آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:25 ص

كتابات واقلام


ماذا تخفيه مفاوضات السويد القادمة لحل الأزمة اليمنية...!؟

الأربعاء - 05 ديسمبر 2018 - الساعة 09:44 م

محمود سعيد السقاف
بقلم: محمود سعيد السقاف - ارشيف الكاتب


بعد فشل المفاوضات المفاوضات الأخيرة التي كان من المقرر لها أن تعقد في جنيف من العام 2018 قدمها المبعوث الأممي مارتن غريفيث برعاية الأمم المتحدة تجمع أطراف صراع الأزمة اليمنية وكان سبب المفاوضات هو عدم قدوم الحوثيين للمفاوضات بحجة طلبهم في نقل الجرحى الحوثيين من صنعاء إلى مسقط عمان ،وكان رفض التحالف العربي لهذا الطلب بسبب أن الجرحى هم تابعين لحزب الله اللبناني كانوا يقاتلوا في صفوف المليشيات الحوثية في اليمن .
بعدها اشتدت المعارك في كل الجبهات وكان أهمها جبهة الحديدة ،جدد خلالها المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى وقف الحرب والعودة إلى الحوار ينهي الأزمة اليمنية ،بإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات بين أطراف الصراع في اليمن في شهر ديسمبر الحالي بإستضافة دولة السويد داعين الأطراف اليمنية إلى الإلتزام والمشاركة بدون قيد أو شرط برعاية أممية وبإشراف رسمي من الحكومة الأمريكية والفرنسية والبريطانية، آملين من خلال هذه المفاوضات القادمة أن تنهي الأزمة اليمنية للعمل على القضايا الإنسانية والاقتصادية .

مستقبل المفاوضات :
في الحقيقة هناك إقبال كبير على هذه المفاوضات القادمة ودعم مباشرة وغير مباشرة لدعوة المبعوث الأممي مع آمال وتطلعات المواطنين في الشمال والجنوب بنجاح المفاوضات المقبلة ،مع ضغط دولي كبير على أطراف الصراع في المشاركة والموافقة على نتائج المفاوضات ،ومن المتوقع أن تنجح هذه المفاوضات وتحقق نتائج إيجابية بعد ظهور ملامحها في الجانب الإقتصادية بتحسن العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية وانخفاض ملحوظ للسلع الغذائية واستقرار توفير المشتقات النفطية وتوقف العمليات العسكرية للتحالف العربي في جبهة الحديدة الذي تمثل مصدر قوة الحوثيين وأهمية استراتيجية للتحالف العربي في تحرير مدينة الحديدة .

أما عوامل الفشل في المفاوضات القادمة :
تتمثل عوامل الفشل في المفاوضات المقبلة إذا فرض الحوثيين شروط ذهابهم إلى السويد للمشاركة في المفاوضات وفي نيتهم تعطيل المفاوضات، ولكن سوف تتقلص فرصة الحوثيين إذا لم تنجح المفاوضات القادمة ونتائج الفشل باتنتهي بسيطرة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقوات الرئيس هادي بمساندة أبناء الجنوب على مدينة الحديدة وميناؤها الإستراتيجي .

أما وضع السعودية والقوى الدولية من المفاوضات القادمة :
كانت مع زيارة ولي العهد السعودي " محمد بن سلمان " إلى بريطانيا والإتفاق بين الرياض ولندن على أن تلتزم السعودية وحلفائها بتحمل إعادة الإعمار ومخلفات الحرب في اليمن، وهو الدور الذي ستقتصر عليه السعودية في المرحلة المقبلة مع تدخل المباشر البريطاني في المفاوضات السياسية المقبلة، وفي تصريح السفير البريطاني السابق لدى اليمن أن المفاوضات المقبلة ستكون مختلفة عمّا قبلها من ناحية تمثيل القوى المتصارعة، من بينها حزب المؤتمر الذي تسعى بريطانيا إخراجه من تحالفه مع الحوثيين وجعله طرفاً ثالثاً إلى جانب صنعاء وحكومة هادي .
وفي تصريح السفير الأمريكي "ماثيو تيولر" يثبت وجود توافق دولي على أن يكون هذا السيناريو هو المتفق عليه للصراع القادم في اليمن الذي سيكون صراعاً ناعماً أكثر منه عسكري وبأطراف جديدة ستشارك فيه، فالجميع يؤكد على ضرورة إيجاد حل مؤقت للوضع الإقتصادي المتدهور، حتى وإن استمر الوضع العسكري، عبر تحييد الإقتصاد من خلال إبعاد المؤسسات المالية عن الصراع، بعد ضمانات القوى الدولية في إبقاء الورقة الإقتصادية في يدها للتخفيف من معاناة المواطنين .

أما وضع الجنوب من المفاوضات القادمة :
حسب ما نراه من المبعوث الأممي بأن هناك حرص من المجتمع الدولي على إشراك الجنوب في أي مفاوضات قادمة لضمان نجاح المفاوضات وتحقيق خطوات إيجابية تنهي الأزمة اليمنية أو نقلها إلى الوضع القانوني والدستوري يشمل كل الأطراف، ولكن إشراك الجنوبيين في المفاوضات لن يكون على المستوى المشاركة الأساسي وإنما إشراك من تحت الطاولة تفرض على الجنوبيين توقيع إتفاقية العودة إلى الحوار الوطني المنعقد في 2013م حسب نص مبادرة المبعوث الأممي مارتن غريفيث ،وفي ظل المحاولات الكثيرة لتمزيقه وتشتيته القضية واشغال الداخل الجنوب بالخلافات ،ولايخفي على الجميع بأن هناك قناعات كاملة للمجتمع الدولي في عدالة القضية الجنوب ولكن المتغيرات السياسية وضعت الجنوب في وضع لايحسد عليها طالما أن الحرب مازالت مستمرة في الشمال وتحت سيطرة الحوثيين وهذا يجعل دول التحالف العربي أن تنظر إلى وحدة اليمن بعين الحرص وحل قضية الجنوب قبل إنتهاء الحرب في نظرهم تعني قيام دولة في الشمال يحكمها المليشيات الحوثية التابعة لإيران تهدد أمن المنطقة وهذه التوجهات تقيد حركة الجنوب والتقدم في تحقيق نجاحات إيجابية، وهذا في نظري ليست مشكلة بالعكس تعطي فرصة للجنوبيين بترتيب البيت الداخلي وتكثيف الجهود للداخل والاستغناء عن الخارج حتى إنتهاء الحرب والعمل على خطاب معتدل يطمئن المجتمع الدولي بأهداف ومستقبل القضية الجنوبية.