آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 06:58 م

كتابات واقلام


ياجبل مايهزك ريح!

الإثنين - 03 يونيو 2019 - الساعة 06:07 م

عبدالحكيم صالح الشعبي
بقلم: عبدالحكيم صالح الشعبي - ارشيف الكاتب


ليس مستغربا أن يأتي اليوم من يحاول أن يعلن عن نفسه ويقول لمن يجهله ولم يسمع به أنا موجود ولي مالغيري من شهرة من خلال ارتقاء ابخس الطرق وادناها خسة وانحطاط للنيل من قامات وشواهق حوت كل معرفة سلوكا وادبا وابداعا واثرا وتاثيرا في مختلف مجالات الحياة السياسية والثقافية. معتقدا أنه وهو يتطاول على هكذا هامات أنه قد حصد مجدا وبلغ مبلغا يستطيع به أن يواري بؤسه وتقزمه وهشاشة وجوده وتخبطه المثير للشفقة بين تداعيات فشله وعدم قدرته على الخروج منه.
ليتحول دون أن يدري إلى مثالا للخبث والكره والبغض من كل شئ مغاير له. متبعا أكثر وأكثر خطى النيل من منابت الضؤ والاشرق والانبعاث مناصبا العداء لها والاجتهاد في الغاء وجودها اشباعا لامراضه المقيته .
وصنف كهذا لم يخلو منه تاريخ البشرية فكم من عالم وفيلسوف ومجدد لقى مصرعه بالدسيسة أو السم او المؤامرة وكم من مبدع ومثقف وأديب جرت ملاحقه وسجنه واسكاته لا لشئ سوى أن ما يحمله ويؤمن به ويسعى اليه يشكل فرقا بين ما يدعو ويعمل من أجله وبين ما هو سائد تكريسه والإبقاء عليه من أفكار متخلفة ضلاميه مناطقية عصبوية.
ولعله لمن سخرية الأقدار أن تبقى مثل تلك النزعات الموتورة ملازمة لنا غير متورعة من تجنيد نفسها للنيل من أحلامنا ومشاريعنا الانسانية التي تأبى اختصار المواطنة في فصيل اوسلالة وترفض منافحة كل أسباب وروافد الانتقاص من حقوق وواجبات المخلوقات ومعايرتها بالمناطقية أو الجهوية أو المذهبية.
نعم أنه لمن سخرية الأقدار وأشدها عبطا أن ينبري اليوم من يتعمد الإساءة لعلم مشهود له بالحصافة والمعرفة ونبالة الغاية .من يحمل على كاهله مشروعا وطنيا ضامنا للحقوق وطنا تسود فيه العدالة والقانون والنضام رجل شهد له انداده في الفكر بانه رجل مرحلة استطاع أن يفرض نفسه بسداد رأيه واتساع أفق تفكيره.
رجل تعلمنا ومازلنا منه معاني النضال والانتماء والمساواة .
إنه الدكتور ياسين سعيد نعمان السياسي والدبلماسي والكاتب والروائي والشاعر والاديب.
الرجل الذي واصل تصدر طرح أكثر الآراء عمقا واوسعها واغناها إدراكا للخروج من مأزق الحرب والمناطقية والعصبية المذهبية المدمرة.
الرجل الذي اوغل بعلمه وصدقه وتعاضم دوره اعدا الوطن والمتربصين به وأكثرهم
انكارا لمكانته وروافع مقدراته.
صدور امتلأت بصديد الانحطاط والترهل والعمالة والارتزاق. فأبت إلا أن تلفض آخر أنفاسها على حائط مشيد بمعاني هم بالنسبة له مجرد نكرات .أمثال المدعو شجاع الدين ،والمدعو البعداني .الذين تهافتوا ملتحقين بركب من وجدوا فيهم استعدادا لأن يثيرون زوبعة من الغبار ممرغين وجوههم وما تبقى لهم من انتساب بالتراب ضانين أنهم بذلك يحسنون صنعا.