آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 10:26 ص

كتابات واقلام


الكويت في ذاكرة اليمنيين .. الشقيق الأكبر

السبت - 30 أبريل 2016 - الساعة 07:36 م

محمد قاسم نعمان
بقلم: محمد قاسم نعمان - ارشيف الكاتب


في عام 1979 م انفجرت الحرب الثانية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. كنت حينها سكرتيرا للتحرير في صحيفة 14 أكتوبر .. (لن أخوض هنا في أسباب تلك الحرب فذلك ليس ما أردت استهدافه من مقالتي هذه ..). فما أردت تناوله هنا هو ذلك الدور التاريخي الصادق الذي لعبته دولة الكويت ممثلة بأمير دولة الكويت حينها الشيخ -جابر الاحمد الصباح، والشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت حاليا .. وكان حينها وزيرا للخارجية. لقد أحزنت تلك الحرب التي اندلعت بين الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري اليمن حينها) الأشقاء الكويتيين .. فبذلوا جهودا كبيرة من اجل وقف تلك الحرب والعودة إلى التفاهم والسلام .. أتذكر حينها يوم وصول الشيخ -صباح الأحمد الصباح، وكان حينها وزيرا لخارجية الكويت إلى مدينة عدن عاصمة اليمن الديمقراطية الشعبية، وحددت له الإقامة في إحدى الفلل الواقعة في "المعاشق" بمدينة كريتر، وكلفت يومها التوجه إلى "المعاشق" لإجراء لقاء صحفي مع الشيخ / صباح الأحمد الصباح، وأجريت اللقاء معه وتم نشره في صحيفة 14 اكتو ير متصدرا صفحتها الأولى .. وأتذكر ابرز ما تضمنه حديثه قوله: يحزننا كثيرا اندلاع هذه الحرب بين الأشقاء اليمنيين .. ويسرنا أن نكون اليوم هنا في عدن لنسلم رسالة من الشيخ / جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الى قيادة اليمن الديمقراطية الشعبية ونلتقي بهم لنعمل على وقف هذه الحرب .. ونحن - أشقائكم في الكويت - مستعدون لكل ما يطاب منا عمله من اجل وقف هذه الحرب. كانت كلماته معبرة عن عمق الشعور الأخوي الصادق تجاه اليمنيين .. وكانت معبرة بصدق عن حرصهم الشديد على ان يسود الحي والسلام بين اليمنيين في (الشمال والجنوب) وان اختلف نظاميهما السياسي. وبالفعل قوبل ذلك الموقف الصادق والجميل للأشقاء الكويتيين بتفاعل ايجابي من قبل قيادة اليمن الديمقراطية، والتي كانت قواته قد حققت انتصارات عسكرية كبيرة وصلت الى قرب "سماره" القريبة من العاصمة صنعاء. وكان المناضل الجسور الشهيد علي الشهيد صالح مصلح في مقدمة قوات اليمن الديمقراطية التي كانت تتقدم سريعا نحو الشمال .. وبالفعل تم الإعلان بعد تلك اللقاءات التي أجريت بين الشيخ / صباح الأحمد الصباح- وزير خارجية الكويت وقيادة اليمن الديمقراطية .. وقف الحرب .. والانتقال إلى المفاوضات بين الطرفين لحل المشكلات التي تسببت في اندلاع الحرب. وحينها أعلن الشيخ / صباح الأحمد ترحيب الكويت لاستضافة ممثلي قيادة (الشطرين ..) للقاء والتفاوض وبحث المشكلات التي تسببت في هذه الحرب وبالفعل عقد اللقاء في الكويت بين وفد اليمن الديمقراطية يترأسه الأخ عبد الفتاح اسماعيل .. ووفد الجمهورية العربية اليمنية ويترأسه علي عبد الله صالح .. وكان لي الشرف أن أكون في ضيافة دولة الكويت مرافقا صحفيا لوفد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .. وهاهي دولة الكويت لازالت تواصل دورها وتجسد حبها للشعب اليمني وتحرص على رفض الحرب بين اليمنيين وتعمل من اجل أن يسود السلام بدلا من الحرب وحل المشكلات عبر الحوار والتفاوض .. وها هو الشيخ / صباح الأحمد الذي يتولى اليوم قيادة دولة الكويت الشقيقة أطال الله في عمره يواصل دوره ومحبته لليمنيين وزرع شجرة السلام بينهم..وهاهم اليمنيون في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب يجدون شقيقتهم الكبرى الكويت معهم وبينهم في أحلك الظروف والمحن والصعوبات.