آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


ليس تشفياً بجامعة عدن ولكن!!

الإثنين - 24 ديسمبر 2018 - الساعة 12:28 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


كم أتمنى وأنا أسوق اعترافي هنا بأنني قد كُنت أقل تأثراً وتعاطفاً مع الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها جامعة عدن في اطار حرمها نهاية الأسبوع الماضي من هذا الشهر، يتقدمها رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات ضد ما تتعرض له أراضي الجامعة من انتهاكات واعتداءات وبسط على أراضي الحرم الجامعي والجمعية السكنية التابعة للجامعة.
نعم، كم أتمنى ان لا يصنف عدم تعاطفي هذا على انه ضرب من التشفي بالجامعة وطلابها وهيئة التدريس فيها بقدر ما أرجو أن ينظر إليه من وجهه الصحيح كون ان هذه الوقفة الاحتجاجية المتأخرة والتي تمخضت عن تصريحات واهية خجلة تعكس وتكرس استمرار انكفائها على نفسها وجهلها بما يدور حولها، حيث بدت وكأنها هي الجهة الوحيدة التي يجب ان تبقى في مأمن من وقوع مثل هذه الانتهاكات والتعديات وهي من استعصمت بالصمت دهراً ومازالت، وتخفت وتلكأت كثيراً، وغابت وغيبت كثيراً وكثيراً وإلى اليوم عن أي دور حقيقي مطلوب منها تجاه نفسها أولاً والمجتمع ثانياً.
فلم يسبق لها سؤال نفسها لا شفوياً ولا عملياً أين كانت من كل ما يدور ويعتمل في عدن وغيرها من المدن المحررة وهي تتعرض للتخريب والتدمير والعبث والسطو؟!
لماذا ولصالح من عندما بقيت في الحياد من اعمال البسط والتدمير والطمس والمصادرة للفراغات والمواقع الاثرية الجمالية والتاريخية والثقافية في عدن وغيرها.. الخ؟!
كيف عنّ لها كمؤسسة وكصرح علمي أكاديمي ان لا يكون لها دور رئيس في مواجهة العبث بالاقتصاد وانهيار العملة وتردي التعليم والتجاسر على القيم الانسانية والتطاول عليها؟!
ماذا قدمت كلية الحقوق من دراسات وبحوث وتحليلات ومخارج لما ظل يتعرض له الانسان والمجتمع من تغييب للحقوق وأسباب تفشي الجريمة والقتل والاغتصاب؟!
ماذا قدمت كلية الطب من اسهامات في رصد وتوثيق وبحث الظواهر الوبائية التي فتكت وتفتك بالمجتمع؟!
ثم أين دور وكلمة وأثر كلية الآداب والاجتماع والفلسفة من اسباب ونتائج ومآلات إغلاق وتوقف ومصادرة نشاط المنظمات المدنية غير الحكومية ودور السينما وصالات العرض والمحافل الرياضية الذهنية والجسدية..الخ؟!
ماذا قدمت كلية التربية من معالجات وحلول لانتشال المناهج التعليمية وترديها وفوضويتها..؟!
أين البحوث العلمية الجادة، أين آثارها في تعميق حرية البحث والخلق والابداع.. أين.. أين وأين.. وأين؟!
ولماذا قبلت ومازالت أن تبقى قائمة على ادارة ما يشبه فصولاً دراسية تلقينية لمناهج «بايتة»..؟!
أليس كل هذا سبباً كافياً ان يتم التجرؤ على إلحاق الجامعة لتتلقى مصائب ومعاناة النهب والسطو والانتهاك والالغاء؟!
وحتى تدرك الجامعة ان عافية المجتمع من عافيتها، وسموه وعظمته من سموها وعظمتها وفاعلية وحضور دورها، ربما حينها يكون احتجاجها مؤثراً وفاعلاً،
لا بل وقد لا تكون اصلا بحاجة وقتها إلى ان تنظيم وقفات احتجاجية مماثلة!