آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 01:25 ص

كتابات واقلام


الإمبراطوريات واليمن

الأحد - 07 أبريل 2019 - الساعة 10:11 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


قصة أقرب إلى الخيال تجول في خاطري، متى نُصّب اول حاكم بشري؟ لا اعرف ان كان هناك تاريخ محدد يخبرنا بالحاكم أو الملك البشري الأول في العالم.

أعتقد أنه في الأزمان الغابرة لابد ان يكون هناك إنساناً أحس بغريزته على ان يجمع أهله و من يحيطون بهم من تجمعات بشرية، و اقنعهم أن يكون لهذا التجمع حاكم يصلح بينهم حين الإختلافات، و هذا الحاكم يجب ان يكون أقواهم و أذكاهم و أشجعهم ليترأسهم، و هكذا يتطور امر الحاكم بعد ذلك ليحكم العشيرة و القبيلة كلها.

هكذا تصورت بداية اول حاكم بشري.

بعد ذلك كبرت القبيلة بفضل الحاكم الشجاع الذكي، هيأ لهم المساحة التي بها سيعيشون، و بدأ جمع الأذكياء، و الأكْفاء ليساعدوه في إدارة الحكم، و تشكل الحكماء بفعل الإستقرار المجتمعي، و بدأوا بصياغة القوانين التي ستحكم حياتهم، فأنتظم المجتمع، و تطور نظام الحياة، و بدأ الإنسان في بناء المجتمع الحضاري.

و هكذا قامت الممالك و الإمبراطوريات، و دارت الحياة بالشعوب عقود كثيرة، و لكن بعد ذلك بدأت الإنهيارات لتلك الإمبراطوريات و الممالك.

و بعد ذلك.....

اندثرت الإمبراطورية الأكادية، و الإمبراطورية الفارسية، و الدولة الأموية، و الإمبراطورية الصينية، و الإمبراطورية العثمانية، الإمبراطورية الروسية، و إمبراطورية مغول الهند، و إمبراطورية المغول، و إمبراطورية الروم، طبعاً و الإمبراطورية البريطانية.

اندثرت هذه الإمبراطوريات لكثير من الأسباب اهمها الحروب، و توقف النمو، و كان للسبب الأخلاقي دور مهم في أفول تلك الإمبراطوريات، فيخبرنا التاريخ ان الطغيان كان سبب انهيار الإمبراطورية الرومانية، و كان عامل التفسخ الجنسي سبباً في إنهيار الإمبراطورية اليونانية، اما سقوط الإمبراطورية الفارسية فكان سببه إنتشار الفساد.

إن الفشل في الإدراة، و تعقيد النظام الإداري و الرشوة كان سبباً لإنهيار الإمبراطورية العثمانية، ام بريطانيا آخر الإمبراطوريات في العالم فقد انهارت إمبراطوريتها لأنها شاخت، إضافة إلى القرار الأممي بتحرير المستعمرات في العالم.

زمان قال الإمام يحي بن حميد الدين:
"لعنة الله على ملك يدخل عليه من هو أحسن منه"

الخلاصة:
ـــــــــــــــ
تقام الدول و تنجح في إدارة البلاد و العباد لذكائها و حكمتها و صدقها مع شعوبها، و ها نحن اليوم في اليمن لا نملك رجل دولة يهمه مصالح البلاد و العباد، و لا نرى له إلا حكومة فاشلة لا تصلح لإدارة مخبازة في أصغر حي في عدن.