آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 01:21 ص

كتابات واقلام


تفاوضنا مع الاحتلال .. كلمة ورد غطاها

الإثنين - 20 مايو 2019 - الساعة 03:02 ص

د. عبيد البري
بقلم: د. عبيد البري - ارشيف الكاتب


ليس لدينا ما تسمى "قضية جنوبية" لمناقشتها والبحث عن حل لها في المفاوضات القادمة بحضور الأمم المتحدة ، بعد أن تعرضت للتحريف والتزييف في مفهومها على مدى السنوات الماضية من عمر الحركة الشعبية الجنوبية .. ولسنا انفصاليون كما يصفنا المحتل منذ أن اتضح فشل الوحدة المعلنة بين قيادتي الدولتين -بدون الشعبين- في أقل من سنتين . ذلك لأن الإنفصال لا يطلق إلا على الجزء المتشظي من جسم أو كتلة واحدة. وهذا لا ينطبق على وضعنا في الإقليم اليمني ، فنحن أمتين مختلفتين عن بعضهما بكل المعايير.

سنقول ونكرر أن إرادتنا كشعب ليست قضية للنقاش ، بل إن ما لدينا هي قضية احتلال دولة الشمال لدولة الجنوب .. وهو احتلال استيطاني عبثي متخلف وغاشم ... ودلالاته جلية في الواقع من خلال ممارسات طمس هويتنا الوطنية وما تحتويه من خصائص ثقافية وتاريخية وحضارية لأمتنا الجنوبية .. وكذلك من خلال الإقصاء والتشريد والنهب وكافة الممارسات التي يستخدمها الاحتلال الأجنبي ، بل أكثر بشعاً ، فضلاً عن التدمير الممنهج الذي طال جيشنا ومؤسساتنا وكل ما له علاقة بمنجزات ثورتنا التحررية الجنوبية الأولى.

وشعب دولة الجنوب ، الواقع تحت الاحتلال ، مستمر في نضاله ضد ذلك الاحتلال منذ 1994 بكل أنواع المقاومة وعلى كل المستويات ، في مختلف المراحل السابقة من أجل الهدف السامي وهو التحرير والاستقلال لإستعادة دولته السابقة باستقلالها المعترف به في الأمم المتحدة وكافة الدول والمنظمات على المستوى العربي والدولي ، لن يقبل أبداً أن تًطرح نتائج تضحياته للنقاش أمام المحتل للحصول على أي تنازل عن استقلال دولته من خلال التفاوض.

لذلك ، يتطلب منا أن نكف عن استخدام المفردات والمصطلحات التي يريد الاحتلال أن يراوغ بها ، كما حصل في مؤتمر الحوار اليمني ، الذي شوه بالثورة الشعبية الجنوبية بواسطة أشخاص جنوبيين ارتضوا أن يناقش ممثلو الاحتلال "قضية احتلال الجنوب" بشكل آخر تحت عنوان " البحث عن جذور القضية الجنوبية" ، الأمر الذي جعلهم يناقشون المراحل التي مرت بها كل من دولتي الشمال والجنوب منذ عهد الاستعمار البريطاني إلى نهاية عهد علي عبدالله صالح.

وعلى الرغم من أن لدينا ما يثبت كل ما جرى من قبل طرف دولة اليمن الشمالية لإفشال الوحدة وعدم رغبته بالوحدة السلمية مطلقاً ، وكيف فضِّل استبدالها بالحرب ، إلا أن الموضوع كله في حال التفاوض ، هو أشبه ما يكون بالمثل المصري - عند الإشارة إلى وضوح الصورة وسهولة التعبير عنها - الذي يقول "هي كلمة ورد غطاها" !!.

د. عبيد البري