آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 05:17 م

كتابات واقلام


المهرة بين موقفين كلاهما مُر

الخميس - 25 أكتوبر 2018 - الساعة 03:08 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


قد يكون من السهل على بعضنا العثور على اجابات مقنعة الى حد بعيد لعشرات الاسئلة التي نشات مع ضرب اعصار (لبان) لمحافظة المهرة اليمنية وما الحقه بها وبابنائها من دمار واسع، لم يُبقِ شيئاً فوق الأرض وتحت السماء من انسان وشجر وزرع ومنازل ودواب ومراكب صيد إلا أحاط به هدماً وقتلاً وتجريفاً.
كاسالة جاءت ملازمة لضآلة وبخس ومحدودية الالتفاتة المتأخرة جداً للاعانات الاغاثية الخارجية،وتحديدا منها القادمة من دول التحالف من جهة. والاستجابة البائسة للجهات الرسمية الداخلية التي علاوة على تعثر انتباهتها المتاخرة والتفاعل مع ما اصاب محافظة المهرة، والذي اتسم بكونه تفاعلاً مقتصراً على اعلان محافظة المهرة محافظة منكوبة، مع بعض الحضور الخفيف والمستعجل لممثلي الدولة الذي تبعه غفلة مطولة من جانب اخر.
ورغم ما ينطوي عليه هذان الموقفان من تناغم وتشابه حد التطابق. الذي قد لايعجز احدا من العثور على اجابات حولها مجتمة.

، إلاَّ إن الأمر الأكثر مرارة بل والأشد غضاضة هو ذلك الغياب لمشاعر الغيرة والألم والتفاعل الايجابي والخروج والحضور المكثف والتلقائي للمجتمع في مختلف محافظات الجمهورية من خلال مختلف فعالياته مع ما أصاب أهله وذويه وحاملي أبرز وأعلى علامات حضارته القديمة المحبة للحياة والتعايش والصدق وصفاء الروح والسريرة، وربما عنَّ لنا هنا ان نسترجع تلك المشاعر الفياضة والقوية التي كان يبديها الانسان اليمني في كل جزء وشبر من الوطن تجاه تعرض أخيه اليمني لاى محنة في أي جزء وشبر من الوطن.. كانت مشاعر لا تستطيع قناعة أو سياسة أو توجه ان يعيق تفجرها اويخنق ويحاصر أوجه تجلياتها الغنية بالكلمة والفعل والعطاء والنجدة.
هذه المشاعر التي مازال جيلها يسعى ويتنفس بين ظهرانينا والذي لا شك تملأ جوانحه وجوارحه تساؤلات عن سبب بهوتها وظمورها في الوجدان وتلاشيها وعدم قدرتها على الانبعاث والتجدد فيه كمشاعر كانت تشحذ هممه وتقوي أواصر ارتباطه وانتمائه وتسمو بعواطفه وتشعره بمكانته ودوره كانسان.
حقيقة لقد أحسست بالاحباط والألم والضعف المهين والمذل وأنا أفتش دون طائل عن أسباب ومبررات خفوت تلك المشاعر تجاه أمي وأخي وأبي وجدي في محافظة المهرة وهو يواجه كالسيف منفرداً شراسة ذلك الاعصار، وكم زاد وقوعي في مهاوي لا تُحَد من الاحباط والوهن النفسي والروحي والرعب والخوف اللا محدود واللا متناهي من المستقبل عندما رحت ألمس تطابقاً بين ما بداخلي من أحاسيس ومشاعر وبين مشاعر وأحاسيس الشارع الذي انتمي إليه وأعيش فيه.
خصوصا وانا اقف امام عشرات الاسئلة دون ان اوفق في الوقوف على اجابة واحدة مقنعة . بخصوصها.