آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


نماذج رائعة في التدريس وادارة المدارس

الثلاثاء - 04 يونيو 2019 - الساعة 12:14 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب



رقم ( ١ ) عمر السيد

نماذج رائعة في التدريس وادارة المدارس

رقم ( ٢ ) شادية باحشوان

في سلك التربية والتعليم وايام الزمن الجميل لمع في السماء وتألق معلمون ومعلمات ومربون ومربيات يشار اليهم بالبنان وتحتفظ لهم الاجيال مع مرور الزمن بذكريات لاتنسى ويقف امامهم اجلالا واكبارا القاضي والقائد والوزير والطبيب والمهندس والضابط ويروي كل واحد منهم لابنائه ذكرياته مع هذا المعلم اوتلك المعلمة . هذا ان دل على شيء فانما يدل على تنوع العطاء والابداع الذي يقدمه المعلم آنذاك حتى يترك بصماته المتنوعة بين الطلاب وكل طالب يشعر في قرارة نفسه بان المعلم قد خصه بتعامل مميز لمكانة له في نفسه فيحفظ له الود والاحترام مدى الزمن
في العام الدراسي ٨٧ - ٨٨م ونحن طلاب الصف الرابع ثانوي في ثانوية صيرة بكريتر والتي يطلق عليها اليوم بثانوية باكثير للبنات كنا نقف امام شخصية عظيمة فيها من الجلال والهيبة والرقة واللطافة تمزج مابين صلابة ومرونة المواقف انها الاستاذة القديرة شادية باحشوان مدرسة المواد الفلسفية في ثانوية صيرة وهي تلك الصخرة الانثوية الواقفة بعزم وشموخ امام طالبات وطلاب مختلفة اتجاهاتهم الفكرية والسلوكية لتقدم لهم بكل ثقة وعزم مادة فلسفية قد لايستسيغها البعض لكن المعلمة الكفؤة شادية باحشوان فرضت باساليبها المتجددة قبل نفسها مادتها الجامدة فكانت المادة مقبولة بقبولنا للمعلمة المتنوعة والتي جمعت مابين الصلابة والمرونة معا والحزم والصبر في آن واحد ومما اذكره ويذكره زملائي ونحن شلة متجانسة من الطلاب كثيرة الحركة وكيف استطاعت ترويضنا وتجميد حركتنا في الصف حتى ان احدنا تجمد صامتا وهو يقف امامها دون ان ينبز ببنت شفه عندما وجهت له نظرة الصمت الغاضبة فكانه امامها عمود جامد وهو لايزال يتذكر هذا المشهد وكانه وليد اللحظة
اخذنا من الاستاذة القديرة شادية باحشوان مادة الفلسفة كاي مادة اخرى في المنهج ببراعتها وحسن ادائها المحبب للحصة والذي حولها الى مادة فيها روح وتفاعل وان كنا حينها لانعتقد بما فيها عقائديا
مرت الايام والسنين ودارت فيها مجريات الاحداث وتخرجنا من الجامعات وتوزعنا في مجالات الحياة المختلفة ليستقر بي العمل في سلك التدريس واتنقل بين المدارس من الصف الخامس الى الاول الثانوي في البنين ليتم ترتيب وضعي من قبل مدير تربية صيرة الاستاذ حسن محمود باختيار انتقائي لخصوصية طلبات المديرة شادية باحشوان في انتقاء المعلمين بالذات فحضرت بين يديها اعرف بنفسي خجلا من استاذتي الفاضلة وهي ترحب بي قائلة لولا قبولنا ماجاؤا بك الينا فكانت كلماتها وسام اعتز به كوني وافقت المعايير التي تطلب توفرها في نماذج المعلمين والمعلمات لديها في الثانوية وقد قدمت اليها ملفي كمعلم لمادة الجغرافيا
مشهد انساني لم يعرض من قبل مدير مدرسة في معالجة قضية صدام قاسي بين معلمة وموجه تربوي فصلت الحكيمة شادية باحشوان مديرة الثانوية بينهما عبري انا شخصيا عندما طلبت مني استبدال معلمة التربية الاسلامية المتخصصة في الجغرافيا المتضررة من تصرفات الموجه التربوي بحقها ورفضها نهائيا تدريس المادة بسببه ونزولا عن حقي بتدريس تخصصي وتلبية لطلب المديرة الفاضلة وتقديرا لوضع المعلمة النفسي مع الموجه التربوي وافقت دون تردد على الطلب وانتقلت لتدريس مادة التربية الاسلامية بدلا من مادة الجغرافيا الالزامية بشروط النقل لكن صلاحيات المديرة امضت اجراءات النقل ببساطة فتعاملت مع الموجه التربوي بدلا من المعلمة ووجدت هي راحتها في تدريس تخصصها مع تقدير الموجهين لها بعد ذلك

مما تعلمته من دروس تربوية على يد الفيلسوفة المديرة شادية باحشوان الام المثالية للطالبات طرق التدريس الجديدة مع الطالبات ولن انسى ماحييت الجلسات النقية التربوية القيمة للمبدعة في التربية السلوكية استاذة علم النفس السلوكي الواقعي الاستاذة المديرة شادية والتي كانت دروسها تلك معايير استخدمتها انا تباعا في طرق تدريس البنات في الثانوية والتي اكتسبت بها خبرة فائقة بحسب الشهادات التقديرية السنوية من قبل الطالبات والادارة والانشطة
استغنت المديرة شادية باحشوان مثل الادارات الكفؤة والناجحة عن تدخل الغير في الحلول والمعالجات للقضايا الادارية الداخلية بسبب المعالجات التوافقية العقلانية والمتزنة لقضايا الادارة وقضايا الطالبات ولم اشهد طوال فترة تدريسي في الثانوية تحت اشراف المديرة شادية اي توتر او اضطراب للعملية التعليمية في الثانوية الا في فترة اسقاط النظام الذي سقط معه كل شيء وكان للمديرة شادية باحشوان موقف الاسد الشجاع الذي يستميت وهو يدافع عن عرينه عندما اقتحم الشباب باحة المدرسة وهموا باخراج الطالبات الى الشارع وانا انظر للمديرة وهي تحاول جاهدة التصدي لهم باستماتة وانا اشفق على محاولاتها المستميتة التي لابد ان تفشل بسبب الموجه العاتية في كل الشوارع وهم يرددون لادراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس كم كانت شامخة صلبة متمسكة بموقفها رغم الاعصار الذي عصف بنا نحن الرجال وانهارت معنوياتنا فلم نتمكن من صد الموجة التي جرفت الطالبات الى الشارع بلا راعي وهن يرددن لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس
دروس جليلة ايضا قدمتها الفيلسوفة المديرة شادية باحشوان في علم النفس الاجتماعي مع بعض اولياء الامور في طريقة الحوار المختلف الابعاد وكيف كانت تتحكم بادارة النقاش وتسيطرعليه وتوجهه سلوكيا وكنت شاهدا لمجلس قبل نهاية الدوام لاجد نفسي في حوار مفترق بين شعلة من الوهج الحارق من ولية امر وقدرة خيالية في امتصاص الغضب وتذويبه وتحويل المشهد الى دراما وبكاء واعتذار وتقبيل بالرأس لمديرة المدرسة من قبل ام الطالبة تمكنت الحكيمة شادية باحشوان مديرة الثانوية من اطفاء نارها وتطييب خاطرها ومعالجة قضية ابنتها التعليمية بالحكمة والاقناع
حقا كانت لمادة الفلسفة والمنطق دورها العظيم في تعظيم شخصية المديرة شادية باحشوان التي جمعت حنان الام المربية للطالبات وحنكة المديرة لثانوية البنات وسجلت نموذجا ثريا من الشخصيات التربوية البارزة في المدينة القديمة لم اكتب بعد ما عرفته عن استاذتي القديرة ومديرتي الفاضلة وموجهتي الكفؤة في طرق تدريس طالبات الثانوية العامة المبدعة شادية باحشوان انها حقا نموذج رائع من نماذج التدريس وادارة المدارس في عدن