آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 03:35 م

كتابات واقلام


عندما يتعايش أهل عدن مع الأوضاع المزرية ... ماذا يعني ذلك ...؟

الثلاثاء - 30 أكتوبر 2018 - الساعة 11:02 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


أهل عدن هم من سكنوا فيها واتخذوها موطنا لهم وتوارث الاجداد والاباء والاحفاد منها ثروة زاخرة وتراث حضاري مدني اتخذوا منه وسما ورسما يعرفون به بين الناس لدماثة اخلاقهم ورقيهم الحضاري فيقال عن الواحد منهم من الوهلة الاولى ... هل انت من عدن .. ؟ فيقول بكل اعتزاز. . وكيف عرفت ..؟ فيجيب اهل عدن تعرفهم من اول نظرة .... هم اهل العلم والمعرفة والثقافة والفن والحرفة والمهارة والخبرة في كل المجالات هم الاول وبعدهم تأتي المدن والدول لقد ابدعوا وبرعوا في كل شيء استخدموا ماحباهم الله به من نعم فأحسنوا استغلالها استفادوا من الجبال فالصقوها ببعضها ليجعلوها خزانات المياه في الصهاريج وبنوا قلعة لم تختلف عن الجبل الذي بنيت فيه وكانها مع الجبل ولدوا في يوم واحد حطوا سفنهم التي بنوها بايديهم في موانئهم الممتدة بين الجهات الاربع زرعوا ورعوا واصطادوا وصنعوا وصاغوا ونسجوا وحاكوا وشيدوا مباني تخلدت مع خلود المدينة وتراثها الزاخر انهم اهل عدن المتطيبون بالروائح الزكية على اجسادهم وملابسهم ومساكنهم ومساجدهم ومكاتبهم وشوارعهم اناروا الازقة بقناديل الزيت في كل حي وجمعوا مخلفاتهم اليومية وواروها بعيدا عن الانظار خلف المدينة حتى لاتخدش منظرها الجميل زينوا حاناتهم وبقالاتهم ومحلاتهم التجارية بالزينة كانها اعياد او اعراس لجذب الزبائن ينزل الناس الى الشوارع ليستجموا وليتنقهوا وليمتعوا انظارهم بالمناظر الخلابة انهم اهل عدن من يعملون سوية كل شيء واي شيء يقضون اجازاتهم في تقليم الاشجار في الحدائق العامة والمتنفسات يكنسون شوارعهم وعماراتهم ويغسلونها بالماء والصابون صباح كل جمعة وليلة العيد لاتعرف اين هي بيارات المجاري ولا صمامات المياه وكيبلات واسلاك الكهرباء لاتراها فتتعب نظرك بمناظرها لانها مخفية , توقظك كل صباح زقزقة العصافير وهبوب النسائم العطرة التي تنفض اوراق الشجر لتبعث لكل بيت تحية صباح الخير عالم جميل يقشعر البدن من ذكره وسحره واثره انها عدن مدينة المحبة والوئام كم نتشوق ليعود لنا يوما واحدا من ايامها يمتزج بحاضرنا المزري عله يغسله وينقيه
عدن الامس تخجل اليوم من حال ابناءها وشكلها المشوه والممزوج باقبح الخصال واسوأ الفعال عادات غير العادات اهمال وتسيب واتكال ولا مبالاة تخلي وهروب , فقدان للاحساس بالمسؤولية كلهم ينظر للمسؤول الرسمي ولايحاسبوه او يساعدوه يمرون فوق القاذورات والاوساخ والسوائل المزرية قبيحة المنظر والرئحة عوائق وحواجز . تنطع بالألفاظ والايدي والاسلحة وكاننا في تكساس الجريمة تجري في شوارعها دون خجل او خوف لاننا في مبدأ وانا مالي خلينا بحالي تفسخ وانحلال انتهاكات و مخالفات وعوائق فساد وعبث وخيانة الأمانة غش وتزوير وتبرير وتمرير تجمع للقمامة والمجاري والمجالس الشبابية في آن واحد لاتجد احد ينظف الشوارع الا عامل النظافة وكل الناس ينتظرون حتى ينتهي من عمله تهور وتدهور يومي في كل شيء لارعاية ولاعناية ولا من صحوة ضمير ستبنى المدن وستنهض الدول وستمر الحضارة واامدنية من امامك ياعدن واهلك عنك غافلون يجلسون في المقايل ليستريحوا وكأنهم قد انجزوا كل مهامهم اليومية والمستقبلية منغمسون بالأوهام والتخيلات بالهراء والهرولة الى الهاوية ان المدن لتنهض بتشمير السواعد وخدمة الاوطان والبذل والعطاء مع قليل من الراحة البدنية ان عدن يوما ما ستبنى وستنهض وستلحق بالركب فاحذروا ان يتم ذلك وانتم في المقايل تترددون وتنظرون وتتفلسفون وتتهرطقون وتنفقون اموالا تساوي قيمة بناء مدن وليست مدينة كعدن فقط , انه العار والخزي لكم يا اهل عدن ان تتأخروا حتى اليوم وانتم لم تغسلوا ايديكم بعد من آثار الطعام لقد مضى عليكم دهرا وانتم تتعايشون مع الاوضاع المزرية وتتطبعون مع المناظر القبيحة في وجه حسناء المدن مدينتكم عدن قوموا وانهضوا وارسموا خارطة الطريق لاستعادة عدنكم المفقودة واحيوا تراثها الجميل وابنوا عدن الجديدة فلقد تأخرتم كثيرا وبدأنا نشك في نواياكم وصدق حبكم وانتماءكم لعدن لتكن عدن قبلكم وحبها قبل حبكم لانفسكم وانزعوا عنكم السفه والفسوق والعصيان وكرموا انفسكم بالانتماء اليها بعد ان تستعيدوها من براثن الجهالة والاهمال واللامبالاة وتذكروا دائما ان عدن امانة في اعناقكم فلاتخونوا الله ورسوله وتخونوا امانلتكم وحفظ الوطن امانة وعدن وطننا نحميها ونبنيها ولن يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم ولاتنتظروا قرار مجلس الامن والدول المانحة والمبادرات الخارجية والانتهاء من المسرحية فاليوم اليوم قبل الغد ولاتؤجل عمل اليوم الى الغد ولتكن عدن الجديدة حلمنا ونسجل أسمائنا في سجل التاريخ المعاصر لأجيال القادمة وليقرأوا عنا إننا نحن من بنى عدن الجديدة 2020 م