آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:43 م

كتابات واقلام


كدت أفقد معنى الآدمية في مكتب اليمنية

الأربعاء - 29 أغسطس 2018 - الساعة 02:15 م

نزار أنور
بقلم: نزار أنور - ارشيف الكاتب


دعوني أضعكم أيها السادة الأعزاء أمام ذلك الشعور الذي قد يشعر به أحدنا و هو في مكتب الخطوط الجوية اليمنية في عدن، و بعيدا عن المبالغة أو الشطط في الطرح و إجتهادا للوصول إلى الموضوعية و ملامسة ذلك الواقع كما هو و أظن و أنا أكتب هذه الكلمات قد يوافقني الكثير ممن قد مروا من بوابة هذا المكتب أنهم لامسوا ذلك الشعور بما قد يوافق موضوع الطرح كما هو دون زيادة أو نقصان . في البداية و على خلاف ما جرت العادة عليه في أي مكتب خطوط جوية في بقعة في العالم حتى تلك التي تمر بظروف مشابهة لظروف بلدنا الحالية فإنه يجب عليك عزيزي المواطن التي ترغب في السفر إلى الخارج لأي غرض ما أن تضطر لحجز مقعد سفرك في أقرب رحلة ممكنة و عادة تكون هذه الرحلة بعيدة جدا عن الموعد الذي ترغب فيه السفر ، لكن لا تقلق فأنت في عدن إبتسم فأنت في ثغر الوطن الباسم الذي لم يعد كذلك منذ وقت طويل، لذلك فإن الحلول لمشكلتك موجودة فقط عليك أن تدفع غرامة لكي تنال حق من الطبيعي كما تقدمنا أن تحصل عليه في أي بلد في العالم حتى في الصومال و لعلي هنا قد ظلمت هذا البلد الشقيق الذي صارت أحواله أفضل بكثير من أحوالنا الحالية هنا في عدن و نتمنى من الله أن تتحسن أحوالهم أكثر و أكثر علنا يوما ما نجد عندهم ملكا لا يظلم عنده أحد ، المهم بالعودة إلى حديثنا عن الغرامة المالية المدفوعة للحصول على حجز بتاريخ أقرب رحلة سفر ممكنة لا يقف الأمر فيه عند دفعك للغرامة توقف عزيزي المسافر عليك أولا أن تمر بمرحلة التأكد و التأكيد قبل الدفع و في تلك المرحلة عليك أن تكون محظوظا جدا لتمر منها في أحسن تقدير بعد محاولتين أو ثلاث أعني يومين او ثلاثة ايام ذهابا و إيابا إلى مكتب ذلك الموظف الذي و للأمانة يبذل قصارى جهده أو بالأصح تبذل قصارى جهدها للقيام بعمل ما يمكنها عمله للإيفاء بطلبات العديد من أولئك المحتشدين أمام باب مكتبها، ناهيكم عن تلك الإحراجات التي تتعرض لها تلك المسكينة و ذلك العمل البدائي للتواصل لتأكيد حجوز الرحلات و ذلك الغضب الذي تحصده من بعض الواقفين عند باب مكتبها ينتظرون دورهم في الدخول ، حقيقة لا أعلم كيف يمكنني أن أصف لكم معنى أن يشعر المرء هناك أنه ثم أخيرا تأكيد حقه بالحجز في السفر بعد طول هذه المعاناة يمكنني القول أنه شعور بتحقيق إنجاز ضخم و كبير لشيء هو من الطبيعي أن يناله بكل يسر و سهولة ، هناك أمر آخر أريد أن أشير إليه في تلك المغامرة الاستثنائية هناك مجموعة من العاملين في ذلك المكتب يمكننا أن نوزعهم إلى صنفين هما : 1 _ صنف متمرس يعرف ما يقوم به بكل ما تحمله الكلمة من احترافية و هم قلة للأمانة يشعروك نوعا ما بأنهم فريدون و مميزون مقارنة بحجم و عدد الصنف الآخر من خلال تجربتي تمكنت أن أميز ذلك بجلاء و وضوح كبيرين على سبيل المثال تلك الموظفة التي تحدث عنها سابقا و بعض من رأيتهم في مكاتبهم و في الكونترات يعملون بهدوء و سلاسة تامين و لا أنسى الأخت / مديرة قطاع المبيعات هناك و التي حين تقدمت لها بشكوتي تقبلتها بسعت صدر كبيرة بل و بادلتني هي أطراف الحديث حين عرضت علي أيضا شكواها هي لتلك الأوضاع التي يمر بها المكتب . 2_ الصنف الآخر هم مجموعة من العشوائيين القليلون الخبرة و مع قلة خبرتهم تلك لا يرغبون أيضا في الإستفادة من تجارب من سبقهم و عندهم شعور أنهم يتسلطون على رقاب الناس من مواقعهم تلك و جلهم تقريبا من الموظفين الجدد ، الذي على ما يبدوا أن فيتامين واو هو من أتى بهم إلى تلك الوظائف و ذلك الاستحقاق الذي يبدوا أنهم لا يستحقوه لأنهم لم يعملوا أو يبذلوا ما يجعلهم مقنعين كأقرانهم السابقون اللذين أشرنا إليهم بأنهم يستحقونه ، لذلك كنت أرى غضب و سخط و دعوات الناس تنهال على الجميع ليس لأن الجميع هناك سيء بل بسبب هؤلاء و من جاء بهم إلى هناك دونما تدريب أو تأهيل ، إلى هؤلاء أود أن أقول أن عليهم أن يتعلموا الكثير و أن لا يخجلوا من ذلك فما زالوا في بداية طريقهم و لكي يحظوا بإحترام و تقدير الجميع عليهم أن يتسألوا كيف حصل زملائهم على ذلك ، هنا سيظهر من يريد ان يعمل و يتقدم و من يريد فقط الحصول على المال فقط بأي طريقة كانت. في الأخير ربما هذا الأمر ليس حكرا فقط على مكتب الخطوط الجوية اليمنية و قد يكون في هذه الفترة الزمنية أصبح أمرا شائعا في جميع المؤسسات الحكومية أو المختلطة و ربما هذا ما يفسر تدهور العمل الإداري و المهني في قطاعات الدولة برمتها و الذي ينعكس بدوره سلبا على حياة المواطنين حتى يصلك الشعور بأنك تكاد تفقد آدميتك حين المرور بإحدى تلكم الممرات لتلكم المكاتب . كتب / نزار أنور عبدالكريم