آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 03:58 م

كتابات واقلام


اتلاف الخير

الخميس - 20 ديسمبر 2018 - الساعة 07:04 م

صالح فرج باجيدة
بقلم: صالح فرج باجيدة - ارشيف الكاتب


تقدم منظمة الاغذية العالمية منحة غذائية كمساعدات مقدمة لمواطني مديرية سيئون إستمرت هذه المعونة بالوصول إلى معظم احياء المديرية عبر عقال حاراتها المنتشرين في الحارات والاحياء وهم الأدرى والأعرف بأحوال سكان المنطقة كونهم من الاهل والجيران..

وبحجة عدالة التوزيع وايصال المستحق لمستحقيه تمت كلفتة الأمر والسيطرة على المعونة وكذلك كي تبقى محصورة بيد اولئك دون غيرهم حسب ما أراد المخرج لذلك العمل ان يبقى بين تلك الايادي المحددة دون غيرها ولكي تسيطر عليها وتتحكم بها كما تتحكم في الكثير من المنح التي تقدم للموطن وبإسمه ولاتصل إلّا لمن يراه اولئك ومن يمشي في فلكهم

حَرم اتلاف الخير غالبية من كانوا يتحصلون على تلك المعونات من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من نيل السلة الغذائية التي كانت تصلهم معززين مكرّمين إلى جانب بيوتهم بل قد تصل في بعض الاحيان إلى داخل البيوت عن طريق عقال الحارات

يدّعي القائمون على التوزيع اليوم بأنهم أكثر الماما ومعرفة بحاجة أهل البلد من انفسهم وهم جلّهم غرباء عن البلد من الاساس وليسوا من سكانها بل جاءوا من بعيد

طعنوا في مصداقية عقال الحارات وطريقة توزيعهم لتلك المعونة وهاهم يمنّون بتلك المعونة على مستحقيها بل لم يتمكن الكثير منهم من الحصول عليها ومن تمكّن منهم وحصل عليها فبطريقة بائسة وبطوابير طويلة وإجراءات وحراسات وأطقم ومن أماكن بعيدة جدا عن متناول الكل ولابد لك على الاقل من وسيلة لنقلها وكل ذلك يزيد تكلفتها ويزيد من معاناة الحصول عليها

لا أدري ما الحكمة من اسناد توزيع هذه المنحة لأولئك وما الداعي لذلك كون الناس راضية بما يصلها عبر تلك الطريقة التي كانت توزّع بها من يد عقال الحارات وكان الوصول إلى عاقل الحارة في حالة التظلّم لايستحق أكثر من اتصال لكي يتم تسوية الامر في حينها ولحظتها
وللوصول لاتلاف الخير لا توجد طريقة أو وسيلة لذلك فمن يتواجدون أمام الهناجر لتوزيع تلك المعونة لايدلّون المتظلم حتى إلى جهة أو مكتب أو إدارة يمكنه اللجوء لها ليصل لمبتغاه ولينقل معاناته او تظلمه ولكن كل مايمكن ان يقدّم له هو الشكوى لصندوق زجاجي موضوع أمام البوابة فهو كل مايمكنهم تقديمه له

لايوجد لتلك الجهة التي توزّع تلك المعونة عنوان محدد أو جهة يتواجدون بها
لم نسمع عنهم إلا من خلال تلك السلة أو كأن من أسند مهمة التوزيع لهؤلاء أراد تسويقهم أو إشهارهم.

لامعنى لذلك غير المزيد من الإمعان في إستغلال حاجة وظروف الناس الحالية وفي ظل الاوضاع المزرية التي تعيشها البلد

#صالح_فرج
الخميس 20ديسمبر2018م