آخر تحديث :الثلاثاء - 16 أبريل 2024 - 07:15 م

كتابات واقلام


27 رمضان الذكرى الثالثة لتحرير عدن ورميها في سلة المهملات

الأربعاء - 06 يونيو 2018 - الساعة 06:00 م

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


يكتبه بحرقة والم / جمال مسعود علي كانت ليلة من اعظم الليالي ويوم من اجمل الايام الفرائحية في عدن يوم انقشاع الغمة الذي بدأ بعاصفة رملية حجبت الرؤية وغطت ارض المدينة وسماءها واستبشر سكان عدن بهذه العاصفة وان بدت مخيفة فلكيا وجغرافيا لكنها نفسيات اهالي عدن المستبشرة بالخير المليئة بالتفاؤل المتفاعلة مع قول املوا خيرا تجدوه ولم يكن اهل عدن يعلموا حقيقة ماتخفية هذه العاصفة من البشائر والمسرات لعدن واهلها وكانت ليلة القدر كما هي خير من الف شهر ليلة خلصت عدن واهلها من طاغوت شرير اكتسح شوارع عدن وشرد اهلها فاصبح الناس على نصر من الله عظيم تكللت فيه تضحيات الابرياء والنبلاء من ابناء عدن واخوتهم من للمدن والقرى المجاورة لها في الجنوب وكان 27 رمضان يوم النصر وتحرير عدن من العدوان الحوثي العفاشي وارتسمت البسمة في وجوه الناس مؤملين ان تهل عليهم بعد افراح النصر والتحرير بمشاركة الاشقاء في دول الخليج ان تهل عليهم ايضا بشائر التمكين والاستقرار والرخاء وان تنطلق مباشرة قاطرة التنمية واعادة الاعمار والانتعاش الاقتصادي ولكن هيهات فلقد خابت آمال الابرياء بسلامة النية وحسن الظن وبساطة التفكير لم يكن يعلم اهل عدن ان تترك مدينتهم الباسلة في سلة المهملات عام بعد عام لتنتكس رايات النصر ويحوم في شوارعها وازقتها طائر البوم وينتشر في ارجائها صدى نباح الكلاب ونهيق الحمير وانتشرت الغربان في سماء المدينة وحل الظلام فيها وخرجت الضباع تغتال الاسود في الشوارع والأحياء خلسة في غفلة من الامر تحتفل القيادات السياسية الورقيه هذه وتلك بالعيد وذكرى التحرير بمسمى الحكومة الشرعية ووزراء المهجر بحلول الذكرى الاولى والذكرى الثانية والذكرى الثالثة لتحرير عدن ورميها بسلة المهملات معلنين في كل احتفال الفشل والعجز في توفير الحياة للمنتصرين الشرفاء من بذلوا ارواحهم زكية واموالهم رخيصة لاجل عدن وترابها الطاهر لتمارس الحكومات المتعاقبه في عدن طقوس الحكم ومراسيمة في لبس البدلات والاستعراض بالسيارات والتنقل بالطائرات والتمتع بالدولارات والاحتفالات بالذكرى 1.2.3. لتحرير عدن بينما لم يحتفل اهل عدن يوما بذكرى التحرير على اعتبار ان التحرير لم يكتمل وان مصير المدينة لايمكن ان يقبل به اهل عدن مهملا عام بعد عام في تدهور عقابي بغيظ حرمهم فرحة النصر ولذة الانتصار ليغرقوا بسبب المشاريع المختلطة والضبابية في مجاري عدن وشبكة اتصالاتها وخطوطها الكهربائية وانابيب الميإه وبراميل القمامة وعوائق العشوائيات وتنطع الاطفال بالاسلحة والمشي عكس خط السير والوقوف الخاطئ في قارعة الطريق واهانة المتقاعدين والاستهزاء بالمعلمين والتنكيل بالعسكريين واستحقار رجال الامن واستصغار ضباط الجيش وتجويع الفقير وابتزاز الغني وتطفيش الاستثمار والتعامل بمبدأ الاستحمار ونشر الفوضى والبلطجة والتمترس بالقبيلة والمنطقة ورفع الصوت في المساجد للمتسولين وبكاء الارامل والايتام والمجروحين تجريع وتجويع وتقريع طوابير في البريد وبدون اموال لصرف الرواتب وصفوف السيارات في المحطات بدون بنزين وقود منعدم ورواتب منقظعة وكهرباء الياس والاستحالة في انهاء ازمتها واتصالات مربوطة بيد الساحر الحوثي لم تفك طلاسم سحره وبنك مركزي ليس له محور ارتكاز وميناء دولي لاتتعامل معه الدول ومطار رئيسي لايصل اليه رئيس وقصر رئاسي بدون الرئاسة وديوان حكومي ليس فيه حكومه ومحافظه عاصمه ومحررة وليس فيها محافظ ومجلس انتقالي لم ينتقل بعد ومجالس محلية ليس لها محل وشعب صابر لايعلم حدود لصبره وتضحيات عظيمة لرجال عدن لاوزن لها جراحات تعفنت وكرامات اهدرت كل هذه المعاني يتم الاحتفال بها في الذكرى الثالثة لتحرير عدن ورميها في سلة المهملات هل سينتظر ابناء عدن الذكرى الرابعة لتحرير عدن وهم على هذه الحالة انها لمأساة شعبية وكارثة انسانية وسبة تاريخية ومعرة على ابناء عدن ان يتمكنوا من طرد العدو الغاشم من ارضهم ليحل محله الاهمال واللامبالاة والتفريض بتضحيات الشهداء والجرحى ان يتركوا عدن ثلاث سنوات عجاف في سلة المهملات وفيها النضال السلمي والثوري والمقاومة والنخب والكوادر والمجلس الانتقالي للمحافظة والمديريات وهم صم بكم عمي وهم لايحزنون لك الله ياعدن فلقد ولى زمن الرجال الاوفياء المحبين لك والمضحين لاجلك وهاهم اليوم يضحون بك وبمصالحك فلا المطار ولا الميناء ولا المصافي ولا البنوك ولا الشركات ولا المحاكم ولا الثقافة ولا الحضارة ولا المدنية قادرة ان تؤدي وظائفها وعدن تحررت ورميت في سلة المهملات ولم تجد بعد من يحترمها ويقدر جوهرها النفيس … افيقوا قبل ان تتعفن عدن وهي سلة المهملات بين القاذور