آخر تحديث :السبت - 20 أبريل 2024 - 05:54 م

كتابات واقلام


ساعتان في الزفة

الإثنين - 10 سبتمبر 2018 - الساعة 01:28 ص

د. وائل لكو
بقلم: د. وائل لكو - ارشيف الكاتب


عكس فيلم 10 ايام قبل الزفة معاناة الناس في عدن عقب الحرب المدمرة التي مرت على المدينة منتصف العام 2015 وما ترتب عليها من مأساة عاشها سكان المدينة ، ورغم ما مر من سنوات على تلك الحرب وما اعقبها من تحرير دفع فيه الناس اغلى ما يملكون الا ان آثار الحرب لازلت قائمة ولم يتم حتى اليوم اعادة اعمار المدينة او تعويض السكان المتضررين حتى يتمكنوا من اعادة اعمار ما خلفته الحرب ، ومع طول امد الحرب وعدم انتهائها ظهرت نتائج كارثية اخرى يدفع ثمنها المواطن المغلوب على امره حيث انهارت العملة المحلية وارتفعت اسعار المشتقات النفطية مما ترتب على ذلك زيادة في اسعار المواد الغدائية وايجارات المساكن وعدم مقدرة الشباب على مجارة ذلك الارتفاع وتوقف احلامهم البسيطة وعدم رغبتهم في المواجهة والبحث عن اعمال لا تليق بقدراتهم في بلدان بعيدة هربا مما يدور في بلدهم من صراع اقليمي لا يعرفون متى سينتهي. فيلم عشرة ايام قبل الزفة هو الفيلم المحلي الاول في عدن خاصة واليمن عموما والمنتج تجاريا والذي لقي اقبالا منقطع النظير بعد فترة من توقف عرض الافلام السينمائية بسبب اغلاق دور العرض السينمائي وعدم رغبة الانظمة السياسية المتعاقبة على الحكم في اليمن على الاهتمام بتأهيل دور العرض السينمائية او حتى الاهتمام بأيجاد صناعة للسينما المحلية حتى لا ينكشف المستور وتحدث حالة من الانتقاد الذاتي لحكام تلك الانظمة ، فالسينما مرآه للشعوب تعكس احلامهم وتوضح اوجاعهم وتكشف اخطائهم وتنتقد اوضاعهم ، فصناعة السينما في مجتمع يعاني من الصراعات المحلية والتخلف الثقافي والفقر الاقتصادي كالمجتمع اليمني يعني اننا سنكشف عوراتنا وستنفضح انظمتنا المستبدة الأمر الذي سيلحق الأذى بمنظومة الحكم العاجزة عن اسعاد الشعب او حتى تحقيق الأمن الاجتماعي له مما لايساعد على بقاء تلك الانظمة الفاشلة. كما إن صناعة السينما تساعد على إصلاح تلك الاخطاء المرتكبه من قبل الساسة والمشرعين وتساعد الشعوب على محاسبة محدثي تلك الاخطاء حتى لا تتكرر المآسي ويتثوارثها الاجيال ، ومما لا شك فيه ان صناعة السينما تنقل ثقافة المجتمع لغيره من المجتمعات الأمر الذي يساعد على استيعاب الثقافات المتعددة ومعرفة الآخر والسماح بفتح حوار جاد بين الشعوب والحضارات المختلفة الأمر الذي يخفف من حدة الاختلاف مع الأخر ،كما توفر صناعة السينما العديد من فرص العمل للشباب لاظهار ابدعاتهم ومواهبهم وتحسين ثقافتهم بل وحتى اسلوب تفكيرهم ومخاطبتهم مع الاخرين ولا اقول بأننا نفتقر لتك الموهبة عند الشباب بل على العكس عندنا الكثير من المواهب الشابة القادرة على الابداع والنجاح. فيلم عشرة ايام قبل الزفة فتح الطريق لايجاد صناعة سينما حديثة في اليمن قادرة على انتاج العديد من الاعمال السينمائية والدرامية بمختلف الوانها بل ان هناك العديد من الفرق والمواهب الفنية في مختلف المحافظات ستجد الفرصة للظهور ونقل ابدعاتها الى اكبر عدد من المشاهدين مما يساعد على توفير ارباح يجنيها صناع العمل الفني، فالاقبال الجماهيري لفيلم عشرة ايام قبل الزفة وكذلك الاقبال على العروض المسرحية التي صنعتها فرقة خليج عدن ومخرجها المبدع عمرو جمال من قبل تؤكد بان مستقبل صناعة السينما والمسرح والدراما التلفزيونية واعد بالنجاح شريطة توفر رأس المال الذكي والذي بستطاعته ان ينمو ويتطور ويصل الى ماوصل اليه صناع الدراما في الدول المتقدمة اذا ما وجد الدعم والمساندة من قبل الدولة فلا يجوز ان نعتمد موازنة لوزارة الثقافة دون ان يكون لنا مثقفين يظهر ابداعهم وينقل للمشاهد في الداخل والخارج ولا يجوز ان يكون دور الوزراة عمل صندوق لنقل المبدع للخارج بغرض العلاج فالاولى ان تقدم الدعم المالي والمعنوي لإظهار ابداعه وتوفر الاماكن اللائقة لعرض تلك الاعمال الفنية حتى تنمي موهبته وتحفظ كرامته.