آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 06:15 م

كتابات واقلام


ماذا يحدث في مطار صنعاء ؟

السبت - 21 يوليه 2018 - الساعة 09:05 م

محمد عبدالله القادري
بقلم: محمد عبدالله القادري - ارشيف الكاتب


الاسبوع الاخير يشهد تحركات مشبوهة للطيران الاممي الذي يهبط في مطار صنعاء بشكل يومي ، فمن قبل كانت تهبط في المطار طائرتين او ثلاث يومياً ، ولكن منذ رفض الشرعية لمقترح المبعوث الاممي بشأن التقايض الذي عبره يقوم الحوثي بتسليم الحديدة للامم المتحدة مقابل انسحاب الشرعية من صعدة ، اصبحت تهبط في مطار صنعاء طائرات عملاقة تتبع الامم المتحدة ، وهو الامر الذي أثار استغراب ولفت انظار من يقيمون حول المطار بشدة ، وجعلهم يتسائلون لماذا جاءت هذه الطائرات وماذا تحمل ؟ لو كانت تلك الطائرات تأتي بالاغاثة والمساعدات كما تدعي الامم المتحدة ، لكانت صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الانقلاب قد غرقت بتلك المساعدات والاغاثات ، ولكن الحاصل انه لا يوجد اي أثر لتلك المساعدات في صنعاء بل والمناطق التي تقع بقرب المطار وحوله ، والذي يحصل هو خروج حمولات متواصلة مغطاه بشكل قوي وعليها حراسة مشددة ، وهو ما يعني انها اسلحة يتم نقلها من المطار . الطائرات العملاقة الكبيرة التي تهبط مؤخراً ، لا يستبعد ان تكون حاملة صواريخ كبيرة ومضادة للطيران ، بل ان البعض لم يستبعد انها تحمل طائرات ولعل الطيران بدون طيار وغيره الذي يستخدمه الحوثي قد وصل من إيران عبر مطار صنعاء وأتت به الامم المتحدة. الموقف الاخير للامم المتحدة ، الذي كشف انها تريد ان تكون وصية على اليمن وليست وسيط ، وكشف انها منحازة مع ميليشيات الحوثي وليست محايدة ، يؤكد ويدلل ويثبت ان الامم المتحدة ظلت طيلة الفترة السابقة وحتى اليوم تعمل كلما يخدم الحوثي والانقلاب في اليمن ، وانها تستخدم مطار صنعاء لتقديم الدعم المالي والعسكري للحوثي. طيران الامم المتحدة هو من يحمل الاسلحة للحوثي ، وهو من ينقل القيادات الحوثية إلى إيران والعراق وجنوب لبنان لتمارس دورها فيما يخدم الجماعة ، ولعل الوفد الحوثي الذي وصل إلى بغداد للاتفاق مع الميليشيات الشيعية على دعم المعركة في اليمن عسكرياً بالمقاتلين ، قد تم نقل ذلك الوفد من مطار صنعاء عبر طيران الامم المتحدة ، بل ان عبره قد جاءت للقتال في اليمن خبراء إيران وعناصر حزب الله الارهابي اللبناني. منفذان هامان ورئيسيان يتم عبرهما تهريب الاسلحة لميليشيات الحوثي . منفذ بحري عبر ميناء الحديدة . منفذ جوي عبر مطار صنعاء. ولكي يتم قطع التهريب ، يجب تحرير ميناء الحديدة ، ويجب منع اي طيران اممي يهبط في مطار صنعاء . ما تمارسه الامم المتحدة في مطار صنعاء ، يؤكد انه لا فائدة من قيام الحوثي بتسليم ميناء الحديدة للامم المتحدة ، كون ذلك معناه استمرار التهريب ووصول الاسلحة للحوثي عبر ميناء الحديدة . اذا كانت الامم المتحدة استخدمت مطار صنعاء منفذاً لوصول التهريب للحوثي عبر طيرانها ، فأنها ستسخدم الحديدة وميناءها لنفس الغرض بعد ان يسلم الحوثي الحديدة لها ، ولن يتغير من الامر شيئ. ولعل الاستعداد الذي ابداه المتمرد عبدالملك الحوثي بتسليم الحديدة للامم المتحدة كما صرح بذلك في مقابلته مع احدى الصحف الفرنسية ، يكشف سر استجابة الحوثي لذلك الامر واستعداده للتسليم ، وهو ما يعني انه لن يفقد خدماته من الميناء في ظل ذلك التسليم ، ولا فرق ان كانت مدينة الحديدة وميناءها تحت سيطرة الحوثي او تحت اشراف وادارة الامم المتحدة. ما يحدث في مطار صنعاء عمل مشبوه ، يستنكره غالبية ابناء اليمن . يجب ان لا تهبط اي طائرة أياً كانت في مطار صنعاء ، إلا بعد ان تهبط في مطار عدن وتقوم الدولة الشرعية بتفتيشها تفتيشاً دقيقاً ، وبعد تفتيش ذلك الطيران الاممي الذي يدعي انه ينقل اغاثة ، يجب ان يرافقه وفد اعلامي من الشرعية والتحالف ، يصور وينقل منذ لحظة تفريغ حمولته في مطار صنعاء حتى يتم توزيعها للمواطن المستحق ، وهذا ما يضمن وصول تلك المساعدات وينقل حقيقة الدور الاممي للشعب الشارع العام يتطابق الواقع مع القول والادعاء امام الناس. وقوف الامم المتحدة في صف ميليشيات الحوثي الانقلابية ، يفرض رفض تسليم مدينة الحديدة وميناءها للامم المتحدة ، كون التسليم سيكون من صديق إلى صديقه ، وكلاهما عدوان للدولة الشرعية ، فلا فائدة من ذلك التسليم بالنسبة للدولة الشرعية ، ولا يعتبر حلاً ، انما هو مجرد لعبة فقط لا أكثر .