آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 08:16 م

كتابات واقلام


ايرباص "اليمنية" طائرة العيانين (2)

الثلاثاء - 02 يوليه 2019 - الساعة 11:00 م

منصور نور
بقلم: منصور نور - ارشيف الكاتب



▪طائرة العيانين!

حادثة (الايرباص A310) التابعة للخطوط الجوية اليمنية، في الرحلة رقم (609) والقادمة من مطار القاهرة الدولي إلى مطار عدن، وما نشرته وكالة (سبأ)للأنباء اليمنية الرسمية، وتناولته المواقع الاخبارية الإلكترونية، قد أثار جدلًا واسعًا حول توجيهات دولة رئيس الوزراء المهندس معين عبدالملك وكبار المسؤولين المعنيين بشأن النقل، والحكاية التي نشرت بخط يد قائد الرحلة الطيار ياسين عبدللله بأن عودة الطائرة بعد اقلاعها من مطار القاهرة الدولي كان سببه استياء حالة (سيدتين مريضتين)، مع العلم أن مندوب أي شركة طيران في المطارات الدولية ذات السمعة الرفيعة مثل مطار القاهرة الدولي، يمنع أي مريض من صعود الطائرة اذا كانت حالته لا تسمح له بالسفر ! وإلى مساء الأحد الماضي، ذكرت الروايات أن على متن الطائرة كانت مريضة واحدة، تجاوب ربان الطائرة لاستغاثتها وإعادتها إلى محطة الإقلاع - مطار القاهرة الدولي - وفي يوم الاثنين أضافت الروايات سيدة مريضة ثانية استاءت حالتها، وتصير هناك سيدتان مريضتان!!
ولم يشر الخبر الذي نشرته وكالة سبأ للأنباء اليمنية في يوم الأحد ولقاء سعادة سفير اليمن في مصر ونائب وزير النقل بركاب الطائرة A310 إلى ذكر حالة السيدتين المريضيتين.. ولنفترض التسليم بحكاية (المريضتين) اللتان كانتا سببًا لعودة هبوط الطائرة كموقف إنساني نبيل يحسب لربان الطائرة.. مشكورًا..!
وهو أمر يكلف كل شركات الطيران في العالم، قيمة الوقت وقيمة رسوم الإقلاع والهبوط (المفاجئ) والذي تزداد قيمته في المطارات الدولية وغير الدولية.

▪لجنة تحقيق!

أمام هذا الوضع.. لا يستدعي الأمر أن يوجه دولة رئيس الوزراء المهندس معين عبدالملك، والاخ صالح الجبواني وزير النقل إلى تشكيل لجنة تحقيق، بشأن هبوط الطائرة (A310) بعد إقلاعها، إلا إذا كان هناك أمر آخر مرتبط بالجوانب الفنية لأجهزة الطائرة قبل إقلاعها!

وهل لجنة التحقيق هذه ستشرك مندوبًا عن جهاز الأمن القومي اليمني معها، لأن مهمتها لا ينبغي أن تقتصر على الجوانب الفنية للأجهزة الملاحية فقط، بل يجب أن تقف أمام تقويم أداء "اليمنية" والحفاظ على سمعتها وعلى سمعة (الايرباص A310) وحماية أرواح الناس وأرواح طاقمها الملاحي في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها وتمر بها شركة الخطوط الجوية اليمنية.

▪الوزن الزائد!

حكاية الوزن الزائد.. معروفة للكل أن طائرات "اليمنية" تقلع في الكثير من رحلاتها بوزن زائد في حمولة الحقائب (العفش) أو وزن وعدد الركاب، حيث يتم في أغلب الرحلات أن يطلب منك مندوب الحركة لليمنية و راجيًا أن تضع أطفالك في حُجرك، وتُخلي مقعدين تكرمًا منك، لأن هناك راكب أو راكبين إضافيين، مضطران للسفر في نفس الرحلة، ونحن شعب متعاون وطيب إلى حد البساطة والسذاجة، ويتقبل البعض هذا الأمر المحرج على مضض أو كمد في النفس الطيبة، ومنّا من يعلم أن هذا الأمر يتم عبر موظفي "اليمنية" الذين من مهامهم ترتيب الحركة وتأمين صعود الركاب، وهي (خدمة) تفرض على الراكب المستعجل دفع (الحلاوة) التي تصل (100 - 50) $ دولار ، وهنا يزداد الوزن مع زيادة عدد الركاب الافتراضي إضافة إلى الحقائب والكراتين التي يحملها الراكب بيديه ولا يتم وزنها، وهي أحمال تراكمية، خاصة عندما يحمل كل راكب في يديه ما يعادل العشرة كيلو جرامات.

▪ ولنركز معًا أن كل الأخبار والتصريحات الاعلامية، لم تذكر كم عدد ركاب الرحلة (609) وكم مقدار الوزن الزائد للأحمال؟؟
وهي ليست بمعلومات في غاية السرية، حتى تحجب عن وسائل الإعلام !!!

▪الطائرة سليمة!

إذا أخذنا بالرأي الذي يقول أن الطائرة (A310) حالتها سليمة، وأن انفجار الايطارين (3 ) و (4) من عجلاتها حدث بسبب الوزن الزائد أثناء الهبوط، هل تم نقل (عفش) الركاب منها إلى الطائرة الأخرى التي جُهزت لتقلهم إلى عدن، والسؤال هنا هل تم إنقاص وزن (العفش) ووزن الركاب، أما أن الحال ظل كما هو (وزن زائد) والمخارج كريم؟؟!!

ونقلت بعض المواقع الاخبارية أن تلك الطائرة...... لم يسمح لها بالهبوط قبل الساعة السادسة من نهار يوم الاثنين وعادت بالركاب من حيث أتت!!!

وهنا دعونا نحتسب الوقت الذي استغرق في نقل (العفش) وصعود الركاب، والزمن الذي قضته رحلة الطائرة الأخرى ذهابًا وإيابًا (القاهرة - عدن - القاهرة) كل ذلك الوقت المهدر، كان بإمكان قيادة "اليمنية" بالطاقم الهندسي في مطار القاهرة الدولي أن يقوم بإصلاح العطب في عجلات طائرة اليمنية (الايرباص A310) وتعاود طيرانها، فهي ليست بحاجة إلى فترة اختبار وفحص أو (لإجازة مرضية) اذا سلمنا برأي من يزعمون أن الطائرة سليمة ولا يشوبها أي خلل.. ولا صحة لما تداولته المواقع الاخبارية وصفحات التواصل، وبذلك كان سيتم توفير قيمة استئجار الطائرة الأخرى.

ولكن يبدو أن هناك أمور أكبر ، أستدعت بصورة عاجلة إلى تواصل دولة رئيس الوزراء المهندس معين عبدالملك والاخ صالح الجبواني وزير النقل، والتوجيه لتشكيل لجنة تحقيق بشأن (الايرباص A310) والذي نتمنى أن تتوسع مهام اللجنة لتقويم شامل لمستوى أداء وخدمات شركة الخطوط الجوية اليمنية، للحفاظ عليها كمؤسسة وطنية لها سمعتها، وتخفيف معاناة ومخاوف الناس وحماية أرواحهم وتوفير التأمين عليهم.