آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 10:24 م

كتابات واقلام


أجرأ حوار مع وزير جنوبي بلاغ للرأي العام

السبت - 08 أكتوبر 2022 - الساعة 02:52 م

وليد التميمي
بقلم: وليد التميمي - ارشيف الكاتب


يحتاج الحوار الصحفي الذي أجراه الأستاذ القدير عيدروس باحشوان رئيس تحرير عدن تايم مع ضيفه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد الزعوري، إلى إعادة القراءة بتأني لتتعلم كصحفي كيف تصاغ الأسئلة بدقة وكيف ترسم العناوين بحرفية والأهم كيف يعد للحوار بالبحث المسبق، والألمام بزواياه وأدق تفاصيله للشروع في التعمق في خباياه.

استنفرت كل حواسي حقيقة، وأنا اتنقل ما بين سطور الحوار، الساخن، الذي سكب فيه الأستاذ باحشوان عصارة خبرته الصحفية، التي تشرفت بأن أكون أحد تلامذتها ومن نهلوا من معينها في مدرسة الأيام، في عهده كسكرتير صحفي.

تنسيق الأستاذ باحشوان للحوار مع الوزير الزعوري، ينم عن دراية تامة بأهمية فتح ملفات شائكة، وسبر أغوار قضايا حساسة، واستحقاقات مصيرية، في وزارة بدأت قيادتها الشابة ممارسة الضغوط القانونية، لإصلاح سياسات الشرعية، في المحافظات المحررة، وظيفيا، واقتصاديا وماليا وخدماتيا وإنسانيا.

يكفي الوزير الزعوري في أجوبته على أسئلة الحوار، أنه وضع نقاط مضيئة على حروف إخفاقات وتجاوزت الشرعية، ونبه من خطورة استمرار تمويل الحوثيين بالأموال والموارد، والتغاضي عن تلاعب المنظمات الدولية التي تمنح تراخيص من وزارة التخطيط لشرعنة مكاتبها في صنعاء، والتهرب من نقلها إلى عدن بأعذار واهية كفقدان الأمن الذي أصبح أكثر استقرارا عن ذي قبل.

ما من شك أن الوزير الزعوري ليس هو الوحيد المخول بتحويل كلامه المنطوق والموثق صحفيا، إلى فعل حقيقي، أو حراك ديناميكي، فهو وزير في حكومة، خاضعة لمجلس رئاسي، يفترض أن يلتقط أفكاره ورؤيته لإيجاد مخارج من شرنقة الشرعية التي ما زالت أجنحتها على ما يبدو عالقة بأرث فساد وتخادم مع الحوثي، حتى ما بعد تسليم الرئيس عبدربه منصور هادي صلاحيته للمجلس الرئاسي، وإقالة نائبه علي محسن الأحمر.

‌في اعتقادي إن الحوار الصحفي مع الوزير الزعوري في "عدن تايم"، هو بلاغ للرأي العام، وتوصيف لحالة يمنية مستعصية يراد من خلال ترسيخها الايهام بربط مصير عدن بصنعاء، وتسويق أكذوبة الفرع والأصل، وهو أيضا جرس إنذار لسرعة إعادة بناء المؤسسات في الجنوب واستقلاليتها، وإسقاط "أسطورة" مركزية الدولة في صنعاء، وغياب حتى ملامحها في عدن.