آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


الله يسامحك يا " مارك زوكربيرغ "

الأربعاء - 08 مايو 2019 - الساعة 05:16 ص

محمد علي محسن
بقلم: محمد علي محسن - ارشيف الكاتب


يا اصدقائي .. والله الواحد ما يدري من أين ومن مين على حد قول اخوتنا المصريين .. فهذه مواقع التواصل وبدلا من تكون نعمة صارت نقمة علينا .. فمثلا واحد عمل صفحة باسم ووجه مستعارين وراح يوزع امراضه الدفينه على كل من يختلف معه ..
اخر ، وجدها فرصة ولا بالحلم ، المهم خبز له صفحة وهات لك يا منشورات ، طلاسم أو قولوا نقشا يشبه اثر ارجل الدجاج في
في التراب ..
ثالث ما قصر ، رأى في الفيس وسيلة لابتزاز المسؤولين والتجار وللأمانة حتى الفاسدين مضبط أموره معهم ..
رابع يعاني من فوبيا الأمكنة والناس والكلام ، فوجد ضآلته بالفيس وهات لك يا قذع وشتم ، ولعن ، وتحريض ولاسباب تافهة ودنيئة .
وهكذا دواليك من غثاء واسماء ومنشورات ؛ فلا حول ولا قوة الا بالله ..
نريد صفحات الفيس بوك لنشر الفضيلة والوعي والقيم الإنسانية النبيلة ..
نريد هذه الصفحات لنشر الخير وتعميق الصلات ولتبادل الخبرات والمعارف والاخبار المهمة والجادة ..
الصحافة الورقية المطبوعة انتهت ، شاء من شاء وأبى من أبى ، والذي عاده لم يستوعب حقيقة أن الدنيا تغيرت ..
والحال ان منصات التواصل باتت صحافة العصر بما تنقله من اخبار وافكار متحررة من كافة القيود والحدود - ايضاً - فبضغطة اصبع تجد اخر المستجدات في متناولك ودونما عناء او جهد ..
لكن المعضلة اننا لم نستوعب بعد معنى ان تكون جزءاً من هذا العالم الرقمي الواصل لكل بيت وهاتف ، ومن هذه الحضارة االعولمية الجامعة لكل أطياف البشر .
فبدلاً من استثمار جهدنا ووقتنا في اشياء تنفع الانسانية وفي تنمية قدراتنا الذاتية والمعرفية وفي نسج علاقات اجتماعية جديدة وفي صناعة رأي عام ضاغط على الحكومات والدول ؛ اشغلنا أنفسنا في تفاهات ومماحكات وملأنا هذه الصفحات بالكثير من الجدل السفسطائي السقيم وبالشتائم والسباب والتهم الكيدية ، وسواها من امراضنا الدفينة المزمنة .

واذا كان هنالك من مثلبة على " سوشيل ميديا " فهي انها ضاهت بين الشجاع والجبان ، وقد صدق أحدهم حين قال إن مخترع المسدس " صموئيل كولت " ومبتكر الفيس بوك "" مارك زوكربيرغ " من مساوئهما أنهما ساوأأ بين النقيضين ، فالمسدس جعل الجبان شجاعا ، والفيس جعل الجاهل فقيها ..

محمد علي محسن