آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 11:55 م

كتابات واقلام


هل اخرس الشيطان الكل؟!

الجمعة - 30 نوفمبر 2018 - الساعة 10:32 م

نصر زيد
بقلم: نصر زيد - ارشيف الكاتب


أصبح المواطن البسيط أسيرا للمعاناة اليومية التي أثقلت كاهله وأثرت عليه من كل الجوانب معيشيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا، لذا تراه يرى الباطل بين يديه ولا يحرك ساكنًا ولا يستطيع أن يواجه الواقع المفروض عليه بإيجابية المواطن البسيط، لا يستطيع أن يعبر عن نفسه ليواجه التحديات التي تنغص عليه صفو حياته في شتى المجالات والصُعُـد.

غلاء فاحش تضاعفت فيه أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بنسبة تجاوزت ثلاثة أضعاف اسعارها السابقة ، الفساد استشرى في كافة مفاصل المرافق والأجهزة، الفوضى والعنف والاغتيالات والاختطافات والاغتصابات وتدهور الخدمات، كل هذه وغيرها من الظواهر السلبية يقف المواطن تجاهها موقفًا سلبيًّا.

سلبية المواطن العنوان البارز للواقع المعاش، فقد عملت الحكومات السابقة واللاحقة على تجسيد وغرس صفة السلبية في مواطنيها من خلال الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي، واستطاعت فرض سياسات الفوضى الخلاقة وجرعات التجويع وإذلال مواطنيها المنشغلين بحياتهم اليومية غير الملتفتين للشأن السياسي والفساد الحكومي، تلكم الحكومات التي سعت لتمرير كل مخططاتها ومراميها على الشعب البسيط، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه "الفوضى الخلاقة".

وأصبح المواطن البسيط يجد صعوبة في الحصول على قوت يومه ولا يجده في أحيان كثيرة .. معاناة الناس أصبحت هدفًا استراتيجيًّا للفاسدين في الحكومة وأخطبوطات النهب والسلب والمتاجرة بأرواح الناس وقوت يومهم.

سلبية المواطن أسهمت في انتشار الظواهر السلبية في حياته، وهو يتحمل نصيب الأسد بصمته عليها وقبوله بها دونما أدنى رفض واستنكار.

سلبية المواطن أنسته واجبه الديني والأخلاقي تجاه نفسه ومجتمعه وحاضره ومستقبله، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإصلاح الأوطان والمجتمعات يبدأ من إصلاح الذات، فيجب علينا التخلص من هذه السلبية وأن نترك مقولة "عيش يومك" لنتفرغ لرسم المستقبل من خلال تغيير الحاضر والاستفادة من عبر الماضي.