آخر تحديث :الجمعة - 19 أبريل 2024 - 09:43 م

كتابات واقلام


لن تحكمنا السلالية !!

الأربعاء - 08 أغسطس 2018 - الساعة 03:20 م

د. علوي عمر بن فريد
بقلم: د. علوي عمر بن فريد - ارشيف الكاتب


•الدين كان وما يزال وسيظل، واجهة الصراعات على الحكم والمال والجغرافيا ،ولن نقبل اليوم أن يحكمنا الحوثيون أو غيرهم باسم العرق والدين والدم الآري النقي ،فليس هناك ما يثبت نسب هؤلاء الذي يريدون التسلط على رقابنا ويؤكد نسبهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، هناك فحص للحامض المنوي (دي إن إيه )وحتى إن حدث ذلك، فهم محل تقدير وحسب لا استعباد واستئثار بالحكم من دون الناس ، وإذا كان أشرف خلق الله لم يدع هذا لنفسه ، بينما لجئوا هم بقوة السيف والترهيب والتجهيل على اليمن وأهله قرونا من الزمن ،وقد جسد تلك الطموحات السيد محمد أحمد الشامي بعد ثورة 26 سبتمبر عام 1962م حين أرسل قصيدة للملك فيصل بن عبد العزيز بعد سقوط الإمامة في اليمن ولجوئهم إلى السعودية يقول فيها : قل لفيصل والقصور العوالي إننا نخبة أباة أشاوس سنعيد الإمامة للحكم يوما بثياب النبي أو بثوب ماركس فإذا ما خابت الحجاز ونجد فلنا أخوة كرام بفارس ولنا هنا وقفة مع التاريخ : فعندما انتشرت اليهودية في اليمن ،يقابلها الوثنية دينا راسخا عند العرب ، طمعت الروم في السيطرة على البحار المطلة على الجنوب العربي . •حرضت الروم ملوك الحبشة، على احتلال اليمن، بعد محرقة الأخدود لنصرة أهل نجران، الذين اعتنقوا المسيحية آنذاك ، وقذف ذو نواس بعشرين ألفا منهم في جحيم نيران الأخدود ، فاستنصر رجل منهم يقال له : دوس ذو ثعلبان بقيصر الروم ،وأخبره بما حل بالمسيحيين في نجران ،فكتب قيصر إلى ملك الحبشة، وهو على دينه، يأمره بنصره والطلب بثأره ، وحرضه على احتلال اليمن ، وكان الوهن قد دب في العرب، وفي أهل اليمن ،منذ انهيار سد مأرب . •بنا أبرهة الحبشي "كنيسة القليس" في صنعاء ،حتى تحج إليها العرب ،ويتمكن من تغيير طرق القوافل والتجارة ، وأبى العرب ذلك لأنهم أهل كرامة ،أن يدخلوا في المسيحية بحد السيف ،وأبوا تغيير مسار قوافلهم !! •كان العالم القديم يحكم من قوتين رئيسيتين هما : فارس ، والروم ،وقد اغرقوا القبائل العربية ،في النزاعات والحروب فيما بينها ، وحولوا بعضها إلى حرس حدود لتجارتهم ، وعمال جباية الأموال خزائنهم . •استنجد سيف بن ذي يزن بقيصر الروم ،طالبا نصرته، فأبى أن ينصره ،على بني دينه ، ثم وفد على كسرى الفرس ،طالبا نصرته ،لإخراج الأحباش من اليمن ، ولكن كسرى استثقل خروج جيوشه إليها لبعدها وقلة خيراتها ، وأعطاه مالا فخرج ونثره على الباب ، فاندهش كسرى من تصرفه .. واستدعاه وسأله :لماذا نثر عطيته على أبواب قصره ؟؟ فقال له سيف بن ذي يزن : لم آتك طالبا المال ..فجبال اليمن ذهب وفضة ، وإنما جئتك طالبا النصرة لإخراج المحتل ، ورفع الظلم عن بلادي !! •شاور كسرى وزراءه ، فأشار عليه كبيرهم بإرسال المساجين المحكوم عليهم بالموت ،فوافق على رأيه وأرسل معه تسع سفن على متنها ألف رجل من عتاة المجرمين والقتلة ،ونزلوا في خليج عدن ،وانضم إليهم جموع من القبائل ، فقاتلوا الأحباش حتى قضوا عليهم . ونحن اليوم نقول للفرس : شكرا لا حاجة لنا بصواريخكم ،وهدايا الموت التي ترسلونها إلى اليمن ، عبر سفنكم ، وهي مردودة عليكم ، لأنها تقتل شعبنا وجيراننا ، نقول لهم : لقد لقي أبرهة الأشرم وجيشه وأفياله مصارعهم ، على مداخل مكة المكرمة ،ولم يتمكنوا من هدم الكعبة ،لأن لها رب يحميها ، وأرسل الله عليهم طيرا أبابيل فجعلهم كعصف مأكول ..ولا يوجد اليوم أبرهة في اليمن ...الذي بقي هو: شعب اليمن ،والتاريخ الشاهد على ذلك أن العرب لا زالت تلعن أبي رغال دليل أبرهة ، بل وترجم قبره بالحجارة !! •وبلا شك سترجم غدا قبور من استدعوا إيران ، وارتضوا أن يكونوا وكلاء لها في اليمن ، وارتضوا أن يكونوا أداة طيعة في يدها ،لقهر الشعب اليمني ، وإقلاق جيرانه بصواريخها البالستيه وخبراؤها العسكريين وطائراتها المسيرة لمهاجمة الأراضي السعودية . • نقول للفرس اليوم لا حاجة لنا بكم وبالحرس الثوري ، فلا يوجد في اليمن أبرهة ولا جيوشه ، بل يوجد فقط الشعب اليمني في أرضه ، وهو لن يقبل نظام التوريث ، بعد أن اتضح لهم ،أن الحركة الحوثية ليست سوى " طابور خامس "ينفذ تعليمات " الولي الفقيه" وأجندته الإقليمية التوسعية !! •نحن نرفض سلب هويتنا العربية أو رهن مصيرنا ، ونرفض تدجيننا في حضائر الفرس عبر الحركة الحوثية الدخيلة على اليمن ،ولن نقبل تحويل بلادنا إلى منصة للعدوان ،على أشقائنا في الجزيرة والخليج العربي !! •لقد تجاوزت الحركة الحوثية، كل الحدود الإنسانية ،والأخلاقية والدينية ،وفاقت في استهدافها مكة المكرمة واعتدائها الآثم ..أبرهة الأشرم وأصحاب الفيل ، بل والقرامطة في اعتدائهم على الحج والكعبة المشرفة !! •وأخيرا نقول :لقد كان الثمن باهظا للغاية عندما رضي سيف ن ذي يزن بدفع الجزية لكسرى الفرس ليس هذا فحسب ، بل وتقاسم الحكم مع رجل فارسي ، ليكون نائبا عنه ، فهل ما فعله هو الصواب ؟؟ وهل كان سيف بطلا عربيا أم أنه مجرد أسطورة عالجت الهزيمة العربية ، وحولتها إلى نصر أجنبي توارثت العقلية العربية إنتاجه ؟؟ وهل ما يحدث في اليمن اليوم هو استدعاء للتاريخ مع البون الشاسع بين أبطاله واختلاف أهدافه ومبرراته ؟؟ وهل هو تكرار لمراحل تاريخية سابقة لم يتوقف تكرارها ؟؟ د. علوي عمر بن فريد