آخر تحديث :الخميس - 25 أبريل 2024 - 04:40 ص

كتابات واقلام


أم السعد

السبت - 14 يوليه 2018 - الساعة 10:10 م

سعاد خذابخش
بقلم: سعاد خذابخش - ارشيف الكاتب


اوقفت سيارتي واغلقتها وبينما انا متوجه الى منزلنا شاهدت الخاله ام السعد تتحدث مع امرأة اخرى من الحافه وعلى الفور توجهت اليها وانا اداعبها قائلا : اهلا بأجمل واحلى واطيب امرأة في عدن كلها، ردت : حبيبي عصام جعل لك خير مكانك تحب البكش .. قلت لها وانا اقبل يديها ورأسها والله كلامي من صدق انت ملاك ياخاله.. قالت للمرأة التي بجانبها عرفتي ابن من هذا ؟ هذا ابن الحجة قبول زوجة سعيد الخياط ..قالت المرأة : ماشاء الله بسرعة كبروا العيال قلت لأم السعد..كيف حالك وايش اخبارك؟ سامحينا انشغلت بالاولاد والعمل وماعاد اجي ازورك قالت : عارفه ظروفكم وبعدين مافيش كلام الا بعد ماتشرب الشاهي الملبن حقك.. تعال ادخل البيت حاولت اعتذر ولكنها اصرت ودخلت بيتها لاشرب احلى شاهي تعودت على شربه منذ ان كنت صغيرا في بيت ام السعد امنا جميعا. سرحت قليلا وعدت الى الماضي لاسترجع سيرة أم السعد.. كان كل نساء الحي واطفالهن يحبون ام السعد ويتسابقون لزيارتها فهي امرأة حنونة طيبة وكريمة تنشر الفرح حيثما حلت، بشوشة ومرحة أم السعد عندما تطبخ تتعهد جيرانها وتسعد بضيوفها وتتفانى في خدمتهم اما الاطفال فهم ضيوفها في كل الأوقات فاذا غاب طفل عن اهله تجده عند ام السعد يلهو ويأكل لانها تحتفظ بالبسكويت والكعك والحلويات في منزلها للاطفال.. هي شجرة وارفة في حينا الكل يحبها .. ام السعد امرأة متوسطة الجمال سمراء لكنها تملك روحا جميلة جعلتها ملكة متوجة في الحي وافسحت لها في قلوب الناس مكانة تتمناها اجمل الجميلات فهي اذا سارت في الشارع كل من فيه يسلم عليها ويبتسم لها مبروكه ام السعد على الرغم من تجاوزها الستين عاما الا انها تبدو شابة وانيقة بأدبها وحسن طباعها.. ام السعد سيدة اجتماعية تجدها حاضرة في كل الافراح والمناسبات الاجتماعية تساعد وتقدم خدماتها بلا كلل او ملل.. جمال روحها لايملك مثله احد وعندما بلغ بها العمر عتيا اصبح منزلها قبلة لمحبيها الذين يتوافدون لزيارتها وخدمتها ومساعدتها حتى من تزوج وغادر الحي يعود لزيارتها فلا احد ينسى ام السعد ونسى ماكانت تقدمه لكل الناس في محيطها.. السنوات مرت وذهب الشباب وتغيرت الاحوال وتبدل الجيران وام السعد كالنهر مازال يجري ويتجدد وابتسامتها وحبها وترحيبها بالناس مستمر ولم يتوقف.. اكملت شرب الشاي وقمت اقبل رأسها واودعها قائلا لها : تحتاجي حاجة ياخاله انا خدامك؟ ردت وهي تضحك : احتاجك انت ياعصام تتغدي عندي اليوم قلت لها : والله مشغول والاباتغدي طبيخك رائع لايقاوم بس مرة ثانية ان شاء الله واستأذنتها وغادرت وهي تقول : استودعك الله ياعصام وانتبه ماتجي تتغدى عندي لما تكون فاضي.. قلت لها : مع السلامة وغادرت منزلها البستان الذي كانت لي فيه ذكريات جميلة لاتنسى.. .. ✍ سعاد خذابخش خان