آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


السلفيون بين التصفية من الارهاب والاستخدام في توازن اليمن

الأحد - 24 مارس 2019 - الساعة 07:59 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


لست سلفياً ، ولكني ارى ان الجماعة السلفية هي اهم عامل لتحقيق التوازن في اليمن ، اي نظام دولة يديره اي طرف سياسي في اليمن يحتاج لأن يتحالف مع الجماعة السلفية بما يقوي نظام الدولة ويسهم في تحقيق التوازن والاستقرار.
اي طرف سياسي حاكم او او انظمة حكم في المنطقة العربية تحتاج للتحالف مع جماعة عقائدية حتى تنجح وتستمر وتصمد في مواجهة الحرب الداخلية والخارجية ، والانظمة الحاكمة القوية والمستقرة في الوطن العربي ، كان تحالفها مع الجماعة السلفية عامل قوة اسهم في تقوية النظام واستقرار المجتمع.

هناك جماعات إسلامية لا يمكن لطرف سياسي ان يتحالف معها ويستمر كجماعة الاخوان وغيرها. كون ذلك التحالف سينقض مستقبلاً بسبب ان تلك الجماعة تمتلك مشروع سياسي يتضمن سعيها للحكم وانفرادها بالسلطة ، ولكن الجماعة السلفية منهجها مساندة ولي الامر وليس لديها مشروع حكم خاص بها ، مما يجعلها افضل الجماعات الاسلامية التي يجب علي اي طرف او نظام او حزب سياسي او حاكم ان يتحالف معها .

في المنطقة العربية توجد ثلاث جماعات اسلامية بارزة ، الاخوان والشيعة والسلفية ، الاخوان والشيعة لكل منهم منهجه الخاص الذي يسعى للحكم ، اما السلفية فمنهجها الوقوف بجانب اي نظام حكم ، ولذا فإن اي نظام حكم تحالف مع السلفية استمر وبقى ونجح في تحقيق استقرار بلده.

اي نظام حكم في المنطقة العربية جمهوري او ملكي او فيدرالي يحتاج للتحالف مع الجماعة السلفية في بلده لكي ينجح ويستمر ويصمد.في مصر هناك ثلاث قوى بارزة تتصدر القاعدة الجماهيرية المصرية ، النظام القومي المتوارث من عبدالناصر ، وجماعة الاخوان وحزب النور السلفي.
عندما اتحد حزب النور السلفي مع الاخوان نجح الاخوان في الانتخابات النيابية والرئاسية ، وعندما اختلف حزب النور السلفي وانضم نحو القاعدة القومية الشعبية الجماهيرية انتصر النظام الثائر ونجح في تحقيق الاستقرار بعد الاحداث التغييرية في مصر وسقط الاخوان وتم تقليصهم واخمادهم وافشالهم في ايجاد اي صراع .

في المملكة السعودية توجد ثلاث قوى بارزة ، نظام الحكم عائلة آل سعود ، والجماعة السلفية ، والشيعة. تحالف وتقارب وتوحد نظام الحكم مع الجماعة السلفية ساهم في تقوية وتحقيق استقرار المملكة.

في اليمن كان صالح كطرف وحزب سياسي متحالف مع الاخوان حزب الاصلاح ، ثم اختلف الطرفان لأن التحالف مع طرف اسلامي كالاخوان والشيعة لا يصمد ، صحيح ان التحالف يستمر ويستقر ولكن الخلاف حتمي لينتج عنه صراع داخلي واختلال التوازن .

في اليمن توجد اليوم ثلاث قوى عقائدية ، الاخوان حزب الاصلاح ، والشيعة جماعة الحوثي ، والجماعة السلفية .
لا يمكن لأي طرف سياسي او نظام حكم ان يتحالف ويستمر بتحالفه مع الجماعة الحوثية او حزب الاصلاح ، فالطرفان لهما مشروع عقائدي في الحكم ويشترط التحالف معهم تقاسم السلطة ، وكما اختلف صالح مع الاصلاح من قبل واختلف مع الحوثي من بعد سيختلف أي طرف آخر يتحالف معهما .
والجماعة السلفية هي الخيار الافضل في التحالف والاستخدام في تحقيق التوازن باليمن وتحقيق استقراره.

مشكلة الجماعة السلفية في اليمن انها تعاني من دس عناصر ارهابية داخلها ، شوهت الجماعة وخلقت تصور سيئ عن السلف والسنة واوجدت حجج لمحاربتها .
حشر الارهاب ودسه داخل السلفيه هدفه تشويه الاسلام ومحاربة هذه الجماعة حتى لاتؤدي دورها في مساندة انظمة الحكم العربية وكي لا يتحقق اي توازن واستقرار داخل اي بلد عربي وينجح نظامه الحاكم ويصمد ويستمر بما يحقق مصلحة شعبه اقتصادياً وادارياً وامنياً وصناعياً وتقدماً وازذهاراً واستقراراً .

الجماعات السلفية في اليمن تحتاج لتصفيتها من اي عناصر ارهابية ، كون منهج الجماعة منهج وسطي معتدل يعطي للدماء حرمة ويساند الدولة ويلتزم بطاعة ولي الأمر ويتعارض مع التطرف والارهاب .

الجماعة السلفية اكبر مكسب يساعد في وجود دولة قوية واصطفاف شعبي خلف القيادة بما يمكن الدولة من تحقيق التوازن والاستقرار والمحاربة والقضاء على اي صراع .. فحافظوا على السلفية ولا تخسروها ، واستعينوا بها ولا تحاربوها.. ونكمل في مقال قادم.