آخر تحديث :الإثنين - 06 مايو 2024 - 05:22 م

كتابات واقلام


فخ الوزير اليمني المتعصب

الخميس - 07 أبريل 2022 - الساعة 02:17 ص

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس - ارشيف الكاتب


انعشت الهدنة الأممية لوقف الحرب المتزامن إعلانها مع انعقاد المشاورات اليمنية_ اليمنية في الرياض انعشت آمال السلام لدى المواطن اليمني في الجنوب والشمال، رغم سوء التنظيم لها، والذي ارجعه بعض المراقبين إلى تعمد الجهات والوزارات اليمنية ذات العلاقة بالتنسيق والترتيب والتنظيم لإرباك المشهد ظنًا منها أن ذلك يسيء إلى الجهة المنظمة دون فضح الفخ الذي أوقعت فيه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي باختيارها المشاركين دون الاستناد إلى أي أسس أو معايير تنسجم مع أهداف المشاورات وكأنها تمت وفق المنافع الشخصية، والقرابة الأسرية.
ما يثير هنا الكثير من المهتمين هو استخفاف وزير الإعلام اليمني معمر الارياني بقدرات الكادر الإعلامي الجنوبي وتجلى ذلك من خلال اختيار (225) إعلاميًا من شمال اليمن مقابل( 5) إعلاميين فقط من الجنوب ودفن المرجعيات الثلاث التي تتغنى بها الحكومة الشرعية ليل نهار وجميعها تنص على المناصفة بين الشمال والجنوب ومغالطة الأشقاء في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وكأن الجنوب خالي من الكوادر الإعلامية القادرة على المشاركة الفاعلة في المشاورات أو أن هناك أزمة ثقة في إطار الشرعية والوزارة نفسها بكوادرها وموالاتهم لها، لا انتقد هنا تصرفات وسلوك الوزير العنصري العصبوي حبًا أو طمعًا للمشاركة في مشاورات الرياض، رغم أنه حق من حقوق كل إعلامي، فرحم الله امرءً عرف قدر نفسه، فنحن المستقلون من المغضوب عليهم من جميع الأطراف لأنهم لن يجدوا في مشاركتنا ما يسرهم كما لم يجدها السابقون.

كثيرة هي الزلات وأفلام الأكشن الذي يحاول معالي الوزير الظهور من خلالها تارة متغمصًا شخصية المراسل الحربي والقائد الميداني في الجبهات وتارة أخرى الوزير المثالي النزيه، لمغالطة المتلقي، وللأسف لم تعد تحتاج زلاته لقائدٕ عسكري ممن صقلت قدراتهم ومهاراتهم ميادين القتال والشرف، أو إعلامي محترف تشرب النزاهة والاعتدال طوال مسيرته المهنية، فهي مفضوحة يميزها أطفال عصر التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة، وكنا ننظر إليه بشفقة ورحمة لما يعانيه معاليه من حب الظهور كالمقاتل الذي لا يقاتل، لكن أن تصل به الجرأة والاستخفاف بعقول الناس بحسب ما كتب في تغريدة نشرها على تويتر "شاركت اليوم نخبة من الإعلاميين جلسة النقاشات في المحور الإعلامي ضمن المشاورات- اليمنية-اليمنية المنعقدة بتنظيم ورعاية مجلس التعاون الخليجي، حول اداء الإعلام الحكومي وسبل التنسيق مع الإعلام الحزبي والاهلي، لاستعادة الدولة، ومواجهة الإرهاب والتطرف"‎‎‎‎.
متناسيًا أن اختياره (225) من الشمال مقابل (5) من الجنوب للمشاركة في المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض ينم عن تأثره سلوكيًا بالتعصب والعنصرية، حين يقصي الأخر ولا يقبله، ويحرمه الحق المشروع له من المشاركة، وهذه أحدى أسباب واشكال التطرف فالتعصب الطريق المؤدي إلى التطرف.
فكيف لوزير بهذا السلوك يمكن أن يؤثر في مواجهة التطرف والإرهاب؟!

فربما البعض يتغاضى في بعض القضايا السياسية رغم أهميتها لتدني الوعي السياسي أما مواجهة التطرف فهو موضوع في غاية الأهمية ويهم المجتمع ككل فينبغي التعامل معه بحرص شديد لتحسين المواجهة إعلاميًا وفكريًا وأمنيًا بعيدًا عن توظيفه للظهور والاستثمار الإعلامي.

فالوضع يحتاج أولاً إلى تطهير الإنسان المسئول من السلوك المتطرف والتعصب والعنصرية ثم وزاراته ومؤسساته ويليها الانتقال إلى المواجهة فمن الصعب مواجهة التطرف بسلوك مسئول متطرف.
كل هذه الإخفاقات والاختلالات وسوء التنظيم المتعمد لمشاورات الرياض والاجحاف بحق الكادر الإعلامي الجنوبي والاستخفاف بقدراته لن تنتج ما يهدف لتحقيقه مجلس التعاون الخليجي من المشاورات وبالطبع سيترتب عليها نتائج سلبية وفشل ذريع لن يضفي عليها التطبيل الذي يقوم بعض النفر لمخرجات المشاورات وهي في طور الانعقاد أي تحسن مهما بلغ التلميع المبكر لها قبل ولادتها. فمن سيتحمل نتائج الفشل، هل الوزير المتطرف الذي سيحاول التملص من المهمة ورمي الكرة في ملعب الخليجيين أم وقوع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في فخ الوزير؟