آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:13 م

كتابات واقلام


البحر الاحمر وخليج عدن

الأربعاء - 12 ديسمبر 2018 - الساعة 10:32 م

سالم محمد الضباعي
بقلم: سالم محمد الضباعي - ارشيف الكاتب


مجلس الدول المطلة على البحر الاحمر وخليج عدن الذي يشمل 7 دول عربية مشاطئة للاحمر وخليج عدن وهي مصر ، الاردن ، السودان ، السعودية ، اليمن ، جيبوتي والصومال هو مشروع كيان جديد لهذه الدول بمبادرة من المملكة العربية السعودية والملك سلمان ابن عبد العزيز شخصياً اعلن عنه اليوم في الرياض .

التبرير الاولي والمبدئي لهذه المبادرة وهذا الكيان المنتظر هو الاضطلاع بمسئولية الحماية والامن لهذا البحر وخليج عدن الشديد الاهمية في حركة التجارة الدولية من جانب ، وكارضية لازمة للاستثمار الاقتصادي الامثل لثروات البحر والخليج والجزر العديدة المتناثرة فيه .
هل ياترى ان هذا المشروع سيمضي قدماً وينشأ ويتحقق بيسر ؟ وما هي الصعوبات والتحديات التي تجابهه ؟ .

بداية لا بد من التنويه الى ان هذا المشروع فكرة قديمة ظلت تراود الدول العربية وكانت اسرائيل واثيوبيا يشكلان العقبة الكبرى والمانع الاساسي في مشروع تعريب الممر البحري وكانت الآمال في ان استقلال ارتيريا عن اثيوبيا قد يدفع بالاولى الى عضوية الجامعة العربية مما سيقرب الآمال بفكرة التعريب لكن حسابات العرب عندما جاء الاستقلال لم تكن بحجم آمالهم فجاءت اريتريا خليفة لأديس ابابا من حيث الأنتماء والهوية الافريقية المستقلة عن العرب والعروبة والانفتاح على التعاون الدولي بما يخدم مصالحهم وليس المصالح العربية.
اذن ما هي الحيثيات الجديدة التي تدفع الدول السبع نحو تشكيل هذا الكيان الجديد وهل تغيرت العقبات والتحديات السابقة ؟؟

في تقديري وقرآتي المتواضعة فان الصعوبات والتحديات قد تضاعفت عما كانت عليه وان مجرد الاعلان عن تشكيل هذا الكيان سيدفع تلقائياً الى نشؤ محور مقابل يتمثل باريتريا واثيوبيا واسرائيل ومن البعيد القريب ايران وتركيا والصين .

وعلى الرغم من تأكيد المشروع انه ليس موجهاً ضد أحد الا ان اقتصاره على الدول العربية وبالقيادة السعودية يدفع بهذا الكيان الى عمق الصراعات الدولية والاقليمية التي تتجه نحو تشكيل نظام التعددية القطبية الجديد بديلاً عن نظام القطب الامريكي الواحد فالاهداف المعلنة لهذا المشروع يمكن تحقيقها من خلال التعاون الثنائي بين هذه الدول في اطار العمل العربي المشترك ودون الحاجة الى اعلان كيان عربي جديد لن يكون من شأنه سوى الدفع ومضاعفة اجواء التوتر وعدم الاستقرار .
مساء الاربعاء 12/ديسمبر/2018م