علي منصور
بقلم: علي منصور - ارشيف الكاتب


كتب / علي منصور الوليدي

في أوج صعود نجم الزعيم العربي جمال عبد الناصر ودعمه لحركات التحرر العربي وحلمه بوطن عربي ووحدة العروبة، ظهر القوميون العرب المتطرفون فرع اليمن بإطلاق مصطلح الوحدة اليمنية وعملوا منذ بداية الأيام الأولى لثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م في الجنوب على الترويج لمصطلح الوحدة اليمنية، وعشية استقلال الجنوب تمكنوا من ترسيخ مصطلح (يمننة الجنوب ) في اسم الدولة الجنوبية الوليدة، واسموها ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ) وفي عام ١٩٧٠ مع إعلان أول دستور لها جسدوا هذا المصطلح اللئيم بـ(يمننة الجنوب) بأسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وعند انتقالهم كحزب شمولي تولى السلطة عقب الاستقلال وبروز نزعة الفكر اليساري الاشتراكي المتطرف، كانوا أول القافزين إلى سفينته من خلال تحول التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية الى ( الحزب الاشتراكي اليمني ) الذي قادهم إلى مشروع ( تجربة الوحدة الفاشلة ) عام ١٩٩٠م والتي اجهز نظام وحكام صنعاء على مشروع الشراكة فيها مع الجنوب بأجتياح الجنوب عام ١٩٩٤م .. تحت شعار الدفاع عن الوحدة ودقوا آخر مسمار في نعشها بإجتياح ميليشيات أنصار الله وقوات عفاش للجنوب مرة ثانية في 15/3/2015م تحت شعار الصرخة ( الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ).

فأي وحدة هذه التي يتحدثون عنها وما الذي ابقوه من تجربة فاشلة مورست فيها على الجنوبيين لعبة الشطارة السياسية منذ بداية محاولاتهم ( يمننة الجنوب ) التي أنطلت على الكثير من القيادات المتطرفة الجنوبية؟!
والذين ما زال البعض منهم للأسف مشبع بها ادمغتهم الثورية المتطرفة.. بوعي أو بدون وعي .. غير مُبالين أو مدركين ثمن هذه الاكذوبة اللئيمة التي بسببها اضاع الجنوبيين دولتهم ووطنهم ومجتمعهم ودفع الشعب الجنوبي ثمناً كارثياً باهضاً إلى يومنا هذا .

ومن المؤسف له اليوم أن نرى البعض منهم ما زالوا يتغنوا بهذا المصطلح ( الوحدة ) الاكذوبة الفاشلة . ممن لم تهزهم مشاعرهم وضمائرهم إلى ما تعرض له الجنوب كدولة ووطن وشعب من كوارث وفتن وحروب وغزو واحتلال وجرائم قتل وسحل وتشريد وتدمير هوية ونفسية كل مواطن جنوبي حر .
وما ارتكب بحق الجنوب وشعبه من جرائم حرب إبادة جماعية وممارسات تعسفية ودونية وعنصرية وطائفية ودينية ومذهبية .. لا تقل جرماً وشاناً عن جرائم ( النازية والفاشية ) الأوروبية وجرائم الفصل العنصري ( الابارتايد ) بين البيض والسود في جنوب أفريقيا والذي دعت تلك الشعوب ودولها إلى طي صفحة تلك المآسي ومقاضاة مرتكبيها بسن قوانين صارمة، حرمت قوانينها مجرد الترويج لها او النزعة لعودتها ومقاضات وتجريم كل من يدعو أو يروج لافكارها الكارثية .؟!
فيا ترى هل سنحتاج لقوانين رادعة وواقية لمكافحة الترويج لـ ( يمننة الجنوب ) على قرار سن قوانين تحريم وترويج الفكر النازي في أوروبا وتجريم وتحريم الترويج للفكر العنصري (الابارتايد) في جنوب أفريقيا؟!