آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


سعيد الدويل.. سيرة نضال فريدة

الخميس - 23 مايو 2019 - الساعة 03:52 ص

عبدالله المركدة
بقلم: عبدالله المركدة - ارشيف الكاتب


بنفس السرعة والايقاع المتسارع الذي سارت عليه حياة الشهيد البطل الأستاذ سعيد محمد الدويل فان رحيله كان جزء لايتجزأ من السيناريو المدهش والصادم الذي تميز به مشوار حياته ليضعه في مرتبة الافذاذ والعظماء الذين انجبتهم شبوة وحرمها القدر لاحقا من الاحتفاظ بهم لمواجهة الدهر والنوازل .

انه ذلك الشاب المختلف والمتميز على المستوى النضالي والحزبي والعلاقات العامة، بقدرات سياسية لاتجارى عزز من دور حزب الرابطة في قلب المعترك السياسي والاجتماعي والخدمي في شبوة بفضل قيادته لفرع الحزب بالمحافظة خلال فترة وجيزة

كان الشهيد سعيد الدويل يلاحق الزمن لحظة بلحظة فهو الباحث عن تقديم الخدمة الاجتماعية والخيرية كما كان ناشطا مدنيا وحقوقيا يرأس مؤسسة الشباب الديمقراطي في حضرموت ويقوم بالتنسيق لانشطة المنظمات المدنية في شبوة بالاضافة الى نشاطه الثوري والسياسي في اطار الحراك الجنوبي، لدرجة يخيل الي اننا امام رجل قال كل ماعنده دفعة واحدة وقفل راحلا وسط ذهول وصدمة النظارة والمتفرجين!!!


ساهم سعيد الدويل في تشكيل طلائع شباب المقاومة الجنوبية في شبوة منذ البداية ولم يكتف بالانخراط في صفوفها والاسهام في تكوين خلاياها فقد كان منزل اسرته إبان المواجهات مع مليشيا الحوثي مركزا للمقاومة بل وكان رحمة الله عليه يستجلب العتاد والسلاح وكل ما تحتاجه جبهات القتال فازدادت ديونه المالية جراء ذلك واستشهد وقد بلغت ديونه عنان السماء ومنعت الكبرياء اسرته من الإستجداء في المطالبة بمعالجة هذا الملف ومنعت قلة المروءة قادة المحافظة والقيادات الجنوبية من تسديد تلك الديون

في مثل هذا اليوم 23 مايو 2015 كان البرابرة يجوسون الديار بينما كان اقطاب المشهد السياسي يتلهون بالسياحة والتسوق في عواصم الخارج كان الفتى النحيل يقف بصلابة في جبال القيمة ومفرق الصعيد ويغلق وادي صدر بارأس حتى جعله خرم ابرة في عيون الغزاة المعتدين وهناك نزل سرب من الملائكة فحملوه بعيدا ودماءه تقطر فتشربها التربة وتتفتح وتتكثف رائحتها ..في مثل هذا التاريخ زفت شبوة والجنوب سعيد الدويل شهيدا مناضلا من اجل الوطن والتحرير والعزة والكرامة ورفض الاستعلاء في الارض ..

ان اكثر خصوم سعيد الدويل تطرفا سيشهد له من انه تجربة لاتتكرر وخسارة فادحة ومدوية للتيار المدني والحقوقي والسياسي وكان استشهاده نهاية دراماتيكية لمرحلة قصيرة لكنها الاكثر تاثيرا والهاما لرفاقه ومحبيه ..
رحم الله سعيد الدويل البطل والشهيد والفكرة الباسلة والعنفوان الثوري والعقل التنويري والحيوية الرائعة .


23/5/2019