آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 11:57 ص

كتابات واقلام


رسالة مفتوحة الى الميسري والزبيدي

الثلاثاء - 03 يوليه 2018 - الساعة 01:04 ص

العقيد عوض علي حيدرة
بقلم: العقيد عوض علي حيدرة - ارشيف الكاتب


الأخوان العزيزان: المهندس أحمد الميسري واللواء عيدروس الزبيدي بدون مقدمة.. لا لتحالفات المتبوع مع الحرامي 1- الوطن ليس مُلكاً لأحد... وليس مديوناً لأحد... ولا يعيبّه أو يعايره الا المزايدين والكذابين: - الذين يحاولون تحويل الانكسارات والهزائم على أنها انتصارات... - الذين يحاولون تحويل الهزيمة في حرب 1994 والهروب من ميدان القتال الى خارج الوطن على أنها كياسة وإعادت الإنتشار... - الذين يحاولون تحويل الخيانة على أنها وجـهة نظر ... - الذين يحاولون تحويل الإلتفاف على الحقائق وخداع النفس والآخرين على أنها من أصول السياسة التي هي (فن الممكن)... ويرفضون الوحدة الوطنية والحوار والإعتراف بأننا مازلنا نبيع ونشتري في الجنوب ويرفضون الإعتذار. ويحاولون أن يحللوا لأنفسهم ما يحرمونه على الآخرين... ومن خالفهم يا ويله يا سواد ليله... وهناك كُتّاب في الفلسفة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ ‏والثقافة ومراسلين ومحللين استراتيجيين وعسكرييين، يكتبون في كل شيء والكثير منهم لا يقول شيئ... أولئك الذين كانوا بالأمس هم الوطن والدولة والحزب والقوات المسلحة، يحاولوا اليوم ان يشكلوا اتحاد ملاك الثورة والحراك الجدد... ونسوا من ورطونا في إعلان الإستسلام في 22 مايو 1990، في شكل صيغة وحدة، ليقودونا ويقسمونا مجددا الى شرعي وغير شرعي، كما كان عليه الحال قبل 22 مايو 1990، (قالوا لفرعون مين فرعنك؟ قال: ما لقيت حد يردني). ‏ لذلك فالوطن لا يسدد فواتيره السياسية والوطنية سوى تضحيات الشهداء الأبرار، ممن حملوا مشاريع الشهادة، وصبغوا الجنوب ببصماتهم وبدمائهم، وعلى راسهم شهيد الوطن الثورة الرئيس سالم ربيع علي وعدد آخر من المدنيين والعسكريين، ممن لا نعرف لهم قبور من اجل نقوم بواجب الزيارة لقبورهم مع حمل بعض الورود، ومن ثم نقرأ الفاتحة على ارواحهم، أو اضعف الإيمان نحاول نزرع شجرة او علامة على ظهر كل قبر للتعريف بهم... ساعتها سنقول لهم سامحونا وناموا بسلام في قبوركم، ‏ونحيطهم علماً من أننا عقدنا التصالح التسامح في 13 يناير 2006، والذي يعد مكسباً وطنياً، وأننا تسامحنا على الدم فقط، وليس على مصير مستقبل الجنوب، وأن كان البعض يدعي أن لديهم توكيل، بينما الصحيح لا توجد قيادة أو مكون أو حزب مخول أو مفوض للتحدث بإسم شعبنا ويقرر مصيره إلا شعب الجنوب الـ 5 ملايين. 2- الجنوب لا يتفضل عليه احد، لا بقول أو فعل، أو موقف او حتى بالدم، كل هذه واجبات وطنية مقدسة، حسب ما تعلمنا من أبجدية الوطنية والتضحيه، ومن يطلب مقابل ما يقدمه يعد من طينة أخرى، عندئذ الجنوب يجب أن يحيا ويعاد اليه اعتباره بدم الأبطال، الذين عرفناهم في ميادين القتال في حرب 2015، صوت وصورة، تحملوا شرف المسؤولية والتضحيه بدون مقابل، حيث روت دمائهم الزكية شوارع محافظة عدن (في كلاً من المعلا التواهي وكريتر وخورمكسر والشيخ عثمان والمنصوره والبساتين والصولبان وصلاح الدين والممدارة والبريقه) وفي مختلف محافظات الجنوب الاخرى، ‏حيث مازالت دماء بعض الشهداء ذات اللون الأحمر القاني خضراء لم تجف بعد، ليخرجونا إلى الضوء من الكمائن التاريخية للحزب الإشتراكي ضد بعضنا بعض، وليس كأدعياء البطولة المزيفة الوهمية. 3- هكذا يجب أو ينبغي التعامل والعمل مع الوطن وقضيته، بوضوح يشبه تجلي الشمس في رابعة النهار، لذا أقول لوجه الله وحدة: "الوطن أكبر من الجميع، وهو الباقي، ونحن زائلون، وأن القلب ليحزن والعين لا تذرف دموعاً دامية، على وطن الأجداد والأحفاد والأجيال القادمة، الوطن الذي الذي صار مرهوناً لتحالفات الأمس واليوم... وهي تحالفات المتبوع مع الحرامي." 4- بالأمس ضبطنا ساعاتنا على توقيت ساعة دولة الإمارات العربية المتحدة، أثناء إجتماعات القيادات الجنوبية القديمة والجديدة... ولأنني من درويش الجبهة القومية القدامى (المغفلين) لا أدري أو أعلم عما إذا كان إستدعاء تلك القيادات الجنوبية من قبل الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، قد تم على طريقة والده شيخ العرب، الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، الذي غمر الجنوبيين بعطفه وحبه وحرصه على وحدتهم، وفي ذات الوقت بادله الجنوبيين نفس مشاعر الحب والتقدير، أو تم بخلاف ذلك، ولكنني ادري حقيقة بديهية وحيدة ويعلم بها كل جنوبي، وأتمنى وانا العبد الفقير لله أن شيخنا الجليل يدركها وهي: - ‏أن الاخ عبدربه منصور هادي وأنصاره ليسوا من كفار قريش، - و‏أن الاخ علي سالم البيض وانصاره ليسوا من المهاجرين، - وأن الاخ علي ناصر محمد وأنصاره ليسوا من الخوارج، - و‏أن الأخ حيدر أبوبكر العطاس وانصاره ليسوا من الإنصار، وإنما كلنا خرجنا من بين صلب وترائب أبي لهب (الحزب الإشتراكي)، ولا نتوقع أو ننتظر خيراً ممن كان السبب والمسبب في كوارثنا ومآسينا في الأحداث العاصفة التي شهدها الجنوب طيلة نصف قرن، وقلبت الامور سافلها عاليها في: 22 يونيو 1969، و26 يونيو 1978، 13 يناير 1986، واكبرها وأخطرها في 22 مايو 1990، و28 - 30 يناير 2018، وجميعها أحداث خارج عن اي معايير أو مسميات وطنية او دينية أو أخلاقية. 5- لقد نسينا أو تناسينا أننا في قديم الزمان وسالف العصر والأوان، قد تنكرنا لهويتنا وتاريخنا وديننا وتقاليدنا الجنوبية، وحتى اننا تخلينا عن عروبتنا حين قررنا أن نكون أمميين وشيوعيين، واعتبرنا انفسنا خير ما أنجبت أمة محمد ليس على مستوى الجزيرة والخليج ولكن على مستوى العالم العربي، على الرغم ان بَعضُنَا ممن حكموا الجنوب - وهم كثر - لم يقرؤوا حتى كتاب لينين (ما العمل)!! وها نحن اليوم - يا حسرة - وضعنا (يصعب على الكافر)، مما جعلنا نعود على اعقابنا نبحث عن أصولنا ووطننا على أبواب دول الخليج، في حين الكل يدرك ان شعبنا لم يعد يحتمل او يُطيق الثورة والحراك ولم يعد له أي طموح، إنما يريد فقط ‏الكهرباء والماء وشفط المجاري ورغيف خبز (يابس) ممهور والكرامة. الجنوب ليس ورثه لأطراف او قيادة، الم يكف أننا دمرنا الجنوب قبل الغزاه القدامى والجدد، وجلسنا على تلته، وعرينا شعبنا من ناموس (الحياة الكريمة) على ارضه، وما إكتسبنا في تجربتنا الفريدة سوى طرف (ولعها) وطرف (خربها) وطرف (خانها). على خلفية ذلك، لا حل الا بالعمل على تشكيل قيادة وطنية جنوبية موحدة على أساس التمثيل الوطني حسب المساحة الجغرافية وعدد السكان والثروة الوطنية ومراعاة البعد التاريخي والحضاري والثقافي والاجتماعي، لقيادة النضال الجنوبي باستراتيجية ورؤية موحدة وإدارة العمل السياسي بعقلانية حكمة تغلق الباب أمام كل محاولات شق الصف الوطني. وفي الختام، نتمنى ان لا يصل حالنا مثل ما وصلت اليه حالة الثورة المصرية في عام 1919، فبعد أن كان شعار الجماهير المصرية في المظاهرات ضد الإستعمار البريطاني: "الاستقلال التام أو الموت الزؤام"، تحول شعارها بسبب الاختلاف والانقسام الى:"الاحتلال على يد سعد زغلول خير من الاستقلال على يد عدلى يكن". وللموضوع صلة مع قيادات جنوبية اخرى... عوض علي حيدرة