آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


إذا أبو العباس ارهابي فهل حزب الاصلاح طيور الجنة ؟!

الخميس - 28 مارس 2019 - الساعة 09:42 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


نحن ضد الارهاب بكل أشكاله وصوره ، ولكن دعونا نرى أين يكمن الارهاب وكيف ينموا ومن أين يأتي ، حتى نستطيع ان نقف ضده لنحاربه من جذوره ، لا ان نجعله تهمة مكايدات سياسية تطلق على أي خصم لطرف معين .
يقول المثل الشعبي لا ترمي بيوت الناس وبيتك من زجاج .
هذا المثل ينطبق اليوم على قواعد حزب الاصلاح الذين يشن هجوماً لاذعاً على القيادي السلفي ابو العباس يتهمونه بالارهاب متناسين ان هناك قيادات في حزبهم تم تصنيفها أمريكياً بأنها ارهابية كنفس تصنيفها لأبو العباس.
تريدون القضاء على ابو العباس وجماعته بدعوى انكم تحاربون الارهاب ، وهناك قيادات في حزبكم مصنفة ارهابية كخالد العرادة شقيق محافظ مأرب والحسن ابكر قائد مقاومة الجوف ، ومن العدالة ان نحارب الارهاب في كل المناطق المتواجد بها.
مثلما تريدون محاربة الجماعة السلفية في تعز بحجة ان ابو العباس ارهابي يجب محاربة حزب الاصلاح في مأرب ومحافظها العرادة بحجة ان شقيقه والقيادي بحزب الاصلاح ارهابي ، وكذلك مقاومة الجوف ونعتبرها ميليشيات بحجة ان القيادي ابكر الاصلاحي ارهابي كمان.
إذ كان ابو العباس وجماعته في تعز خلايا ارهابية فالارهاب ليس له مكان في تعز وانما ترعرع ونشأ وتوجد أكثر خلاياه في مناطق مأرب والجوف وهي المناطق التي يسيطر عليها حزب الاصلاح.

متناقضون ويريدون الشعب ان يصدقهم !
يؤيدون أمريكا ويساندونها عندما اعتبرت ابو العباس ارهابي ، متناسين ان امريكا نفسها صنفت عدد من قيادات حزبهم كإرهابيين ، ينظرون إلى مقدار النملة من عيوب غيرهم ، ولا ينظرون لعيوبهم بمقدار حجم الفيل.
امريكا عندهم على حق عندما تتهم خصومهم ، وهي على باطل عندما تتهمهم.

يفجرون بالخصومة ويريدون الشعب ان يقف معهم !!
كل من يختلف مع حزب الاصلاح او ينتقدهم يعتبر في نظرهم عفاشي حوثي مدسوس ارهابي .

لا يرون سوى انفسهم ويريدون ان يقنعوا الشعب انهم يقفون مع قضية الوطن العامة .
من ليس معهم يستخدمون كل الاساليب ليحاربونه ويقصونه .

لا يقبلون النقد ولا يعترفون بسلبياتهم ويريدون ان يعتقد الشعب انهم رجال دولة وانهم الافضل .
رجال الدولة هم من يقبلون النقد من الجميع بصدور واسعة ، فمن لم يتسع صدره لرأي ناقد كيف سيتسع صدره ومشروعه لشعب بأكمله .

عندما تنتقد اخطاء حزب الاصلاح يكون ردهم عقيم ويطلقون عليك مدسوس عفاشي حوثي ولا يردون عليك الرد المطلوب بتوضيح الجانب الذي تم انتقادهم فيه ليثبتوا صوابيتهم بأدلة وبراهين ، وهم بهذا الاسلوب يثبتون على انفسهم بأنهم مذنبين ولا يعترفون بأخطاءهم ولا يمكن ان يعدلوها ويعتبرون ناقدهم عدو لهم ولديهم التهم والاحكام الجاهزة لكل من ينتقدهم او يقول انهم مخطئين.

يأتي الارهاب من التطرف.
حزب الاصلاح يمارس التطرف بكل انواعه.
متطرف ادارياً لا يريد إلا ان يكون وحده فقط في المناصب والمواقع يقصي كل من حوله من الشركاء في النضال من الاطراف الاخرى ، ولا يؤمن بالوجود بموقع الوسط ويحتوي الاخرين من حوله .
متطرف سياسياً يستخدم سياسة تغلق كل خطوط التواصل مع بقية الاطراف ، وهذا يمكن ان نطلق عليه تطرف سياسي احمق ، فالسياسي المرن والوسطي هو الذي يترك ابواب مفتوحة مع جميع الاطراف لا يمكن اغلاقها.

متطرف إعلامياً يستخدم طريقة زرع الاحقاد واثارة العداء وتولد الصراع مع الجميع ، وهذا إعلام ارهابي يغرس ثقافة الكراهية ويكرس الانتقام من الآخرين الذين حوله.

لو نعقد مقارنة بين حزب الاصلاح والجماعة السلفية من حيث العلاقة بالارهاب لو جدنا ان حزب الاصلاح الاكتر ادانة .

الارهاب يوجد داخل الجماعات الدينية التي لديها منهج الوصول والاستحواذ في الحكم كجماعة الحوثي وتنظيم القاعدة وغيرها.
الجماعة السلفية الحقة ليس لديها منهج يفرض عليها تفردها وحصولها على الحكم ، هي جماعة دينية اكثر مما هي سياسية او ليست سياسية .
حزب الاصلاح يعتبر جماعة اسلامية تحمل مشروع الحكم ، وهذا ما يعني انه متقارب مع الجماعات الارهابية من حيث السعي و الهدف المتجه نحو الحكم .

الجماعة السلفية جماعة غير منظمة من السهل اختراقها ، وهذا ما يعني ان وجود اي عناصر ارهابية داخلها هدفها تشويه الجماعة البريئة من كل تلك العناصر التي تتعارض مع منهجها .
حزب الاصلاح حزب منظم ومن الصعب اختراقه ، وهذا ما يعني ان وجود عناصر متهمة بالارهاب داخل صفوف قياداته يجعل الحزب مدان بالارهاب وجعله جزءً من توجهه واستراتيجياته.

مشكلة الجماعة السلفية انها لا تملك قيادات مفكرة تتخذ اجراءات وطرق لصد المؤامرة ضد الجماعة التي تستهدف ان تجعلها ارهابية وتنسب الارهاب اليها.
لا يوجد إعلام يتبع الجماعة موجه ضد الارهاب بشكل مستمر ، ولا يوجد نشاط شبه دائم يحارب الارهاب ، ولا توجد طريقة تحصن الجماعة تنظفها من اي عناصر ارهابية داخلها وتصد تسلل اي عنصر ارهابي إلى داخلها.

هل تصدقوا ان حزب الاصلاح كان يستطيع ان يجعل الجماعة السلفية تقف بجانبه بقوة وتتحالف معه بديمومة في لو حالة لو تعامل معها التعامل الحكيم من حيث الاحتواء وتقريبها واستشعار بعض الثوابت والمبادئ التي يتقارب الطرفان حولها والغطاء المتجانس الذي يجعلهما متشابهان معاً .
ولكن مشكلة حزب الاصلاح انه كجماعة دينية لا يرى إلا نفسه فقط ولا يؤمن بالتوحد والتعاون ووجود اي جماعة إسلامية اخرى .
وانه كحزب سياسي لا يرى إلا نفسه فقط ولا يريد شراكة سياسية مع أي احزاب اخرى في الحكم.
ً