آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 04:08 م

كتابات واقلام


جنوباً، الشرعية والحوثية وجهان لعملة رديئة

الثلاثاء - 20 أغسطس 2019 - الساعة 06:47 م

د.سعيد الجريري
بقلم: د.سعيد الجريري - ارشيف الكاتب


صحيفة "الثورة" الصنعانية تحوث خطابها منذ 2014، وعلى صدر عددها الصادر اليوم 20 أغسطس 2019 عنوان بارز "اليمنيون يحتفون بيوم الولاية" ناهيك عن كلمات الرئيس القائد محمد المشاط بأعلى يسار الصفحة الأولى كأيقونة ثابتة، ومثلها كلمات أخرى للرئيس "الشهيد" صالح الصماد أيقونة بأعلى يسار واجهة موقع الصحيفة الإلكتروني.

وزارة إعلام الشرعية النازحة لم يثر غضبها ما فعله الحوثيون المنقلبون عليها، لكنها غضبت "غضبة مُضَرية" إذ صدرت صحيفة 14 أكتوبر العدنية بخطاب جنوبي يشبهها، فوجهت بإيقاف ميزانيتها التشغيلية، لأن الانقلابيبن استخدموا الصحيفة، كما جاء في الخبر .

"الثورة" الصنعانية حوثية الخطاب، عادي جداً، لكن أن تكون "14 أكتوبر" العدنية جنوبية الخطاب، فهذا عمل انقلابي ضد "الشرعية"، ما يعني أن هناك حالة من حالات التماهي بين انقلاب الحوثي والشرعية المنقلب عليها، فهما (شرعنقلابيون)
وهي حالة لا يمكن أن تكون بين تلك (الشرعنقلابية) والجنوببين لأن كلاً منهما طرف في معادلة المعركة في الجمهورية اليمنية السابقة: شمال - جنوب، للأسف، بحيث لا استطاعة للتسميات والتعميات أن تضلل المتابع الواعي، القارئ المتعمق في طبيعة الصراع الذي له أبعاده الإقليمية والدولية، لكن أساسه شرعنقلابيون مختلفون على السلطة، متفقون على الهيمنة على الجنوب من جهة بمواجهة جنوب يتجه لاستعادة دولته المستقلة في الجهة المقابلة.

أن تصدر "الثورة" في صنعاء متحوثة الخطاب، لا قلق ولا خوف، فهي بأيدي أشقاء لا يهددون الثورة والجمهورية والوحدة، لكن أن تصدر 14 أكتوبر في عدن جنوبية الخطاب، فهي بيد أعداء يهددون الثورة والجمهورية والوحدة، فمشروع الحوثة الأشقاء متصل بتقاسم السلطة والنفود، وهو بسيط هيّن لأنهم يتفقون مع الشرعية النازحة ضد الجنوب العدو الذي لا يختلفون معه على تقاسم السلطة والنفود، وإنما على مشروعه المختلف: الاستقلال والدولة الجنوبية.

الشرعنقلابيون يوحدهم هدف واحد هو بقاء الجنوب تحت إبط سياسي لم يستحم منذ مدة، بمسمى الوحدة التي هم من أصابها في مقتل تاريخي، لذا فصحيفة 14 أكتوبر الجنوبية انقلابية، وصحيفة "الثورة" الحوثية غير انقلابية فكل ما في الأمر أنها في عهدة الأشقاء (أنصار الله) ريثما يتم يتم توقيع اتفاق السلم والشراكة2. لكن عدن و 14 أكتوبر أمر آخر !