آخر تحديث :الأربعاء - 24 أبريل 2024 - 03:18 ص

كتابات واقلام


نحن والاختلاف: الحجر.. والدم من رأس القبيلي

الإثنين - 01 يوليه 2019 - الساعة 05:42 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي - ارشيف الكاتب


منذ أن أوجدنا الله على هذه البسيطة؛ كنا- كما شاء لنا ربنا- مختلفين، رأيا ورؤية، وهكذا وجدنا جميعا، ووجدت زوايا النظر مختلفة، وصانعة للاختلاف، حتى في إطار الأسرة الصغيرة، والمساحة الضيقة، و حتى بين الولد وأبيه.. لابد من الاختلاف في الرؤية، وبالتالي في الرأي، وقد قالوا في المثل: لاشيء يشبه أباه غير الحمار!!
ويتعزز هذا القول، وتتسع دائرته؛ باختلاف المصلحة، وباختلاف مآلاتها التي يعمل الكل على اجتذابها باتجاه قطبه المغناطيسي، فقط مع فارق؛ أن الإنسان في البلدان المتقدمة أصبح قادرا على إدارة الخلاف، والاختلاف دون ضرر ولا إضرار، من خلال ما اختط لنفسه من الأنظمة والقوانين المتحضرة، والمتناسبة مع مستوى ما لديه من علم، و ثقافة، ووعي.
نحن الآن نحاول أن نقلد من أجل الوصول إلى ذلك المستوى، لكن كالغراب وهو يحاول ان يقلد مشي الحمام، فلا هو مشى كالحمام، ولا هو استطاع العودة إلى مشيته!! ذلك بأنه ظل يسعى لذلك في الظاهر، لكنه بقي في جوهره كما كان: بفكر متخلف، وعقل أعرج!!
ومن أجل ذلك؛ لاغرابة إن رأيت ما ترى، وما سيظل الانسان يراه من اقتتالات، ومن حروب عبثية، مجرمة؛ حتى داخل الأسرة الواحدة.. الجميع مستعدون.. ليس للانخراط في عملية حضارية للنهوض والبناء؛ بل في معارك تترية لحطم الأخضر واليابس، وسفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وقتل الأنفس التي حرمها الله الا بالحق.
وبعد ذلك تجدهم يطلقون على أنفسهم أنهم ديمقراطيون، مع أن الواحد منهم، فضلا عن الجماعة، أو الأحزاب؛ لايقبل حتى صوت أخيه بجانبه إذا جاء معارضا، ويتبجحون بشعارات الإخاء والتسامح، والواحد منهم يعيش في أدغال بدويته.. لايقبل حتى أن يصلي أخوه في الإسلام بجانبه إن خالفه في المذهب!! فكيف لو خالفه في الرأي السياسي، وهو في الأخير مجرد راي لا أكثر؟! لاشك ستحرق الحرائق، وكأن رأي هذه الجماعة المتغولة قرآن لا يأتيه الباطل من بين يدبه، ولا من خلفه!!
والحق أقول: لقد تعبنا من هذه الحال، ومن كثرة التقول، والمتقولين، والمدعين، وصارت بلادنا جراء ذلك، وياللأسف، نموذجا غير مشرف للهدم، والإحتراب، على أي شيء، وفي كل حال، وأصبح جهلتنا يقولون؛ مستغلين وضغ الانسان وفقره: الحجر من الأرض، والدم من رأس القبيلي، وأصبحنا نصحو على مأساة، ونمسي على كارثة.